لا احد منا يختلف في كون الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق منظمة مهنية تضم الأدباء والكتاب وتعمل من اجل النهوض بالثقافة وتهدف الى الدفاع عن أعضائها وتدعم مسيرتهم الفنية ، ولا أظن ان قانون الاتحاد يعتمد على الانتماء السياسي في قبول أعضائه قدر اعتماده على العطاء الثقافي ، لذلك فحين تعمد قيادة الاتحاد الى تغليب الجانب السياسي وتعده وسيلة لمدح مبدع او الاساءة لآخر فهو انحراف عن جوهر العمل المهني لا يجوز ان تغفل عنه او يسمح لها بان تمرره دون مراجعة او حساب .
لم تكن عضوية الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد في الاتحاد مبنية على قصائد مدحه للرئيس السابق او لجيش العراق في حربه مع ايران ، انها تعتمد على كونه شاعرا ، اما ولاءاته سواء اتفقنا معه حولها او عارضناه فهي لا تنفي صفة عضويته او شاعريته .
كان يمكن للاتحاد ان يسكت كما فعل في وفاة كثيرين ، وكان يمكن الإشارة الى وفاة الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد دون ان يكون ملزما بمدحه او الاشادة بمسيرته الإبداعية ، اما ان يتهمه بانه داعشي في الوقت الذي يعرف فيه الجميع بانه من الطائفة المندائية الكريمة فهذا لوي لعنق الحقيقة باتجاه مواقف مسبقة لكل من رفض الاحتلال .
ماذا سيقول الاتحاد عن نعي وتعزية السيد مقتدى الصدر للشاعر ؟
وماذا عن رثاء عشرات المبدعين والمسؤولين العراقيين للشاعر ؟
هل نتهمهم بالدفاع عن شاعر داعشي !؟
ان الاتحاد يعرف قبل غيره بان قيمة الشاعر ووزنه الإبداعي لا يصنعها الاتحاد ذلك انها خلاصة جهده الإبداعي ومسيرته ، وشرف للاتحاد ان يكون مدافعا عن أعضائه جميعا دون اي اعتبار لاتجاه العضو او معتقداته ، فالأديب يمكن ان يكون وزيرا او سائق سيارة اجرة او عاملا او موظفا او محض متشرد ، وقد يكون غنيا او فقيرا ، وقد يكون سياسيا قياديا في هذا الحزب او ذلك ، او كارها للسياسة والسياسيين عاشقا لأكثر الزوايا عتمة في مجتمعه ، وليس من شأن الاتحاد ان يضع بوصلة سياسية او وظيفية او اجتماعية لأعضائه ، وكل غوص في هذا الاتجاه خيانة لجوهر عمل الاتحاد في خدمة أعضائه .
انسحب كثيرون واستقال آخرون ، وفكر عديدون بإنشاء اتحاد جديد يرتفع عن مستوى المناكفات السياسية باتجاه مهني محض ، فلماذا يحصل ذلك ولمصلحة من ؟
على الاتحاد ان يجيب بطريقة بعيدة عن مسوغات فعل غير مقبول اساء للاتحاد قبل إساءته لمحبي الشاعر .