9 أبريل، 2024 6:10 م
Search
Close this search box.

كلام معقول عن شيء غير معقول

Facebook
Twitter
LinkedIn

حين يرتفع منسوب الظلم والفساد في أية دولة على أيدي حكامها (الوطنيين) الذين يُغلّفون حكمهم، زورا وبهتانا، بالدين والوطن والشرف والسيادة يُولد الحنينُ الشعبي، تلقائيا، إلى أيام الانتداب الأجنبي، وتكثر المقارنة بين الشقيق الوطني الذي يقمع البريء ويطلق المذنب من أجل أن يأخذ كل أموال الدولة، وبين الأجنبي الذي يأخذ نصفها ولكنه لا يقتل إلا من يحمل السلاح لقتله.

نعم إن الانتداب والاستعمار والاحتلال كانت أكثر ثلاثة مكروهة ومرفوضة في بلادنا، وما تزال وستبقى، ومقاومتُها بكل الوسائل حقٌ مشروع لا ريب فيه. ولكن حكومات الغش والخداع والاختلاس وخيانة الأمانة تجبر مواطنيها على الكفر بحكم القريب، وتفضل عليه حكم الغريب.

ومن أمثلة الخروج الاضطراري عن المألوف ما حدث للدكتورة أحلام حسب رسول، أستاذة التاريخ في جامعة الخرطوم، التي طالبت بعودة الاستعمار البريطاني إلى بلدها السودان، فأقدمت الحكومة السودانية على إيداعها مستشفى الأمراض العقلية، لمنعها من الكلام.

ولكن مراسل صحيفة الشرق الأوسط تمكن من زيارتها في المصحة، وسألها،

 *أنت ﺗﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ﺑﻌﻮﺩﺓ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﺑﻼ‌ﺩﻙ، ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ إﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﻗﻞ؟

فردت عليه بسؤال مباغت،

-ﻭﻫﻞ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻰ بلادي، ﻣﻨﺬ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻘﻼ‌ﻝ وحتى اليوم، ﻓﻌﻞُ إﻧﺴﺎﻥٍ ﻋﺎﻗﻞ؟.

ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻃﺎﻟﺐ ﺑﻮﺿﻊ ﺑﻠﺪي ﺗﺤﺖ ﺍﻻ‌ﻧﺘﺪﺍﺏ ﺍﻟﺪﻭلي ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻰ مجيءَ ﺧﺒﺮﺍﺕ أﺟﻨﺒﻴﺔ ﺗُﻔﻴﺪ ﻭﺗﺴﺘﻔﻴﺪ، فتضع لنا ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻴﻦ، ﻭﺗﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺒنى ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ والتنمية والإعمار.
سؤال،

* ﻋﻔﻮﺍ ﺩﻛﺘﻮﺭﺓ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺗﻬﺎﻡ آﺧﺮ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻟﺔ؟

– ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺐ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﻣﻦ دعوتي، ﺻﺪﻗني لقد ﺷﻌﺮﺕ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺑﺨﻄﻮﺭﺓ ﻣﺎ أﻃﺮﺡ، ﻭﻟﺬﻟﻚ كان هجومهم بهذه القسوة. لقد ﻭضعوني ﻓﻰ ﻣﺼﺤﺔ ﻟﻼ‌ﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، وأتوقع  تصفيتي ﺟﺴﺪﻳﺎ، عن قريب.

ثم، ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ؟. إنهم ﻫﻢ ﻣﻦ ﺑﺎﻉ ﺍﻟﺒﻠﺪ، ﻭﺩﻓﻨﻮﺍ فيه النفاﻳﺎﺕ النووية وقبضوا الثمن، ولكن في السر. أما أﻧﺎ فقد ﺧﺮﺟﺖ إلى اﻠﻌﻠﻦ.

سؤال،

* ﻭماذا عن ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭﺓ؟

– وﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻳﺎ ﻣﺤﺘﺮﻡ؟ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﻴﺲ أﺧﺬﺕ ﻗﺪﺳﻴﺔ ﻭﺑﺮﻳقا ﻭﻃﻬﺎﺭﺓ، ﻣﺜﻞ ﺍلاﺳﺘﻘﻼ‌ﻝ ﻭالسيادة الوطنية ﻭﻗﻄﻌﺔ القماش التي ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﻋﻠﻢ الدولة.

ﺩﺭَّﺳوﻨﺎ ﺗﺎﺭﻳخا ﻣﺰﻭﺭا ﻭﺯﺍﺋفا. جعلوا من أشخاص ﻓﺎﺷﻠين وفاسدين وخونة قادةً تاريخيين عظماء، وقالوا لنا إنهم طردوا الاستعمار وصنعوا لنا الاستقلال. ويصرون على ﺍﻻ‌ﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭ، ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﺎﺿﺮ ﻫﻮ أﻳﻀﺎ مزيف ﻭﻏﻴﺮ ﺣﻘﻴقي.

