23 ديسمبر، 2024 5:20 ص

كلب ابن كلب .. بدلا من جهاز كشف المتفجرات

كلب ابن كلب .. بدلا من جهاز كشف المتفجرات

يؤكد بعض المختصون في تدريب الكلاب البوليسية ان بعض الكلاب تمتلك درجة وفاء اكبر من البشر لدرجة  ان الكلب يمكن ان يمتنع عن تناول الطعام  للحد الذي قد يؤدي الى الموت جوعا  في حال غياب او فقدان صاحبه .. اذن تتميز الكلاب بالوفاء الذي لانجده في اشد البشر اخلاصا وهو ما يجعلها الصديق  الاقرب  للبشر .. ويعد الكلب من الحيوانات الاليفة فهو ينتمي الى فصيلة الكلبية  .. والكلاب انواع هناك كلاب  تستخدم للحراسة   وتسمى بالكلاب البوليسية  وهي من اختصاص الشرطة  التي تعمل على تدريبها وترويضها لمساعدتهم في عملهم في القضاء على الجرائم ومن يسعى لاحداثها ..  
وعادة ماتبحث الشرطة  عن فصيلة الراعي الالماني وهو كلب متوسط الحجم  يمتاز بذكائه وسرعته وقوته وسهولة تدريبه على الطاعة ويعد من اكثر الحيوانات شعبية في العالم … ويقال ان اول دخول لهذا الكلب الى العراق جاء  خلال العقد الثالث من القرن الماضي عندما  اهدى الزعيم الالماني هتلر كلبين المانيين  الى الملك غازي وابنه الملك فيصل  مات احدهما بصعقة كهربائية بعد إن لامس جهازا كهربائيا وبقى الأخر الذي كان بدوره ضخما كالنمر ..تأثر الملك غازي لموت احد الكلبين فأرسل رسالة إلى عباس محمود أغا رئيس عشائر البشدر آنذاك يطلب منه إن يرسل كلبا ضخما ووصل الكلب الذي نقلته سيارة لوري من السليمانية وجيء به إلى القصر ثم جاء الملك ورأى الكلب الجديد وأعجب فيه ثم طلب إحضار الكلب الألماني وقال ” لنشهد جولة مصارعة بينهما ” وكان الكلب الجديد يجيد القتال فما إن رأى الكلب الألماني حتى نظر إليه وفي لحظة ما هجم على الكلب الألماني الضخم وصرعه وكان في منتهى الشراسة والتوحش حتى إن الحاشية لم تكن تدري ما يمكن إن تفعل لإنقاذ الكلب الهتلري من هذا الكلب ..
وصاح الملك غازي: ”  يا فؤاد ماذا عسى إن نفعل” إن الكلب الألماني سيموت ”  

فقال له سيدي لا استطيع إن افعل شيئا فمن يستطيع إن يقترب؟ وما كان من الخدم إلا إن يربطوا خرطوم الماء ” الصوندا”  الذي كان في الحديقة  بحنفيه الماء الساخن ورش الكلب بالماء لكي تنتهي المعركة ..فانسحب الكلب المتوحش وهكذا أنقذ الكلب الألماني من موت محقق وهو يعاني جروحا وآلاما بدءا من عوائه المستغيث . ازداد الملك غازي إعجابه بهذا الكلب فأخذه معه وكان يبدو وكأنه أسد يمشي في القصر والحديقة واخذ يدربه على الحراسة حتى تحول هذا الكلب إلى كلب حراسة من الطراز الأول..  كان الملك ينام في السطح والكلب ينام تحت سريره مباشرة وكان الكلب الذي أحبه الملك والملكة ينزل مرات عدة في الليل من السطح ليفتش الدار ويصعد مرة أخرى ليدور حول السرير ثم يضطجع ثانية تحته.. ورباط  هذه القصة ان  الكلب الذي جلبه  رئيس عشائر البشدر استطاع ان  ينتصر على الكلب الالماني  ويزيحه من الواجهة مثلما  ازاحت الكلاب البوليسية   المستوردة  حاليا جهاز كشف المتفجرات المثير للجدل .. ويقال ان هذه الكلاب  قد  تدربت تدريبا عالي الكفاءة ..  فما ان تشعر بوجود  متفجرات  في المركبة المراد تفتيشها حتى تبدأ  باخراج  اصوات غريبة فيما يقوم ذيلها  بالدوران حول نفسه مثلما كان يفعل جهاز كشف المتفجرات  الذي يميل الهوائي  الملحق به ذات اليمين وذات اليسار وفقا  لرغبة العسكري المكلف بحمل الجهاز  ..

ويؤكد خبراء  بقدرة الكلاب البوليسية  المستوردة على توفير الامن في البلاد .. 
 وفيما لونجحت هذه التجربة فان الحكومة  ستكون في حل من ارسال خبراء عسكريين للبحث وشراء اجهزة كشف المتفجرات  خوفا من حدوث فضيحة اختلاس جديدة  ستكون عواقبها وخيمة ..  وسيتم الاستعانة عن  الخبراء العسكر بخبراء  بيطريين لهم المام في طب الحيوانات كون عملية  اختيار الكلاب البوليسية تقع ضمن  اختصاصهم .. لكن رغم ذلك ستشترط الحكومة في اختيار  هؤلاء الخبراء ان يتحلون بصفات النزاهة  خوفا من قيامهم  بشراء كلاب  سائبة رخيصة الثمن من ” سوق مريدي ”  ويزجونها ضمن الصفقة على اعتبار انها كلاب تنحدر من سلالات اصيلة ” لها اصل وفصل ” .. 
عندها  ستشهد البلاد مزيدا من التفجيرات  كون هذه الكلاب  لاتحمل مواصفات الكلاب البوليسية   المستوردة  اضافة الى كونها كلاب تحمل صفة  الخباثة  كونها تنحدر من اصول كلبية  ” كلب ابن كلب ” عندها  سينسى المواطن قصة  فضيحة اجهزة كشف المتفجرات  التي فاحت روائحها حتى ازكمت  الانوف ويبدأ بالحديث عن  فضيحة  الكلاب البوليسية  التي جلبت من ” سوق مريدي ” التي مازالت تضمر الشر للمواطنين الذين شاركوا  في حملة القضاء على  الكلاب السائبة  خلال عقد السبعينيات من القرن الماضي  وقد  تطالب بشمولها بتعويضات  ..  لكن هذه التعويضات هي في كل الاحوال ليست مادية فقد تنتهي  ببضع كيلو غرامات من العظام تشبع بها جوعها ..