16 سبتمبر، 2024 9:49 م
Search
Close this search box.

كلام غير مباح عن الاسلام في محرم الحرام

كلام غير مباح عن الاسلام في محرم الحرام

الحديث الكثير الذي يدور في كل محفل واوان عن الاسلام ودولته ( خلافة كانت ام امامة ) ، وعن الله الذي صرنا نقحمه في كل شؤوننا حتى صرنا نصيح عند الذبح الحلال للبشر” الله اكبر ” تأكيدا على ما نفعله انما لوجهه تعالى . ألم يصبح الله والاسلام مشكلة حياتنا وليسا الحل ؟
    أعتقد أننا نعيش في القرن الرابع عشر الهجري ، الا ان أدمغتنا ترفض مغادرة القرن الاول . مازلنا نقفكما فعل شعراء الجاهلية في على الاطلال ونستذكر ” دار مية في العلياء والسند …أقوت فطال عليها سالف الابد ” . مآسي التاريخ واكاذيبه تهيمن على وجداننا … وهي محل تنازع واقتتال فيما بيننا وليست محل دراسة وعبر …وبعيدا عن مناهج الصدقية والعلمية ، صرنا نخترع أحداثا جديدة للتاريخ وننثر عليها ماتيسر من توابل ، فنكمل زورا ما نقص منها ، ونحذف مالا يعجبنا ، ونطيل هنا ونزيّن هناك …. فحولناه الى مسخ حقيقي وصرنا نحرق البخور ونرقص حول الاكاذيب التي اخترعناها وصدقناها .
    خذ كل الطوائف الان ترى ان روزنامة التاريخ توقفت عندها على زمن الخلفاء الراشدين والائمة الاطهار … وكأن محمد لم يؤسس لمنظومة قيمية وفكرية متكاملة للمسلمين على المؤمنين انتهاجها ….للاسف كل تاريخ الاسلام اللاحق لم يكن نتيجة هذه المنظومة البديعة بقدر ماكان انتحالا رخيصا لعنوان الاسلام فقط …. فقد صنعت هذا التاريخ عوامل القوة والجغرافية والعصبيات السباسية والعنصرية ومغانم السلطة وتم اقحام الدين لاضافة الشكليات اليه وتبرير احداثه .
   نصل الى حقيقة أنه من الظلم أن ننسب الاحداث التاريخية وتداعياتها في مجتمعاتنا الى الاسلام ….الا تتفقوا معي اننا غادرنا الاسلام وغادرنا هو من زمن طويل؟
   اقول للمشكك : ماذا بقى من دين محمد ؟ فالدين هو المعاملة والاخلاق والرحمة والتآزر وووو…وهذه بحمد المنافقين ولت من زمان …وكتاب الله وسنته اصبحتا محل جدل فقهي يجري تطويعها لخدمة اهداف شريرة ليست من الدين بشيء .
    اهم مظاهر الاسلام اليوم هي الارهاب والتعصب الطائفي . الارهاب ( من اية جهة اتى )يتخفى وراء التدين الا انه لا يعبر في الحقيقة الا عن تخلف وانغلاق فكري وقصور وسطحية تافهة في فهم وتفسير الامور ومشكلة في الانتماء الى الواقع والمعاصرة تدفع البعض الى التمرد العنيف الذي يجد في الفتاوي الشريرة مخرجا له .
   التعصب الطائفي الى حد الصراع والاجرام …هو اما اكذوبة يستغلها السياسيون والدعاة لتسخير الدين لاهاف دنيوية دنيئة تعجز عن النظر الى اثاره المدمرة على المجتمع ، في حين يدفع التعصب الاعمى البعض الاخر بسبب خلل في تكوينهم النفسي والثقافي الى استخدام الدين في حروب ومذابح طائفية للتنفيس عن الاحتقان الداخلي الذي لم يجد له مخرجا صحيحا بسبب الدعاية والبيئة الجاهلة المحيطة .
  الصحوة الاسلامية ، أو اي كانت مسمياتها ، هي اكذوبة كبرى . فلا الشيعة اوفياء لأئمتهم ، خاصة في هذا الشهر الحرام الذي تسفك فيه دمائهم ودموعهم حزنا عليهم  . فمن خذلهم بالامس يخذلهم اليوم بصورة أشد ….بالامس خذلوهم جبنا وخوفا وتركوا يزيد يعمل في رقابهم ، ويخذلونهم اليوم بعد ان حولوا ” مظلومية ” اليوم حفلات دموية وثنية يتم فيها المزايدة على دمائهم لتقسيم مغانم السلطة وممارسة مظلومية اشد اجراما تجاه من يخالفهم الراي ايا كان جنسه وطائفته . هل يحتاج ولي العصر الى اراقة الدماء تزلفا لظهوره؟
  لماذا لم يخرج السنة ليكفروا احدا من خلفائهم طوال 1400 سنة ، هل كان كل خلفاء بني امية والعباس وعثمان من جنس الملائكة ؟ ألم يكن بينهم من هو أشد استبدادا وجرما من كل من تم ويتم تكفيره اليوم من الحكام ؟ ألم يكن من يفتي اليوم بتكفير هذا وذاك وعاظا للسلاطين يزينون لهم ما يرتكبونه بحق البلاد والعباد ، ام ان الغوغول والفيس بوك قد فتحت عيونهم اليوم على مالم يروه بالامس وعادوا يبصرون ان رقابا قد اينعت وقد حان قطافها على ايدي جند الله الميامين ؟
   الفاشل دائما ما يلقي أسباب فشله على اية شماعة ، وبدلا من التحلي بالشجاعة والاعتراف ، نلقي بفشلنا على تاريخ قضى وتولى ..لا ليكون حافزا لنا للتصحيح ، بل للرجوع الى التاريخ بغرض لي عنق حقائقه وأحداثه لتوائم معاركنا وصولاتنا الحالية لتدمير ذاتنا وبلداننا….فهل هناك من يلومنا على خيبتنا ونكدنا ، وهل نلوم الغرب على مايتخذه من اجراءات بحقنا …. فهي دعوة مفتوحة للغرب أن أرجع لاستعمارنا من جديد فقد اثبتنا اننا لم نصل بعد سن الرشد وان الحاكم الاستعماري أرحم واكثر رقيا وعدلا من حاكمنا الوطني ؟
    واخيرا نقول ان الانتصار لاهل البيت  من الجريمة التاريخية التي طالتهم لن تكون باحيائهم جسديا عبر النواح واللطم فالميت لن يعود ومن هو في نعيم السماء يتسامى حتما عن العودة الى سفلين  ، الا ان افكارهم ومبادئهم خالدة ، افلا من الاجدر احياء السلوكيات والمبادئ ام ان اللطم والتطبير اسهل ؟
   كما ان الاعجاب بسيرة بالخلفاء الراشدين والصحابة ( رغم المبالغات التاريخية في تمجيدها ) فهم بالاخير ليسوا الا بشرا اهتدوا بتعاليم محمد فاجتهدوا فاصابوا واخطاوا ، وذلك لا يبرر احلام الجهلة بارجاع الزمن الى الوراء وتاسيس دولة خلافة على غرار تلك قبل 1400 سنة …هل صدقتم باغنية ام كلثوم التي تناجي فيها الزمن  ” قل للزمان ارجع يازمان ” ؟ أن تاريخنا ياسادة مثقل بالدم والاستبداد وما وصل الينا محرف ومشوش وليست مهمتنا الان التدقيق بقدر ماهو طي الصفحات والسعي لبناء تاريخ اكثر نقاءا .
    يقول الجاحظ ” الاعراف تتبدل لكن الجوهر باق . والجوهر تحكمه نوازع الانسان الثابتة اما الاعراف فتتبدل ووظيفتها تهذيب الجوهر الا انها لا تلغيه…وهذا ما سعى اليه الاسلام وكل الاديان وعلينا ان نفهم وظيفة الدين من هذا المنطلق لا ان نجعله المحور الذي يدور حوله الكون . المجتمع الفاضل مرغوب الا انه غير موجود ( ألم يترك اتباع موسى نبيهم ليعبدوا العجل الذهبي بعد كل العجائب التي ارائها لهم بمجرد تاخره عنهم ؟ ألم يخرج اكثر الناس تدينا وولاءا للامام عليه فقاتلوه ثم قتلوه ؟ ألم يخرج أكثر الخلفاء على سنة الله ونبيه وعمر بن عبد العزيز الذي شذ تم التخلص منه بطريقة مريبة ؟ ألم يرتد اكثر المسلمين عن الاسلام بعد وفاة النبي ولم يعودوا الى الحضيرة صاغرين لولا سيف خالد بن الوليد ؟فان كان الاقربون الى عهد الانبياء قد اختلفوا وكفروا وابتعدوا ‘ هل نكون نحن بافضل منهم ايمانا ؟
   اخيرا نقول ان الاسلامواي دين او معتقد فكري ليس بيدها مفاتيح الخلاص …وعدم التسليم بهذه الحقيقة يقودنا الى لجة من التعصب والاحقاد والكراهية والانقسام والصراع …فالدينيفسر لنا احوالناليجعل حياتنا الدنيوية اكثر توافقا مع الخير فلم الغلو في جزئيات الامور وتوافهها ؟ واي صراع خارج هذا المفهوم كصراع دونكيشوت مع طواحين هوائه فالتعصب والتمذهب يغرق الناس بدلا من انقاذهم.
    فان كان لا بد من فهم عصري للاسلام فنقول انه دين العقل … استخدام العقل للتفكير والقياس …وهو ما ابتعدنا عنه من زمن طويل وصح فينا قول ذلك المستشرق المجري الذي عاش في القاهرة طويلا في اواخر القرن التاسع عشر وبهرته تعاليم الاسلام الاصلية فاسلم عن قناعة الا انهوبمرارة لخص قناعته بقوله ” للاسف عشت طويلا بين مسلمين الا انني لم أر اسلاما “. وهذا هو حالنا …للاسف الشديد مع تحياتي لكل من يخالفنى .

أحدث المقالات