16 أبريل، 2024 8:47 ص
Search
Close this search box.

كلام بين الانانية والواقع حول احداث ستوكهولم

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد تصاعدت دعوات و ظهرت تعليقات تهجمية لمعاقبة الاجانب المذنبين واهلهم و سحب الجنسية منهم وابعادهم عن السويد على خلفية احداث العنف الاخيرة في عاصمة السويد ستوكهولم ,هذه الدعوات جائت للاسف من قبل” اجانب” وهذا امر في غاية الانانية والعصبية والتطرف,هناك مثل يقول “الكاسة احر من الشوربة”  فالبعض يكون اكثر حرارة ليصنع من نفسه حريصاً احرص من صاحب الشاْن نفسه
ان اردنا ترحيل الاجانب الى بلدانهم لذنب ما, فماذا عسانا نفعل بمجرم سويدي ,هل يرحل الى اسيا اوافريقيا مثلا ام الى البحر؟  وان اكتشف اصحاب تلك الدعوات ان احد هؤلاء المذنبين الاجانب ذو قرابة او صلة  به ,فهل سيطالب بطرده من السويد؟
الى هذه الاراء المتطرفة ضد ابناء جلدتها اين انتم من الشرطي السويدي” قناص مالمو” والنرويجي “الارهابي” الذي فجر وقتل وغيرهم من المجرمين كثر تغص بهم ملفات الشرطة كمجرمي القتل والاغتصاب حتى ببناتهم واخرها الفتاة المقطعة اوصالها في احدى الغابات, فلا تكيلوا بميكيالين, واعلمو ان القانون السويدي يجرم من يقول لاي احد عُد الى بلدك الاصلي.
ان بعض الاجانب ليخشى على مصالحه من انعكاس ما ينتجه الشغب الذي مارسه بعض الاجانب , لذا فهو يبادر للانتقاص من الاجانب بل والانتقام منهم ظناً منه انه سينجو مما يخشى ويخاف متجاهلا باْنانيته ان هناك مهاجرون غيره لم ياْخدو فرصهم الطبيعية ويعانون مشاكل مختلفة فان اذنب البعض فالقانون حسيبهم لا اقتراحاتكم المتطرفة. 
 
ان ما حصل من اعمال شغب لابد من النظر الى حيثياتها واسبابها,فقد كانت شرارة ماحصل هي مقتل رجل في 69 عاما من عمره برصاص الشرطة حيث كان يحمل سكينا مهدداً به الا انه كان بالامكان تلافي القتل حسب الشهود وحينما تظاهر شبان احتجاجا على القتل والاسراف بالقوة وتفتيش الاجانب حسب سحنتهم دون سواهم , وصفتهم الشرطة “بالقردة والعبيد” واطلقت الكلاب البوليسية على كل من في الشارع بمن فيهم صحفيون , فهل تقبلون بنعتكم قردة؟
ان اغلب المراهقين المشتركين بالشغب من مواليد السويد نشئوا وترعرعوا وتثقفوا فيها وهم ليسوا كآبائهم يشعرون انهم غرباء بل هم سويديون ولكن النظرة السلبية اليهم من البعض في المجتمع السويدي على انهم اجانب تسبب لهم الاحباط فضلا عن مشاكل منها البطالة وازمة الهوية فهم مقسمون الى شطرين بين ثقافتهم السويدية و ثقافتهم الاسرية وهم اعرف منا بخفايا المجتمع السويدي وحتى بمقاصد مصطلحاته اللغوية نتيجة لاحتكاكهم به, فحينما يرفعون صوتهم للمسؤولين ولا من مجيب! وحينما يشعرون بنوع من تمييز وعنصرية وتهميش ,عندها يضطر البعض منهم للفت الانظار اليه بافعال عنيفة  تجرئهم على ذلك عدم كفائة بعض القوانين التي لاتردع تجاوزات المراهق اضافة لضعف الرقابة الاسرية والمشاكل العائلية فتتحمل الاسرة جزءاً من سلوكيات ابنائها السلبية.
 