ﻧﺮﻳﺪ ﺣﻴﺎﺓ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﻭﺭﺧﺎﺀ. ﻧﺮﻳﺪ، ﻣﺜﻞ غيرنا من ﻣﺨﺎﻟﻴﻖ ﺍﻟﻠﻪ، ﻣﺘﺮﻭ أﻧﻔﺎﻕ، ﻭﺳﻜﻚ ﺣﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﺍﺯ ﺭﻓﻴﻊ، ﻭتصنيعا ﻏﻴﺮ مغشوش ولا ﻣُﻠﻮِﺙ للبيئة، ﻭﻣﻮﺍﺻﻼ‌ﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﺷﺒﻪ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ في ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ.

أﻣﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃني، ﻓكلام حاكمٍ ينهب البلاد اليوم، ويريد لأبنائه وأحفاده أن يتمكنوا من ﻧﻬﺒﻬﺎ غدا، وﺍﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎعة.

سؤال،
*
هل ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻳﺎ أستاذﺓَ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻞ؟

-ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ أﻭ ﺣﻞ آﺧﺮ فأﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺴﻤﺎﻋﻪ. ﻗﻠﺖ ﻟﻚ إن ﻫﻨﺎﻙ ﻛﻠﻤﺎﺕٍ أﺧﺬﺕ ﻋﻜﺲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ، وﻭﺍﺣﺪﺓٌ ﻣﻨﻬﺎ هي ﻛﻠﻤﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭ.

تعال نتفاهم. إن الإنكليز أخرجوا ثرواتنا من باطن أرضنا واستولوا على نصفها وأعطونا بدله أمورا كثيرة. ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺳﻜﻚ الحديد، والتعليم المدني الراقي، وﻗﺪﻣﻮﺍ ﻟﻨﺎ أﻓﻀﻞ ﺟﻬﺎﺯ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻓﻰ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، وفي زمنهم ازدهرت ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭالفنون وﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ، وﻋﺮﻓﺖ ﺍلأ‌ﺳﻮﺍﻕ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﻴﺮﺓ، وﻋﺮﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍني ﻣﻌﻨﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ الإنسان وﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ، ﻭﺣﺎﺭﺑﻮﺍ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻋﺪﻡ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ. الخلاصة، لقد ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺣﻘﻴقي ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍني.

* وهل يعنى ذلك يا دكتورة أن الانجليز كانوا يعملون من أجل سواد عيون السودانيين؟،

أنا مدركة تماما أن الإنجليز وصلوا السودان من أجل مصلحتهم هم في المقام الأول. تذكر أن رسالتى للدكتوراه عن تاريخ السودان الحديث، وأنا ضد تزوير التاريخ. ولكن هم في المقابل قدموا لنا الكثير. بمعنى أن المنفعة كانت مناصفة،  (Fifty Fifty)،  لم يستفيدوا فقط ويتركونا فى العراء، كما فعلت الحكومات الوطنية. لقد اعتنوْا بالبقرة التي تعطيهم الحليب.

اعتبرنا يا سيدي فريق كرة قدم ونريد أن نستخدم مدربا أجنبيا يعلمنا كيف نفوز بالبطولة، وفي المقابل يأخذ  راتبا مجزيا، هذا مثَل لتوضيح الفكرة  .

والآن تعال ننظر إلى اﻠﺠﺎﻧﺐ ﺍﻻ‌ﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ.

ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺪم (الحكام الوطنيون) ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ؟.

لقد أهانوا ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ إﻫﺎﻧﺔ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﻣﺘﻌﻤﺪﺓ، ﻭﺗﻌﺎﻣل السياسيون القادمون من الجنوب ﺑﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﻋﻨﺠﻬﻴﺔ مع أﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ.

وأﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻓﻰ أنفاق ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﻭﺷﺔ ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍلاﺣﺘﻘﺎﺭ الهمجي الأﺭﻋﻦ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﺒﺭوﻫﺎ ﻣﺠﺮﺩ أﺩﺍﺓ ﻟﻠﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.

ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ فمطلوب مني، ﻭأﻧﺎ أﺷﺎﻫﺪ مبنى الجامعة ﻭﺍﻟﺴﻜﺔ الحديد ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭي ﻭﻣﺒﺎني ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺮي ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺗﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺭي ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺣﻖ ﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ، أﻥ أﻗﻮﻝ لطلبتي في الجامعة إﻥ ﺍﻻ‌ﻧﺠﻠﻴﺰ كانوا ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﻭﺍلأ‌ﻭﺑﺎﺵ.

وﻓﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬي يستيقظ فيه ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ويدخل عصر ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻼ‌ﻧﻴﺔ والعلمانية يرغمنا حاكمنا الوطني على القبول بخزعبلات ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻳُﻐﺮﻕ البلاد والعباد ﻓﻰ ﺣﻤﺎﻣﺎﺕ الدم، ﻭﻳﺮﺳﻞ أﺑﻨﺎﺀنا للموت في حروبه العبثية الغبية المهلكة.

