23 ديسمبر، 2024 5:27 م

كلام الى السياسيين من اهل السنة …. بحاجة الى مناقشة جدية وواعية

كلام الى السياسيين من اهل السنة …. بحاجة الى مناقشة جدية وواعية

لعل جميع العراقيين لايعرفون كيف انهم في عشية وضحاها وقعوا في مستنقع الطائفية المقيتة وصارت الحكومة توزع على اساس طائفي دون النظرة الى الكفاءة والخبرة , ودون الاكتراث بانهم يقودون دولة وليست حسينية او تكية !!  والجميع يعلم دون استثناء بان العراق كان عائلة واحدة تضم المسلمين بمختلف مذاهبهم والمسيحيين والصابئة وغيرهم والكل يعيش في حب ووئام والكل جيران واحبة يتفقد الجار جاره دون النظر الى دينه او مذهبه او عرقه لان هذه المسميات تمثل خصوصية ليس من الادب او العرف التدخل فيها . وهذه كانت اجمل مراتب الرقي والرفعة التي يتحلى بها العراقيون دون غيرهم , وذات مرة كنت في احدى الدول العربية ننتظر في غرفة انتظار طبيب الاسنان واذا باحدهم يرتدي عقالا عربيا جاء وسلم على الحاضرين وجلس ينتظر دوره عند الطبيب , والتفت الى احد الجالسين وساله من اين الاخ ؟ فاجابه من العراق ؟ فقال له من اي مدينة ؟ وهنا استغرب هذا العراقي من السؤال فواجهه بسؤال مماثل من اين انت ؟ فقال انا سعودي , فقال العراقي له انا لايهمني ان كنت من جدة او مكة او المدينة اوالرياض المهم انت اخ من السعودية , فلماذا تسالني من اي مدينة بالعراق؟ هنا تلعثم الاخ السعودي وقال العفو انا لااقصد شئ , فرد عليه العراقي قائلا انا اعرف لماذا تسالني من اي مدينة انا لتعرف هل انا شيعي ام سني واحب ان اضيف الى معلوماتك باننا في العراق لم نعرف الطائفية الا بعد ان خرجنا من العراق وقابلنا امثالكم , نحن في العراق الكل يتجمع للاحتفال بميلاد الرسول الاكرم يوم الثاني عشر من ربيع الاول عند الامام ابو حنيفة النعمان في الاعظمية والكل يزحف يوم السابع عشر من ربيع الاول للاحتفال بمولد الرسول الاكرم في النجف الاشرف على رواية ثانية نحترم الاراء ولا تعكر اجوائنا اختلاف المذاهب  ,  هذا هو العراق , وفعلا هو ذا عراقنا الحبيب عراق علي بن ابي طالب وعراق الحسين بن علي وعراق الكاظمين وعراق ابي الفضل العباس وعراق ابي حنيفة النعمان وعراق عبد القادر الكيلاني  , لن يفرق هذا الشعب المنحرفون والتكفيريون الشاذون عن الدين والمرتبطين بالصهاينة الاوغاد , ان الطبقة الحاكمة سواء في عهد عبد السلام عارف او صدام حسين كثيرا ماكانت تحاول زرع الطائفية بين ابناء الشعب ومارست الطائفية باخس تطبيقاتها الا ان الشعب وخاصة سنة العراق كانوا ارفع من الطغاة واسمى خلقا منهم لم يرضخوا لهذه النزعة وباءت محاولات الطغاة بالفشل , ولعل اكبر برهان انه بعد السقوط حاول الامريكان والصهاينة والدول الساقطة التي تعتبر مطية للاستعمار والصهاينة ان تشعل حربا اهلية بين العراقيين الا انها فشلت وخمدت الفتنة في مهدها ولم تجر حرب طائفية في العراق بمعنى الحرب الاهلية وذلك لان العائلة الواحدة تجد فيها الخال سني والعم شيعي فهل نتوقع ان تجري الحرب من غرفة لغرفة في البيت الواحد !!!!! الا ان هناك من المعتوهين ومن غسلت دولارات النفط عقولهم فاتبعوا المتحجرين والظلاميين  تجدهم يحاولون تفجير مناطق محددة لاشعال الفتنة بين الشعب الواحد وقد تصدى لهم العقلاء من المرجعيات من هذا الطرف وذاك واكدوا على وحدة المسلمين , واصبحوا مسوخا ينبذهم الشعب اينما وجدوا , وهكذا يكون العراق وسيخرج متعافيا باذن الله  بعد ان يسحق هؤلاء الدجاليلن المنبوذين اعداء الدين .
بعد هذه المقدمة المليئة بالحقائق التاريخية والواقعية , نود ان نقول ان سنة العراق بمعزل عن الذين حكموا العراق لفترة من الزمن والذين يحسبون ظلما على السنة انما يتباهى بهم العراقيون من انهم كانوا نماذج طيبة وذو سيرة حميدة عندما كانوا في موقع المسؤولية فشتان بين الطائفي عبد السلام عارف وبين الانسان النزيه  المنصف عبد الرحمن عارف الذي يحتفي  به الشيعة قبل السنة لما كانت له من سمات الحاكم العادل , ولا ننسى هنا مقولة  اية الله العظمى السيد محسن الحكيم مرجع الامة الاسلامية في حينه عندما قال( قائد سني عادل خير من قائد شيعي غير عادل ) , وهناك امثلة اخرى جديرة بالذكر كالاستاذ عبد الرحمن البزاز عندما كان رئيسا لوزراء العراق وكيف التف الشعب حوله لنظرته العادلة في الحكم وتسيير امور الرعية , نود هنا ان نصل الى بعض النقاط التالية وهي واقعية ولابد ان نعترف بها لاننا عراقيون لاتفرقنا المذاهب ولا الطوائف , لقد حافظ  اهل السنة على وحدة العراق على مر العصور ولم يفرطوا بالعراق ولا شبر منه ولا امنوا يوما من الايام بتقسيم العراق وهذا ميزة يحتفظون بها ويسجل لهم التاريخ هذه الميزة باحرف من نور , كما انهم اكفاء وذو خبرة في ادارة الدولة ناهيك عن بعض الهفوات التي حصلت نتيجة المحاصصة الضيقة في الاونة الاخيرة كترشيحهم لمؤذن جامع ليكون وزيرا للثقافة وهذه مثلبة اخذت عليهم في حينه ولابد لهم من الاعتراف بهذا الخطأ الجسيم .
اننا وبعد مرور عشر سنوات تقريبا لابد ان نعترف بان الحكومة من يوم السقوط لحد الان لم تستطع ان تقدم شيئا للعراقيين على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية والامنية والعسكرية بل راحت هذه الحكومة تتصرف وكانها حكومة مناطقية وردة فعل لطائفية الطبقة الحاكمة انذاك , ففقدت شعبيتها العراقية لان العراقيين كشعب وافراد يمقتون الطائفية والعوائل لازالت تتزاوج فيما بينها دون النظر الى المذاهب والطوائف , وكذلك فقدت سمعتها الدولية لان القاصي والداني يعرف كيف انها تتلقى الاوامر من الخارج وليس من الشعب , اضافة الى ان المجموعة الحاكمة جاءت باسم الشعب ونهبت اموال الشعب وبنت لها القصور في الخارج وارصدة تعدت اثرياء العالم الذين جمعوا اموالهم من الاختراعات والابداعات والاكتشافات ومن التجارة والاعمال الحرة واصبحت الطبقة الحاكمة منبوذة من كل اطياف الشعب حتى اصبح العراق دوليا يتنافس على المقاعد الاولى في سلم الفساد المالي والاداري , كما برز الى العلن اناس مجهم الشعب لكثرة تصريحاتهم البليدة ويتباهون امام الفقراء من ابناء الوطن باربطتهم الباريسية وبدلاتهم الايطالية واحذيتهم الانجليزية بعد ان كانت عليهم حسرة بنطلونات الجينز !!! والمصيبة ان الشعب يعرفهم واحدا واحدا كيف كانوا وكيف اصبحوا ! هذا الانحدار في مسيرة العراق والذي ارجعنا الى ماقبل الثورة الصناعية , بحيث  ننفق ثلاثين مليار دولار على الكهرباء ولازلنا اسرى لاصحاب المولدات ! فشل اثر فشل وسخط من الشعب وتخبط من الحكومة يجعلنا نقول انه ان الاوان لنضع النقاط على الحروف , وندعو سنة العراق الى ممارسة دورهم في قيادة الدولة بروح عراقية تنبذ الطائفية والعرقية والمذهبية وان تحارب التكفيريين والدخلاء على الدين الاسلامي وان تقف بوجه التطرف السلفي المتخلف ومن يريد السوء بالعراق واهل العراق وان يعلنوا صراحة جهارا نهارا وعلى الملائ برنامجا سياسيا مدنيا يحفظ للعراقيين دون استثناء كرامتهم وحرياتهم الشخصية و مقدساتهم وشعائرهم الدينية والاجتماعية وحقهم جميعا في العيش الكريم دون تمييز , نريد ان يتولوا دفة الحكم لانه لابد من الاعتراف بان الحكم الحالي بني على ردود فعل وفشل في كل مرفق من مرافق الحياة حتى السيادية منها , وبهذا المنهج المقترح نريد بيانا صريحا وميثاقا واضحا من اخواننا اهل السنة في ان تكون الكفاءة والخبرة والاختصاص المعيار المهم في ادارة مرافق الدولة وزاراتها وهيئاتها وكافة المؤسسات فيها واحياء دور المواطنة وحق المواطن في العيش الكريم , وساضمن لكم بان معظم الناس والمثقفين سيعطون صوتهم لكم وكلنا امل بعراق مشرق جميل . ونامل ان نسمع من العقلاء ومحبي العراق وتربته الطاهرة اراءهم ونظرتهم فيما طرحناه لنتكاتف سوية في انتشال بلدنا من براثن التخلف الى المستوى الذي يستحقه , انه العراق ايها الاخوة والاحبة .