صوّت مجلس الشيوخ الامريكي لصالح قرار ينهي الدعم والمساندة العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية في عدوانها على اليمن،حيث صوّت 11 من الجمهوريين الذي ينتمي له الرئيس الامريكي ترامب ، بالاضافة الى الديمقراطيين ليحصل القرار على 60 صوتاً،الامر الذي يمهد الطريق نحو التصويت على عدم مشاركة الولايات المتحدة غي الحرب على اليمن ، في صراع طال امده وكان سبباً في واحدة من أسوء الكوارث الانسانية في العالم،وعلى الرغم من كون التصويت ليس ملزماً ،لانه ليس من المتوقع أن يفصل مجلس النواب في هذا الامر هذا العام، كما ان ترامب هدد بأستخدام حق النقض “الفيتو” ضد القرار ، الا انها خطوة ورسالة أن مجلس الشيوخ غير راضٍ عن الازمة في اليمن،وسط غياب رد امريكي على مقتل خاشقجي بالقنصلية السعودية في أسنطبول .
مجلس الشيوخ من جانبه تعهد بمواصلة الضغط على الادارة الامريكية من أجل أتخاذ المزيد من القرارات الصارمة ضد السعودية،بما في ذلك تشريع قوانيين وفرض عقوبات في مجال حقوق الانسان،وإيقاف مبيعات السلاح الى مملكة آل سعود،وسط التقارب بين الجمهوريين والديمقراطيين فانه من المتوقع إقرار تشريع يفرض عقوبات على السعودية، ويتيح هذا القرار كذلك ملاحقة محمد بن سلمان على خلفية الاتهامات الموحهة إليه بمقتل خاشقجي او تصفية الخصوم السياسيين في المملكة،كما ياتي هذا الاجراء الى جانب خطاب ترامب المتكرر “لولا امريكا ما صمدت السعودية أسبوعين ولولا امريكا لما تمكن ملك السعودية ان يسافر بحرية،ولتحدثت السعودية الفارسية في أسبوع،لذلك على السعودية ان تدفع لامريكا ترليونات الدولارات ثمناً للحماية التي توفرها لها إزاء إيران ” ، فهذه التصريحات لم تأتي من فراغ،بل جاءت مباشرة بدون تأويل اوتزويق الامر الذي سب إحراجاً لحكام السعودية وامرائها ، والذين ألتزموا الصمت غزاء هذه التصريحات المهينة لهم، وهو ما يعطي رسالة مهمة مفادها ان السعودية لايمكنها الوقوف بوجه إيران ، ولا الصمود أمام أي منازلة معها ، وهي بامس الحاجة للحماية الامريكية .
إذا ما تم ذلك فانه يمثل تغيير في السياسة الامريكية تجاه المتغيرات في المنطقة،كما انه يمثل إنهزام للمحور العربي بقيادة السعودية في اليمن،ودخولها في نفق مظلم وضياع موقعها في العالم الاسلامي،خصوصاً وان الجميع يعلم الدعم الهائل الذي قدمته السعودية للجماعات الارهابية في عموم دول المنطقة ، ودعمها الكبير لتنظيم داعش في سوريا والعراق،ومحاولتها المتكررة في زعزعة امنهما وأستقرارهما على حساب همينتها وتوسيع نفوذها فيها،وان مثل تصريحات ترامب ضد السعودية ينبغي ان تلاقي رفضاً من الاخيرة،وموقفاً حاسماً وحازم ضد هذه التصريحات حتى لو كانت السعودية دولة صغيرة وضعيفة ولكن مع كل هذا لابد ان تعلن السعودية موقفها الرافض لهذه التصريحات لاعادة هيبتها كدولة مسلمة وعدم تبعيتها للقرار الامريكي .