لقد دمروا، ﻣﻊ ﺳﺒﻖ ﺍﻻ‌ﺻﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﺮﺻﺪ، ﻛﻞ ﺍﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻌﻤﺎﺭ، ولم يحافظوا، ﺑﻜﻞ ﻫﻤﺔ، إلا ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎسية والحزبية والعشائرية.

إن بعضهم، واقسم بالله على ذلك، يطعم خيوله (الزبيب) وعشراتُ الآلاف من المواطنين بلا دخل، ويموت نصفهم جوعا على أرصفة الوطن الاسمنتية القاسية.

ﻻ‌ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ واحد منهم وآخر. كلهم لصوص. ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﻓﻰ أﺭﻗﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟبلاد، ﻭأﺑﻨﺎؤهم يتعلمون ﻓﻰ أﺭﻗﻰ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، وﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺰﺍﺭﻉ ﻭعمارات ﻭﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﻓﻰ ﺑﻨﻮﻙ أجنبية.

وكل ولد من أولادهم ﻳﺮﻛﺐ سيارة ﺛﻤﻨﻬﺎ ﺭﺑﻊ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻ‌ﺭ، ويسافر إﻟﻰ ﻟﻨﺪﻥ ﻭﺑﺎﺭﻳﺲ ﻭﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ أو ﺷﻬﺮﻳﻦ.

وأﻧﺎ أﺳﺘﺎﺫﺓ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ، ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭلكني أﺟﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺛﻤﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﻋﻼ‌ﺟﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ. وﻭﺍﻟﺪي ﻋﻤﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﺭﺑﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ في الدولة ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺷﺮﺍﺀ ﺑﻴﺖ ﺍﻻ‌ ﻓﻰ حي ﺷﻌبي.

ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ في أﻳﺎﻡ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻻ‌ﻧﺠﻠﻴﺰي ﻗﻄﺎﺭ يأتي ﺑﺎﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻻ‌ﻥ، ﻭﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ عليك أن تنتظر ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍني ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﺎﻋﺔ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻقد لا يأتي.
إن النخب السياسية عندنا، سواء التي ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أو في ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻭﻣﻔﺴﺪﺓ ﺗﻌﻔّﻨﺖ ﻭﻻ‌ أﺣﺪ ﻳﺮﻳﺪ ﺩﻓﻨﻬﺎ.

لقد كفرونا بالوطنية وأجبرونا على الحنين إلى أيام الانتدابات الأجنبية، ونحن كارهون. فبعد أن كانت الملايين تهتف ضد الأجنبي، وتبالغ في كراهته، وتتظاهر ضد ممثليه ومصالحه، وتحرق أعلامه، وتدوس بأحذيتها على صور قادته وزعمائه، أصبحت تتمنى عودته لكي يدير لها شؤونها الداخلية، وبحماس منقطع النظير.

إنهم، بين حين وآخر، يرفعون شعار المصالحة الوطنية، والمقصود هو تقاسم الغنيمة، وتوزيع مواعين السلطة، لملء جيوبهم.

هذه مافيا ارتبط بعضها مع بعض بالمصاهرة والصفقات المشبوهة و (بيزنس) تحت (الطاولة).

بعد سقوط كل حكومة من حكوماتهم لا أحد فى الحكومة الجديدة يفتح ملف فساد. لماذا؟، لانهم جميعا فاسدون. هناك اتفاق غير مكتوب بينهم، وقد أصبح عرفا سائدا مُلزما لهم أكثر من الدستور نفسه، (لا تفتحوا ملفات فسادنا عند استلامكم الحكم، ونحن لن نفتح ملفات فسادكم عندما تسقطون، بعد عمر طويل.

سؤال،

* جميع الأحزاب تخلت عنك وعن قضية احتجازك فى مستشفى الأمراض النفسيّة .

المافيا لا تدافع الا عن أعضائها، هذا قانون معروف.

* انت تشتمين شعبك السوداني، هل هناك عاقل يشتم شعبه؟.

– ﻧﺤﻦ ﺷﻌﺐ ﻓﺎﺷﻞ، ﻫﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﺷﻌﺐ ﻻ‌ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴف يصنع ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ، ولا كيف يديرها.    

أنت كررت كلمة عاقل كثيرا ، وأنا أكرر لك أنا عاقلة تماما، أنا أشخّص الحالة. نخبة فاشلة، وشعبٌ لم يستطع توليد نخبة بديلة شريفة طيلة عشرين عاما، ولن يستطيع. إذن فهو شعبٌ فاشل وعاجز. أين الشتيمة هنا؟ .

يجب امتلاك شجاعة طرد كل الممثلين من على خشبة المسرح، (كفاية لحد كده)، وتسليم المفاتيح لخبرات أجنبية مشهود لها بالكفاءة، فقط لا غير.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب