18 ديسمبر، 2024 11:35 ص

كلمات على ضفاف الحدث

كلمات على ضفاف الحدث

حاملوا الرسالة ( الايمان ) أم إسم (الاسلام )؟!
تحدثنا في موضوع أخر عن ماجرى ويجري في المنطقة من خلال تلاعب قوى التحالف الغربي بمصير شعوب المنطقة وهم مغرورون بعد انتصارهم في الحرب العالمية الاولى ‘ وركزنا على موقفهم الدنيء مع الامة العربية التي تحالف قواها الفاعلة معهم في هجمومهم على قوة الامبراطورية العثمانية على أساس أنه بعد الانتصار يساعدونهم في اعادة مجدهم في منطقتهم وذلك من خلال تعهدهم لمرجعية العرب المتمثلة في حينه من قيادة ( بني هاشم ) ‘ ولكنهم و بدل الوفاء بعهدهم ‘ نفذوا مضمون الشعار ( فرق تسد ) من خلال الاتفاقات المتنوعة والسرية مع الامراء و شيوخ القبائل والعشائر المتعهدين لهم بالحكم والجاه كل امير في منطقته ‘ بذلك تحولت امة واحدة وبطريقة اخبث الاستعمار في العصر الانساني الحديث ومنفذ شعار فرق تسد ( الاستعمار الانكليزي) الذي اوصله الالتزام بهذه الخطة الى اقصى بلدان الشرق بلاد الهند ‘ وترى الامة العربية 22 فرقة متناحرة رغم وحدتهم القومية بل والدينية ايضا وشملت هذه المؤامرة الاجراميه القومية الكردية ايضا في ارضيها كوردستان حيث تم تقسيم وطنهم الى اربعة اقسام تحت سيطرت الحكام العرب والفرس و الترك الذين ضمن لهم قوى التحالف الغربي الاعتراف ضمن قرار دولي بارادتهم وحكمهم على اجزاء الارض الكرديه ..!
فيما يخص الامة العربية ‘ لجأ التحالف الغربي الى اكثر الحيل الدنيئة في مضمونها كاجراء لامتصاص الغضب العربي كشعب تجاه خداع قادتهم ‘ ذلك من خلال اقناع قادة تلك الدول 22 بانهم يستطعون ان يوحدوا في الموقف المصيري تجاه اي خطورة في المستقبل تهدف وحدتهم القومية رغم تقسيمهم ب 22 كيان دولي …!! عندما خطط الانكليز الثعلب بين قوى تحالف الغرب لتأسيس منظمة ظاهرها يوحي بوحدة الامة سميت بـ( جامعة الدول العربية ) حيث عرف العرب وشعوب المنطقة والاسلام في العالم بعد فوات الاوان ان كل ذلك جرى بهدف التزام وتنفيذ تحالف الغرب لـ( وعد بلفور ) المشؤوم ..الوعد الذي خلق اعقد مشكلة للعالم الاسلامي ورسالته الحضارية .
واضح للجميع أن رسالة الاسلام ‘ ليست رسالة قومية كما يدعي القوميين العرب الحالمين بأنهم يستطيعون عن طريق هذا الادعاء السيطرة على العالم الاسلامي ‘ حتى البسطاء من أهل المنطقة يفهمون ان رسالة الاسلام ‘ رسالة سماوية مباركة من رب الرحمن لبناء مجتمع العدل لصالح الانسان والانسانية ‘ وبكل بساطة أن هذه الحقيقة واضحة في كتاب الله المقدس القرأن الكريم ليقطع الطريق امام رغبة الجاهلين من المتعصبين البائسين والمناطقين منذ ظهور الاسلام ‘ من هنا جاء قول الخالق : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله )
منذ بداية القرن العشرين وبدء مرحلة غرور الغرب متوجها بغروره الى الشرق ‘ كان ولايزال احد اهم أهدافهم محاربة رسالة الاسلام كنداء رباني للبشر للتوجه نحو بناء حضارة العدالة للانسانية ‘ وكان ‘ ولايزال يعملون وبشكل منظم ودقيق لتفرقة الاسلام واصبح الان هذا الهدف في خانة اولوية الغرب لتقوية استراتيجيتهم للهيمنة على العالم .
أحد افضح شعار كاذب يرفعه الغرب مقولة (ابتعاد الدين عن السياسة ) وهم يتبنون شعارالحركة الصهيونية العالمية لصالح الكيان الاسرائيلي المسخ ينفذ حكم اليهودي القومي وجهة لمحاربة العالم الاسلامي ‘ علما ‘ أن الرسالة الاسلامية هي صاحبة تاسيس اول دولة مدنية في عهد الرسول الاعظم محمد صل الله عليه وسلم وفي المدينة حيث كانت اول حكم بشري لادارة امور الناس وبالعدل لكل الطوائف والاديان التي كانت موجودة على الارض ضامنا العداله في ضمان حقوقهم
عندما ندقق عن اسباب نجاح محاصرة الاسلام (الدين والرسالة الحضارية لبناء الانسان المؤمن ) من قبل اعدائه ‘ يظهر امامنا أن ما فعله الغرب الاستعماري المنتصر في الحرب العالمية الثانية نجح في برنامجه العدواني عندما فكك قوة وحدة الاسلام وسلم ارادتهم الى القبائل المتناحرة بقايا جذور التخلف الذي جاء به الاسلام لانقاذ البشرية من تلك الظاهرة الخطيرة (نقصد الجهل والتخلف ) ‘ لابل تسير على ذات النهج ‘ تحالف الغرب لم تغير هدفه تجاه الاسلام والفكر ورساله الاسلام ‘ التغيرات الحاصله ‘ ترسم حسب تطوارت الاحداث ‘ على سبيل المثال ان الغرب يشجع ان تصرف في العالم الاسلامي 211 مليون دولار في احد زوايا ارض الاسلام لاستقبال لاعب كرة قدم ‘ ولكن ينتقد صرف اقل من هذا المبلغ في بناء الجوامع ومراكز التوعية الانسانيه ‘ انهم قاموا خلال كل هذه الاعوام بترويض الناس على الاهتمام بالمظاهر تحت عنوان نشر الحداثة وتوريج تحت شعار العولمة بان على الانسان ان يتغير مع متطلبات العصر دون التمسك بالجذور .. والهدف فيما يخص العالم الاسلامى هو تشوية اصل رسالته الموجهه للتماسك و بناء الانسان بنوع الوعي الذي لايفقد فية صلة رحم الاصالة الانسانية والمؤسس على العداله
الان و العالم يديره (الفكر والقوة الغربية الغادرة ) ‘ ظاهر وبوضوح أن احد الاهداف المهمة لنهجهم لايزال اما أيقاف التطور ونشر الرسالة الاسلام ‘ وهذا مستحيل ‘ او التمسك بتعميق وتطوير نفس الخطة التي بدئوا بتطبيقه منذ هجومهم الاستعماري بعد الحرب العالميه الثانيه والتي تتلخص في : أبقاء الاسلام في حدوده الجغرافيه والتأريخيه فقط بالاسم و تكليف ودعم من يعتبر نفسه مسلم (دون معناه الايماني ) بحيث يعرف الواعين الوطنين وكذلك المؤمنين الحقيقين ‘ وكما يقول المفكر الكردي الخالد مسعود محمد : ( في منطقتنا ‘ ابتلى الناس بين نفاقين : بنفاق رجال السياسة حيث يكذبون بأنهم يضمون لهم حياة مرهفه وسعيدة ‘ وبين عهد غير مضمون من مايسمون انفسهم برجال الدين : انهم يضمنون لهم جنة المأوى في الاخره ) وواضح ( والعراق اوضح مثال ) ان الناس في الواقع يعيش الجهنم الحقيقي في ظل نفاق الطرفين ) .
ضمن هذا الوضع الغربي سيد اللعبة فيه ‘ يصنع وحسب متطلبات كل مرحلة بؤره تحت نفس العنوان ‘الذي اهم هدف له محاربته في المنطقة وهي رسالة الاسلام الحضارة والعداله ‘ ك (قاعدة ) ويساعد ويخطط لتلد من القاعدة ( قواعد شتى ) اشرسها ( داعش ) الذي يحلب امريكا حكام المنطقة تحت عنوان تكاليف( تحالف محاربة الارهاب ) الذي هو صانعه ‘ الان ومع الاسف تعيش منطقتنا تحت عنوان العالم الاسلامي ‘ وليس المؤمن الاسلامي حامل رسالة الحضارة والعداله .
مختصر مفيد :
هذا بلد لو أقيمت فيه ميزان عدل كما ينبغي لأمتلأت السجون وخلت القصور / نجيب محفوظ