23 ديسمبر، 2024 2:46 م

حدثتني صديقة عزيزة على قلبي تحمل الجنسية الهولندية وهي من أصول عربية …قالت لي ..قررت يوماً أن أسافر الى الفلبين لغرض السياحة وفعلا ذهبت الى هناك ( الحديث لصديقتي الهولندية) …تقول تجولت كثيراً في الفلبين أعجبتني المناطق السياحية فيها والجو الجميل الذي يسود سماء العاصمة مانيلا ..وفي إحدى المرات دخلت الى أحد الأسواق الشعبية الشهيرة بالبلاد يسمى (سوق الكلاب) …(تكمل صديقتي حديثها) …كنت أتوقع أن أرى داخل هذا السوق أنواع من الكلاب البوليسية او كلاب الصيد او الحراسة او حتى كلاب الزينة …لكن صدمني المنظر هناك …رأيت ذبائح الكلاب معلقة بخطاطيف حديدية و(الخطّاف ) هو قطعة حديدية معقوفة بشكل محدب تعلق عليها الذبائح …وقد انهارت اعصاب صديقتي الهولندية للمنظر البشع الذي رأته بعينيها كلاب صغيرة معلقة للبيع وأخرى قد ذبحت وأصبحت جاهزة للطبخ …صدمة كبيرة أصابتها بعد أن أكتشفت أن الفلبينيين يفضلون أكل  لحم الكلاب !ِ! …وسالت دموعها دون شعور وهي ترى هذا المنظر ..تذكرت لحظتها صورة كلبها المدلل (بو) ..وحمدت الله ألف مرة إنها لم تجلبه معها الى بلاد أكلة لحوم الكلاب …هرولت مسرعة راجعة الى الفندق ولملمت أغراضها وقررت مغادرة هذه البلاد ….عندما رجعت الى هولندا …قررت أن تثير قضية قتل الكلاب في الفلبين وأكلها أمام الرأي العام الهولندي …بالفعل نجحت في إقامة مظاهرة حاشدة مكونة من بعض الناشطين واعضاء الجمعيات الخاصة بالرفق بالحيوان وجماعة السلام الأخضر وسارت هذه التظاهرة أمام مبنى البرلمان الهولندي بالعاصمة السياسية (دنهاخ) رافعين صور ولافتات تندد بالعمل الوحشي الذي يقوم به شعب الفلبين !!…بعد يومين فقط قرر البرلمان الهولندي إرسال طائرة خاصة الى الفلبين لإجلاء أكثر من (500) كلب وجلبهم الى هولندا وإعطاءهم حق اللجوء (الحيواني)!! في بلد يحترم حقوق الحيوانً والانسان معاً …أذن نجحت صديقتي الهولندية في أن تنقذ حياة أكثر من (500) كلب من بطون الفلبينيين الشرهه …بعد ذلك قامت الدولة الهولندية بتخصيص مبنى حكومي (درجة إولى) لهذه الكلاب الوافدة من طاحونة الموت …وايضاً تم تخصيص فريق طبي لمعالجة هذه الكلاب بشكل دوري ومستمر وكذلك باحث إجتماعي متخصص بالحالة النفسية للحيوانات …حقاً إن  تلك الكلاب محظوظة حينما وجدت من يشعر بآلامها ومعاناتها …أما نحن الشعب العربي ..الى يومنا هذا ..بلداننا تجتاحها الحروب والمصادمات والقتل دون وجه حق ولم نجد دولة واحدة تشعر بما نمر به من إبادة جماعية وأعتقالات وأنتهاكات صارخة لحقوق بني البشر …..المهم لن أتحدث أكثر عن هذه الأمور …فالكل يعرفها جيداً …..بعد الخطوة الناجحة التي قامت بها صديقتي الهولندية …..اتصلت بها لكي أعرف أخبارها …طمئنتني أن كل الامور تسير بخير …وأن الكلاب سعيدة جداً بوضعها الجديد بل أخبرتني أيضاً ان الحكومة الهولندية عازمة على منح الجنسية الهولندية لهذه الكلاب …….كل هذا وأنا أتجرع نوبات الاندهاش على مضض عندما أسمع كلامها معي ….لكني شعرت أنني سوف أقع أرضاً بالضربة القاضية وهي تخبرني عن كلبها  المدلل (بو) (محفوظ من كل عين حسود ) …أنه أستلم جواز سفر هولندي خاص بالكلاب وانه استلم أيضاً حقيبة خاصة للسفر …صنعت خصيصا للكلاب الهولندية !!