18 ديسمبر، 2024 11:50 م

كلماتٌ منتخبة في باحة الإنتخاباتِ .!

كلماتٌ منتخبة في باحة الإنتخاباتِ .!

على الرغم من أنَّ التلاعب ببطاقات الناخبين قد بدأ منذ او قبل الحملة الدعائية للمرشحين التي سبقت إجراء الإنتخابات , لكنه بدا وكأنه تمهيدٌ ” وبتناسبٍ طردي ” لما هو اعظم ! ووفق ما انتشر من معلوماتٍ وفيديوهاتٍ موثّقة عن عمليات التزوير الفاضحة , بالإضافة الى الأتهامات التي صدرت من رؤساء كتلٍ وقوائم الى بعض الجهات النافذة ! في تولّي وادارة عمليات التزوير .

وبالصددِ هذا فلربما لم يطّلع الكثيرون من الجمهور من تحذيرات السيد ” يان كوبيش ” ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق , وهو من الخبراء الدوليين في تقنيات الأنتخابات في العديد من دول العالم , حيث نصحَ وشددّ السيد ” كوبيش ” مفوضية الأنتخابات بعدم استخدام جهاز التسريع الألكتروني للعدّ والفرز المستورد من شركة ” ميرو ” الكورية لعدم موثوقيّته , وقد قام ممثل الأمين العام ايضاً بجمع كل سفراء دول العالم في العراق وشرح لهم تفصيلياً عدم صلاحية هذا الجهاز , واضاف أنّ تشفير هذا الجهاز هو من صناعة اسبانية وقد بيعَ في دبي وأنّ القمر الصناعي له منصوبٌ في البصرة , كما أنّ عملية التهكير والمفاتيح العائدة لها يمكن شراؤها بسهولة ! بل أنّ مليونين صوت يمكن ادخالها الى جهاز العدّ والفرز بطريقةٍ غير شرعية , وقد بدا أنّ نفس السيد ” كوبيتش ” كان طويلاً مع مفوضية الأنتخابات ! حيث ذهب بعيداً وقال للمفوضية يمكنكم التأكد من عدم سلامة الجهاز عبر استخدامه في منطقة صغيرة ولكن ليس لكلّ العراق , انّما بدا أنّ السادة المفوّضين قد اعطوا آذانهم الصماء , واعتبروا ما سمعوه هراءً في هراء .!

من جانبٍ آخر وَ وِفق القانون فأنّ مفوضية الأنتخابات ملزمة قانونيّاً بتسليم الأقراص المدمّجة ” CD ” التي تضمّ عدد الأصوات الحقيقية للناخبين الى رؤساء الكتل في نفس اليوم , لكنّ المفوضية الموقّرة أبت ذلك ورفضته رفضاً قاطعاً .!

ثُمّ , وبموجب هذه اللعبة الأنتخابية المكشوفة , فقد انتشر في وسائل التواصل الأجتماعي خبر ايفاد موظفين خاصّين لإتلاف مواد الأقتراع الخاصة بالأنتخابات الأخيرة , في كافة الدول التي جرى فيها التصويت , وحمل الخبر صوراً مستنسخة من الأوامر الأدارية لمفوضية الأنتخابات بهذا الشأن , فهل هناك من لا يتساءل عن ضرورة الإسراع والتسرّع الأستباقية لإتلاف صناديق الأقتراع وملحقاتها في الخارج , وفي هذا الوقت بالذات .!

ثمّ ايضاً , فمع الكثافة النوعية والكميّة للأتهامات عن الأختراقات وعمليات التزوير التي حدثت , وخصوصاً الإتهامات التي صدرت من مسؤولين كبار وسابقين في الدولة , فأنّ الأمانة الصحفية تقتضي عدم صبّ مجمل التهم على مفوضية الأنتخابات ومجلسها , فقد كان من السهولةِ بمكان اجراء ايّ عملية تلاعبٍ وتغييرٍ بالأصوات من دون علم المفوضية العليا , فمن دونِ تعميم فالموظفون الصغار الذين يقومون بالعدّ والفرز وهم منتمون للأحزاب , بمقدور أيّ منهم اجراء ذلك التلاعب الأفتراضي اذا ما كان مكلّفاً من الحزب او الجهة السياسية التي ينتمي اليها , وقد شاهد الجمهور بعض مثل تلك العمليات عبر فيديوهات موثّقة وقصيرة وبدا أنّ تصويرها كان خلسةً وعلى عجل .!

ومع التي واللتيّا وتوابعها , فأنّ ضعف الأجهزة الرقابية على عمليات فرز وعدّ الأصوات ” وعلى مدار الساعة ” , وكذلك عدم نصب شبكة من كاميرات المراقبة في المراكز الأنتخابية , قد جعل الأجواء خصبة لإمكانية التغيير والمتغيرات الأنتخابية .!