تفجير ( مدينة الصدر ) يتزامن في نفس توقيت
ويوم تفجير الكرادة الارهابي العام الماضي
انفجار ( مدينة الصدر الإرھابي ) الذي وقع ضحیتھ عشرات الشھداء والجرحى الأبریاء وتدمیر أبنیة سكنیة وممتلكات عامة یضع أمامنا عددا من الأسئلة التي لا بد أن تجیب عنھا وزارتا الداخلیة والدفاع واللجان الأمنیة في مجلس النواب العراقي ومجلس محافظة بغداد .. ولا بد من الإشارة ھنا بأن أغلب المسؤولین الأمنیین وبعض المتحدثین عن الكتل والأحزاب السیاسیة دأبوا سابقا على إطلاق الاتھامات غیر المبنیة على أسس منطقیة أو واقعیة.. لعل من أبرزھا إلصاق التھمة ( ؟ ) ما منح إرھابیي ( داعش ) مساحة كبیرة للتحرك في مواقع ومكانات بعیدة عن المتابعة والمراقبة..أما بعد تحریر مدن العراق كافة من قبة التنظيم الارهابي داعش ووقوع ھذا الحادث المأساوي لا بد أن یسدل الستار على مصدر الإتھامات , القدیم والإلتفات المركب على أبعاد وطنیة إلى كل العاملین في المجال الأمني قبل غیرھم وبخاصة الرؤوس التي تعتقد أنھا بعیدة عن المحاسبة والمراقبة كالوزراء ووكلائھم العامین والقادة وأمراء الألویة الموجودین داخل العاصمة بغداد وإستبدال القطعات العسكریة والأمنیة داخل العاصمة بشكل دوري .. وما أذكره مقترحات من المفترض أن تأخذ بھا الحكومة كما قدم غیري الكثیر من الآراء والمقترحات الكفیلة بمعالجة ثغرة أمنیة قد تسبب في المستقبل كوارث أكبر بعد أن إمتدت ید الإرھاب إلى ( مدینة الصدر ) التي تمثل النسیج المجتمعي العراقي بأجمل صوره .. كما یفتح ھذا العمل الإرھابي الجبان أمامنا أسئلة مصیریة لعل من أھمھا ضرورة كشف وقطع شرایین وأوردة الفساد المنتشرة داخل المؤسسة الأمنیة والعسكریة والاستخباراتیة المسؤولة عن أمن بغداد بعد فشل قیادة عملیات بغداد والشرطة الاتحادیة ومئات السیطرات ونقاط التفتیش !
بالتصدي للعمل الاجرامي في لیل رمضان وكما حدث العام المنصرم قبل ایام من عید الفطر المبارك التاریخ یعید نفسھ لنفس الخرج والابطال الاجرامیین أي أن ھناك إتفاقا مع جھة فاسدة للدخول إلى منطقة ( الصدر ) في ھذا الوقت تحدیدا وعدم الدخول في أوقات الذروة الأكثر إزدحاما لو لم یكن ھناك تواطؤ واضح من جھة أمنیة .. أو سیطرة وربما جندي أو شرطي خائن لوطنھ منح العدو الداعشي فرصة لقتل الأبریاء من أبناء العراق الصابر.. رحم الله شھداء العراق , و تصاعدت وتیرة العنف الدموي والوحشي من جدید في كافة إرجاء مدن العراق ، بعد أن شھدت العاصمة الحبیبة ( بغداد ) تفجیرات وھجومات منظمة راح ضحیتھا العشرات والمئات من أبناء شعبنا المسكین الذي لا حول لھم ولا قوة , الكل في العراق الیوم یتھم من یرید أن یتھم في الداخل والخارج بافتعال ھذه الأعمال بعد أن اتضحت للعیان صورة العملیات المسلحة الأخیرة التي قامت بھا الجماعات المتطرفة التي تنتمي إلى الأحزاب السیاسیة العراقیة والى فصائل تنظیم یعود إلى دول كبرى الھجوم الغیر مبرر على مناطق .. مدينة الصدر والشعب وراح ضحیة الانفجارات عدد كبیر من أبناء العراق المیامین في ايام ليلة القدر خلال شھر رمضان المبارك .. في نفس التوقيت للعام الماضي لتفجير منطقة الكرادة الارهابي وعادت قوات وخفافیش المحتل من جدید لتنشر الرعب بین الناس بافتعال الطائفیة الدینیة واستھداف المواطنین .. وجدتني مضطراً من جدید إلى الكتابة من أجل أن یعرف العالم .. لا حصر لھ لمعالم مدن السلام في العراق .. الیوم قصة مدن العراق وحكایة وقصة شعب یموت في وضح النھار وفرط ما تعانیھ في كل ساعة ودقیقة وثانیة من تدمیر مبرمج وضیاعٍ , لكي نعید تلطیخ قمیص سیدنا عثمان رضي الله عنھ بالدم من جدید مع أن الخلیفة الرابع للمسلمین علیاً بن أبي طالب رضي الله عنھ لم یبایع الخلیفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله ٍ تقع على مفترق طرق تبدأ من الشرق ولا تنتھي إلا في البیوت العامرة قبل أن تدنسھا أقدام الاحتلال وعملاءھم لتعید الحرب الطائفیة من جدید وتشعل الفتنة بین أبناء الشعب الواحد
عنھ ألا بعد ستة أشھر من مبایعة غالبیة المھاجرین والأنصار لھ ، لكن لم یمنع ھذا الأمر علیاً من أن یدافع ھو وسبطي الرسول صلى الله علیھ وسلم ، الحسن والحسین رضي الله عنھما ، أیام الفتنة الكبرى ومحاصرة منزل الخلافة ثم قتل عثمان على ید المتمردین من المصریین بعد حادثة تزویر كتاب تولیة محمد بن أبي بكر وكثیر من الروایات نسجھا الخیال أو صنعتھا المصالح والارتباطات السیاسیة لكثیر من المؤرخین ، لكنھم اجتمعوا على أن علیاً وأبنھ الحسن كانا من بین القلیل من الرجال الّذین حملوا نعش عثمان بصمت ( ٍ ودفنوه في وادي البقیع وفي منطقة تسمى (حشا كوكب علي ٌ المعارض وعثمان الشھید، مقطع الأوصال یتآخیان لحظتئذ لوأد ودحر الفتنة فحمل علي رفیق دربھ في مسیرة الوحدانیة القاسیة وصحبتھما لرسول الله صلى الله علیھ وسلم .. على خشبة كي یدفن بھدوء
! َ بقي في دار عثمان قمیصھ الذي قتل بھ والذي كان من المفترض أن یدفن معھ كونھ قتل شھیداً .. أمران أذن لم یحسب لھما الھاشمیون وقریش والأنصار أي حساب ، القمیص الممزق بالسیوف والملطخ بدم عثمان والمصحف المدمي
لا یعلم أحد من استلھما من الدار ثم أوصلھما إلى الشام ( ھكذا ).. القمیص یصل إلى الشام كي تبدأ رحلة للفتنة لم ولن تنتھي.. بدأ معاویة وبنو أمیة بحشد تأیید الناس واستمالة قلوبھم واستفزاز مشاعرھم بعرض القمیص على منابر الخطباء في الجوامع ، بین جامع وجامع ومسجد ومسجد وحيٍ ٍ وحي في الشام، والناس تبكي وتنظر بحزن واستیاء وستھجان على قمیص خلیفة رسول الله وقد تقطع وتشقق وامتلأ بدمھ ، في الوقت الذي لم یقم أحد من بني أمیة بذكر أن علیاً وابنھ كانا من الأقلیة التي دفنت عثمان أي أن ھناك ھدفاً آخر لاستقطاب الرأي العام في الشام ونزع القمیص وإیصالھ وھو الخلافة، وبالھا من خلافة بعد أن بویع علیاً وبدء الاضطرابات والجمل وصفین وظھور الخوارج وقتل علي ثم قتل الحسین.. ثم – ثم – ثم تقطیع الأمة وتمزیقھا إلى طوائف ومذاھب سیاسیة وعرقیة نكتوي بجمرھا لحد الآن عراقیة متحركة وتسلیمھ إلى حكومة دولة القانون ولاوحاكمتھ برسومٍ عراقية متحركة .التاریخ یعید نفسھ، وبعیداً عن التشبیھات طبعا ، العراق الذي أسقطتھ قوات الاحتلال الأمریكي , یطبق فیھا القانون بعد صدور حكم الإعدام على ھذا الشعب المسكین ، أختار الجلادون السیاسیون في العراق أن یصعد ھذا الشعب بعد الانتخابات على منصة الموت ولف حبل الشنق حول عنقھا ومن الله الصبر للعراقيين …..