26 نوفمبر، 2024 6:06 م
Search
Close this search box.

كلكامش هو الذي رآى  

كلكامش هو الذي رآى  

فقيدتنا الراحلة دولة المؤسسات – تغمدها الله بواسع رحمته- اضفناها الى باقي قتلانا ; تكافؤ الفرص , العدل الاجتماعي , ورأس القائمة الشفافية التي اصبحت تسبب لنا الحساسية .
والسبب هرميتهم التي تجعل من رأس السلطة التنفيذية شبه اله ترفعه القاعدة ليطلع الى اله موسى فيرى من هناك الخلود الارضي والسلطة المطلقة والتعبد والتملق من القاعدة تحته وقد تشكلت مؤسساتنا على شكل اهرام صغيرة تدين بالولاء للهرم الاكبر الذي يحرص على ادامتها – الاهرام الصغيرة – حتى يبقى ابدا ً هو الاب وهو المانع المعطي والمحيي والمميت نرى ما يرى ولا يجوز ان نرى ما لا يرى وهو البعيد النظر ونحن قصار النظر .
ثم ايضا ً يقوم قمة الهرم بإسناد قمم الاهرام الصغيرة على رؤوس الاشهاد شاء من شاء وآبى من آبى والماعاجبة ” شكثر من الحيطان ”
فيتحقق المثل – الطيور على اشكالها تقع – فيحصل اندماج بين كل طيور المؤسسات لأنها من سرب واحد وتصبح ذات مصير مشترك تهاجر معا ً وتستقر معا ً .. وبالمناسبة فهي من اصناف الطيور التي تأبى ان تنقرض في العراق بعدما انقرض سواها .
وتماهيا ً مع ذلك يبدأ قمة الهرم باطلاق تسميات وعناوين على تصرفات هي من صميم واجبه تجاه شعبه .
كان الديكتاتور اللعين الأسبق يستعمل مفردة ” مكرمة ” لبيان هباته هبات الاله الاعظم على عبيده الحفاة العراة ولأننا نعيش – اليوم – ايام العراق الجديد كان لزاما ً على اهرامنا الجديدة ان تستخدم أوجه ويافطات جديدة ووجدوا ضالتهم … فاستبدلوا كلمة ” مكرمة ” بكلمة “هدية” حتى ان استخدامها شمل ضرورات الحياة – حياتنا نحن – من نظافة وصحة , ومنها ان سيارات رفع القمامة كتب عليها  “هدية مكتب السيد رئيس الوزراء” .
وهناك قاعة بنيت داخل جامعة ذي قار كتب عليها ” قاعة نور العراق/ هدية السيد رئيس الوزراء الأستاذ نوري كامل المالكي ” .
ولأني اريد ان احسن الظن فقد أجهدت عقلي ان اعرض كلمة الهدية على المنطق فامنطقها فحصلت على نتيجتين اولاهما ان تكون أموالها من جيب الهرم وبذا يكون قد أهداها فعلا ً للشعب .علما ً انه لا يجوز ان تحتسب المخصصات والمنافع الاجتماعية اموالا ً خاصة لانها اموال فساد مشرعن .
وثانيهما ان يكون المستفيدين منها كويتيين او ايرانيين وبذا يكون شغلهم للقاعة هدية فعلا ً من رأس السلطة التنفيذية لكن للأسف لم يصدق عليها لا هذا ولا ذاك ..
وما دامت الهتنا ستبقى تشتد وراءنا لاهثة ً ترفض فراقنا لذا أرى ان ينقش عند بناء كل دائرة من الدوائر او ملحقاتها العبارة  التالية :-
” ________ هو الذي رأى كل شيء فغني بذكره يا بلادي …ولچ غنّي ”
اما الفراغ امام كلمة (هو) فلكي نحصل على المرونة المطلوبة لكتابة اسم رأس الهرم الحالي او القادم . اما ” ولچ غني ” فهي اشارة لأستحاثة التأييد الشعبي والتجهيل العشائري الذي يحرصون عليه دائما ً .
وبذا نكون قد قللنا سوء امر سيء وحسناه وارضينا من نعبده وخلدنا اثر عظيم من اثار شخصية علمية عراقية فذة هو الدكتور طه باقر ..  كذلك احيينا تراثنا فعلا ً لا قولا ً وخلي الفائدة تعم الجميع .

أحدث المقالات