23 ديسمبر، 2024 1:13 ص

كلماتٌ عابرة بإيقاعٍ صاروخي!

كلماتٌ عابرة بإيقاعٍ صاروخي!

بِغَضّ النظر عن التصريح الحادّ والمشدد لقيادة العمليات المشتركة ضدّ الضربة الصاروخية التي حدثت اوّل امس , وبغضّ النظر ايضاً لإدانة ونقد منظمة اليونيسيف لتلك الضربة التي تسببت بأستشهاد طفلة عراقية واصابة مواطنين آخرين , واداناتٍ نقديةٍ اخرى من السفارتين البريطانية والأمريكية , وسواهم من جهاتٍ اخرى , وبأخذٍ بنظر الإعتبار لعدم وجود ايّ ادانةٍ مماثلة لأيٍ من احزاب السلطة او احزاب الإسلام السياسي .! , فعملية القصف التي بلغت اعداد صواريخها سبعة ! أي اكثر عدداً من كلّ الضربات السابقة , فلا ريب انها رسالة خاصة يمكن قراءتها من عدة زوايا متباينة ومتقاطعة وربما متقاربة .! : –

المخططون والمنفّذون لعملية القصف الأخيرة لابدّ انهم على دراية مسبقة بوجود منظومة ” سي رام ” في السفارة الأمريكية ببغداد والتي تحرف اية صواريخ موجهة نحوها , وهذا ما حدث سابقاً ولمرّاتٍ عدة , وهذا قد يقود الى أنّ الضربةَ كانت معنوية او كرسالة ذات اهدافٍ مزدوجة .. من الواضح كذلك أنّ الفريق الذي تولّى مهمة اطلاق الصواريخ يفتقد الحرفيّة والتدريب والممارسة الكافية لتسديد الصواريخ نحو اهدافها بدقّة عالية , وإلاّ لما تساقطت بعضها أمام منتزه الزوراء وبالقرب من مدينة الطب في منطقة باب المعظم وانفجر الآخر في الجو قبل أن تطأ قدمه الأرض .!

هنالك ايضاً شبه اجماع لدى المراقبين وعموم الرأي العام على أنّ الضربة كانت لتعكير الأجواء على سياسة الكاظمي المتضادة والمتقاطعة مع توجّهات الفصائل المسلحة والجهات السياسية التي تقف خلفها , والأمر لا يخلو من علاقةٍ ما بالتسقيط السياسي قبل الأنتخابات ومع بدايات الأنفتاح على المحيط العربي ” والسعودية بشكلٍ خاص ” بالرغم مما يجنيه العراق من فوائدٍ اقتصادية في ذلك ” .. ومع كلّ ما جاء في اعلاه فإنّ إحدى ابرز زوايا النظر اللافتة للنظر والبصر في تلك الرسالة الصاروخية , هي انّها موجّهة لإدارة الرئيس ترامب وفق ما تنقل وسائل الإعلام الأمريكية عن تسريباتٍ مسرّبة عمداً عن نيّة الرئيس الأمريكي بتوجيه ضربة موجعة قد تشمل فيما تشمل التنظيمات والأجنحة المسلحة التابعة لإيران , للإبلاغ المسبق عن تهديد المصالح الأمريكية في العراق سواءً < السفارة في العمارة ! – اي بمتناول اليد – > ومعها القواعد العراقية التي يتواجد فيها الجنود الأمريكان مهما بلغ عددهم الضئيل والذي لا يمثّل ايّ وزناً عسكرياً قتالياً , سيما مع حساب عدد الأداريين والخدمات بضمنهم .!

الزاوية الأخرى الأكثر صعوبةً في ايّ محاولةٍ للإستقراء , فتتمحور عمّا اذا سيعود وسيستمرّ هذا القصف الصاروخي ولمراتٍ عدّة او اخرى .! وبذلك يدخل العراق في مرحلةٍ بالغة التعقيد سياسياً وأمنيّا وتصبّ لصالح الفصائل المسلحة فقط ومهما تضادّت مع عموم الجمهور العراقي ومصالحه الإجتماعية وغير الأجتماعية .! , أمّا اذا اكتفوا اصحاب الصواريخ بالضربة الأخيرة , ففعلاً أنْ لا معنى موضوعي لها بأستشهاد واصابة مواطنين عراقيين , ولا تأثير لها على ترامب وادارته , ولا تنفع حتى ” جو بايدن ” وربما لا منفعةَ لها للسادة اصحاب الصواريخ .! , ولا نستبعد ان تكشف الأيام القادمة عن أمورٍ اخرى لم تكشفها بوصلة الإعلام .!