28 ديسمبر، 2024 12:02 م

كلمات من ياقوت و ماس .!

كلمات من ياقوت و ماس .!

عذوبةُ هذه الكلمات , براءتها , رقّتها , والى حدٍّ غير قليلٍ موضوعيتها , وخصوصاً أنها تخرج من بين الشفاهِ على الفطره وتُظهرُ واقعاً عراقياً مريراً على مدى سنواتٍ عجاف منذ إسقاط بغداد في 2003 .في صباح اليوم الثاني للإنقلاب العسكري التركي , كنتُ للتوّ خارجاً من الدار , واجهتني ” بالمصادفة ” جارتي الطاعنة في السّنْ والتي تتمتّع بدرجة عالية من الثقافة بجانب ما تتحلى بهِ من درايةٍ و حكمة , حَيّتني وقالت يا رائد .. استوقفتها وقاطعتها , نزلتُ من السيارة احتراماً لها وبادلتها التحية بأحلى منها . قالت وهي مندهشة : لماذا قاموا بعض عسكر الأتراك بهذه المحاولة الأنقلابية .! اليس لديهم الكهرباء على مدار الساعة .! الا يتوفّر عندهم الأمن بشكلٍ مطمئن .! ولا توجد في تركيا ميليشيات تُعكّر صفوّ الحياة وتتولى تيبّس النبات .!
كلماتها كانت شافيه وكافيه وفيها ما فيها من العافيه , قلتُ للسّتْ : التعصّب الديني المنبثق والمشتق من اضطراب الأعصاب هو الذي جعل زمرةً كبيرةً من العسكر الترك والقضاة ليكونوا ارضاً شديدة الخصوبة لأفكار ” فتح الله غولن ” او سواه , فردّتْ جارتي بردٍّ مفعمٍ : < اذا كان ” غولن ” اسلامياً فعلاً فلماذا لا يستقرّ في دولةٍ اسلاميةٍ ما بدلاً عن المكوث في بنسلفانيا .!؟ > .لمْ امتلك من تعليقٍ لحظتئذٍ سوى القول : < دوماً كلماتكِ من زمرّدٍ و ياقوتٍ و ماس > .. , واضفتُ بيني وبين نفسي أنَّ اماني وطموحات العراقيين بلغت في مستوياتها الى توفّر الكهرباء واستتباب الأمن , وكأنّهُ طموحٌ وامانٍ غير متاحة لدى الشعوب الاخريات .!