ان ماجرى كان احتقانا لعدة ازمات اقتصادية ومجتمعية وهذا لايعني ان للشبان الحق بالتخريب انما نعرض تحليلا  للامور كيف ولماذا, كما ان هذه المشاكل لاتشمل الجميع بل لخلل ما تطال فئات منهم والتي عبرت عن همومها بشكل سئ ومرفوض فكل اعتداء على اي شئ عام او خاص في البلد فهو مدان ويجب المطالبة بالحقوق عبر وسائل حضارية سلمية كفلتها القوانين السويدية.
وللايضاح لم يكن المشاغبون الاجانب لوحدهم بل دخلت على خط الشغب جماعات اليمين المتطرف وممن لهم مصلحة بما جرى حتى ان الامن السويدي صادراسلحة تستخدم بقتال الشوارع وهناك صحفيين طلبوا من مراهقين ان يحرقوا المزيد مقابل المال اضافة لدورعصابات المخدرات وبشهادة البعض ان مثيري الشغب غيرمعروفين بتلك الضواحي ذات الغالبية الاجنبية, فلا تتعجلوا باطلاق الاحكام, ولنتسائل لم اغلب الحرائق كانت بممتلكات الاجانب واحيائهم؟ علماً ان هكذا حوادث شغب كما الكوارث طبيعية, لاتعوض فيها شركات التامين المتضررين, حتى لايتصور احد ان الاجانب يفتعلونها للظفر بتعويضات.
هناك مشاكل اقتصادية ومجتمعية استحقت حلولاً حقيقية واقعية لا روتينية وكما صرح استاذ جامعة يوتوبوري البروفسور”هوكان ثورن” قائلاً: (بالتأكيد هناك عزله قويه في بعض ضواحي المدينة حيث  يوجد غياب صارخ للمساواة الاجتماعية ويظهر على قاطنيها الحرمان من بعض الامتيازات) 
نعم لا احد ينكر ماتقدمه السويد من رفاهية للمجتمع فهي متقدمة عالميا بمجلات الرفاهية الاجتماعية والبيئة والحرية والديمقراطية ولكن هذا كله لايعني ان سياسات الحكومات فيهالاتخطئ والمعونات المقدمة للعاطلين وغيرهم لاتكفي لوحدها فليس بالخبز وحده يحيا الانسان.
ان امر الاندماج يحتاج الى تفعيل اكثر واقعية فهو تزاوج بين طرفين والبرامج المتوفرة مكثفة للمهاجر وغافلين المجتمع السويدي الذي يحتاج للتوعية ايضا بتقبل المهاجر كي يكتمل الاندماج بالطرفين.  
لقد انتقدت الاحزاب السويدية في البرلمان الحزب العنصري “ديموقراطيوا السويد” لتفسيراته العنصرية حول المهاجرين ودافعوا عن الهجرة والمهاجرين وصرح الجميع بمن فيهم الشرطة على ضرورة النقد الذاتي والالتفات اكثر لمناطق الغالبية المهاجرة ولم تقترح غالبية السويديين عقوبات كالتي طرحها بعض الاجانب ضد بعضهم الاخر.
السويد هذا البلد الرائد بالعدالة وحقوق الانسان والحرية والديمقراطية ليس بحاجة لاجتهاداتكم فمن وضعكم اوصياء او قضاة فيه؟
فكفانا جلدا للذات وشعوراٌ بالنقص والانانية وكاْن السويد مكسب لنا وحدنا ,السويد لكل مواطنيها مهاجرون واصليون فهي لاتتعامل بتطبيق القانون على خلفية عنصرية  كي تطبق على المهاجر ما لاتطبقه على السويدي فالمذنب يعاقب حسب القانون لا بالابعاد والاقصاء حسب جنسه وعنصره  فهذه الافكارهي شوائب ماعلقت به ذاكرتكم من سلوكيات دكتاتوريات مندثرة او متآكلة عاصرتموها, فالندعها وحينما نحلل حالة فالنفسرها بعيداً عن النعصرية او التكبر على بعضنا.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب