7 أبريل، 2024 12:23 م
Search
Close this search box.

كلام الناس لا بيأخر ولا يقدم ….!

Facebook
Twitter
LinkedIn

( اغنية جورج وسوف الشهيرة ( كلام الناس  يطبقها ساسة العراق بكل حذافيرها وهم يستفيدون تماما من معنى الاغنية في علاقتهم مع الناس عندما لاتخلوا فضائية عراقية من شكاوى الناس ومطاليبهم وامنياتهم ولكن السياسيين لايلتفتوا الى هذا الكلام بل ينصتوا فقط الى كلام قادة كتلهم ومصالحهم والتوازنات التي يرون فيها أن الأمر يتحقق بما تريده الكتلة او المرجع او الطائفة او الجيب .فيما الناس الذين حملوا هذا السياسي على اكتافهم ووضعوه داخل الصناديق الانتخابية تبح حناجرهم ولا من مجيب وسامع لنداء القلوب التي اوجعتها ازمنتها وتمنت للحياة ان تنصف معها حتى لو في آخر العمر..!
كلام الناس لم يعد في العراق مرجعية لفهم حاجة المواطن من وطنه كما في الديمقراطيات الاخرى بل في العراق صار كلام الناس هواء في شبك .فعشرات المرات تظهر القنوات التلفازية آهات البشر الفقراء في وطن الجوع فيه يوازي اكبر ميزانية في الشرق الاوسط .حين يظهر اناس احياء التنك وسرطنة دخان معامل الطابوق والباحثين عن لقمة العيش في يانصيب المزابل وعلب الكوكا كولا…وعمال مساطر البناء الذين ينتظرون رزقهم والمفخخات في وسط بغداد والمحافظات . طوابير مشايخ وعواجيز الراتب الاجتماعي من شبكات الحماية التي ينخرها التزوير والقوائم الوهمية .
مشاهد كثر تحوله مطالب الناس وأحلامها الى كلام بصيغة شكوى لكن السياسي يظهر في كامل اناقته وتبختره ومحبسه المزين بالحجر الكريم في برامج السحور الرمضانية والمختصر وشاهد ما شاف حاجه والاتجاه الخطأ ومع المسؤول .وبرنامج بكل ( حروف ) الابجدية مصنوعة بأجندة او ببراءة او بنكاية كلها تتخذ من هذا الكلام سلعة ومزيادة وحسن نية .ولكن السياسي يصم اذنيه ويبقى ممسكا فقه منطق ما يعتقده انه السبيل الوحيد لحل المعظلة في كلام الناس واسئلتهم .واذا وضع في زاوية الحرج لم يجد غير ( المسكينة ) الحكومة ليحملها المسؤولية ولايعرف انه جزءا من وجودها وصناعتها ومحاصصتها حتى وأن تنصل ..!
كلام الناس الضمير المتصل بدمعة الفقير والشكوى الى الله ، الأصغاء اليه هو اصغاء لنبض قلب الشارع وامنية العاطل ودعاء المظلوم . فمهمه والاستفادة منه يجعلنا نعي الحقيقة كلها ويبرر لنا ما نحن عليه الآن من جاه وامتيازات وضخامة معاش وحمايات .ولكن مع كل هذا ( الهَبر) ولا نفعل شيئا للمواطن ولانصغي الى ما يقول فنحن امام الله في معادلة الذنب والسؤال والحساب.
وكان لكل ساسة هذا الوطن أن يضعوا في حلم الأمام علي ( ع ) موعظة حين كان يؤثر السماع على تناول رغيف الخبز لأن السماع يجلب الحسنة حين تحل من شاكيها مظلمة فيما الرغيف كان يسد الرمق فقط.
خذوا من كلام الناس ما يحلل لكم لقمة عيشكم وافهموا من وجوه الناس ما تريده بكلامها .ولا تصدقوا بأغنية وسوف ( كلام الناس ) فكلام الناس في العراق هو نبض القلب حين يخفق لحاجة وحلم وأمل .
وقديما قالوا : في ضمير الناس يجد الملك العادل تاجه..!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب