الكلمة الأولى …. قبل أكثر من عشر سنوات ، أعتذر مدير تحرير ( المشرق ) عن نشر مقالة تحمل وجهة نظر نقديه في كتاب ( مبادئ الصحافه في عالم المتغيرات ) لأن له مع نجل المؤلف علاقة صداقه … الأعتذار مقبول لأن سببه مفهوم عند البت في نشر مقالة ذات خطاب نقدي … عليه كانت ( الزمان ) هي المحطة التالية ، حيث يعمل نجل المؤلف … تعرفت اليه ، طيباً ، مرحباً ، متفهماً لاختلاف الرأي مع الاخر ، متقبلاً كل نقد بناء… كذلك كان رئيس التحرير د . أحمد عبدألمجيد ، الذي ذيّل المقالة بهامش ( تُنضد ) لنشرها ، لتصل الى مدير التحرير ( ع. م ) الذي بعث لي كلمتان : ( عندي ملاحظات ) !! … ولما التقيته إتضح أن ما عنده هو إصرار على أن المقالة لن تُنشر ، رغم مرورها من رئيس التحرير !! … بعدها ، كانت المحطتان التاليتان هما ( المدى ) و( الصباح ) ولم تحظ بالنشر في أي منهما . وقد يكون السبب هو الحساسيه من نشر خطاب نقدي … إحتفظت بها … مرت السنوات ، وعدت اليها … صلاحيتها لم تنفذ بعد … بعثت بها الى ( كتابات ) … فنُشِرَت!!
الكلمة الثانيه … وفي قراءة صفحة بيضاء من تاريخ الصحافه العراقيه ، وبما له من دلاله بالذي نتحدث فيه عن ثنائية ( الصحافة والنشر ) … نعود الى عام ١٩٥٨ حين كانت تصدر مجلة ( المعلم الجديد ) عن وزارة المعارف … وذاك العام من تاريخ عصر المجله الذهبي ، يوم كان من هيئة تحريرها ، العليان الفاضلان ، علي الشوبكي وعلي جواد الطاهر …حينها كنت تلميذاً في المرحله المتوسطة … تصفحت العدد الفصلي الصادر في النصف الأول من ذاك العام … قرأت فيها مقالة لكاتب يحمل الدكتوراه لقباً علمياً ومديراً في وزارة المعارف … وجدت أن المقالة منتحله (مسروقه ) من كتاب ( مباهج الفلسفه ) لمؤلفه ( ول ديورانت ) والذي سبق لي وأن تصفحته … كتبت الى إدارة المجله رساله بهذا المعنى … ولما صدر العدد التالي ، ما زلت احتفظ بنسخة منه ، أدهشني أن هيئة التحرير نشرت رداً بصفحتين على رسالتي … كانت مقدمته : ( نشكر الطالب النشيط فلان من متوسطة الاعظميه للبنين … ) … يلي ذلك عدداً من نصوص المقاله مع ما يقابلها من نصوص الكتاب لانه استبدل مفردات من نصوص الكتاب بأخرى مرادفه لها للتمويه على سرقته … وهذا يعني أن هيئة التحرير قد تصفحت الكتاب وتأكدت من صحة محتوى الرساله … ثم كانت الفقرة الأخيرة من الرد ، إعتذاز عن الذي حصل لتعذر الكشف عن كل فعل من هذا القبيل ، مع التوضيح بأنه عندما طُلب منه ذكر مصادر مقالته فانه ذكر نفس المصادر التي اعتمدها مؤلف الكتاب . كما تضمنت الفقرة ، عبارات إدانة مناسبة له على فعلته رغم ما يحمله من لقب علمي وما هو عليه من درجة وظيفيه في نفس الوزاره … هكذا كانت إستجابة مجلة على رسالة بخطاب نقدي صاحبها تلميذ مرحلة المتوسطة ، كشف سرقة ( شخص هام ) في نفس الوزاره !!
الكلمة الثالثة …
( ١ ) … وفي عام ١٩٥٦ قابلت رسام الكاريكاتير الرائد غازي عبدالله في إدارة جريدة ( الشعب ) ، لصاحبها يحيى قاسم ، لكتابة تحقيق صحفي ونشرِه في النشرة المدرسيه … أجاب على أسئلتي ، وحدثني عن أقسام الجريده والطباعه بالزنكغراف وعن الصحفي حافظ القباني ووصف الصحفي محسن حسين بانه ( زنانه) لانه كان يكتب مقالاته باسم ( أحلام البدري ) لكننا عرفنا بعد سنوات من حديث له عن بدايته مع الصحافه ، بانه بعد ان وجد أن المقالات التي يرسلها الى الجريدة لا تُنشر ، إضطر لكتابتها باسم ( أحلام … ) لتأخذ طريقها للنشر … فأخذت!!
( ٢ ) … و قبل اكثر من ثلاثين عام ، ولمناسبة يوم الصحافه . نَشرتُ مقالة كانت من فقراتها حكاية متداولة عن محرر نَشَرَ جملة مقالات للكاتبه الانسه ( ليلى ) ولما زار مدينتها أربيل بدعوة منها ، كان في انتظاره ( كاكه علي) ، كاتب المقالات !!!
( ٣ )…وكاتب ، لقبه العلمي ، ( أستاذ دكتور ) . كتب مقالة ، وجدت فيها أخطاء فادحة . وكان المحرر قد نشرها في صدر الصفحة ، وتحديداً في الركن الأعلى الأيمن … ولما كتبت رداً ، للتنبيه والتصحيح ، وخدمة الحقيقه . نشر المحرر الرد في أسفل الصفحة !!!