17 نوفمبر، 2024 3:43 م
Search
Close this search box.

كلاب البروباغاندا تجيد النباح

كلاب البروباغاندا تجيد النباح

أغلب أنواع الكلاب وخاصة من الأنواع الحارسة تنبح بشدة اذا أحست بخطر على بيت راعيها، أو عند دخول شخص غريب حدود مكان تواجدها، ولكن هذا عند الكلاب الطبيعية التي فطر فيها الله عز وجل هذه الفطرة والغريزة، أما في الكلاب البشرية التي تمتهن الاعلام كوظيفة فهي تنبح تبعاً لتوجيهات وأوامر سيدها، كما إنها تنبح بشراسة على كل من تعتبرهم أعداء لسيدها وولي نعمتها، وتزداد شراسة وقوة النباح اذا كانت العداوة مؤدلجة ومشبعة بالطائفية فعندها لن توجد حدود ولا جدران تحد كمية النباح فتسقط كل الضوابط الأخلاقية والمهنية، والإنسانية وتبقى فقط ضوابط البروباغندا وكلما زادت شراسة النباح والسقوط والتسافل كلما زاد الدفع وعلا منسوب الرضا عند رب العمل، ولا يمكننا أن نعول على صحوة ضمير هنا أو تفكر عقلائي هناك أو على شعور بالأهانة عندما يسيء الى إسمه ومهنته كإعلامي أو صحفي فقد نزعت عنه صفات الكائن العاقل وبات كما وصفه العالم الخالق إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.

نصحو في العراق بين فينة وأخرى على صوت نباح وعويل يضج به فضاء مواقع التواصل الإعلامي، نتساءل ما الذي أثار كلاب الاعلام حتى علا نباحهم اليوم فلا نجد الا مفردة واحدة وكأنها الإشارة والضوء الأخضر الذي تجتمع حوله وتنبح إنها أسم (ايران)، فكلما رأيت مواقع التواصل مشتعلة في العراق على قضية رأي عام تجد أن المستهدف فيها هي ايران أو جهة مرتبطة بها، بل أصبح كل خبر يجير في مسار يجب أن يفضي في النتيجة الى الإساءة لأيران بشكل أو أخر، فشيطنة ايران هو هدف الاعلام العربي والغربي منذ 1979 في الساعة الأولى لنجاح الثورة الإسلامية، لأن قبلها كانت ايران شرطي الخليج وكان حكام وشعوب الخليج يخضعون لها ولا يشعرون بالخطر منها لأنها عصا السيد التي يلوح لهم بها، فكانت ايران قوية بنظرهم لأن أي ذنب لأمريكا فهو قوي يستمد قوته منها، ولأن ايران كانت صديقة للكيان الصهيوني، أما وقد تغير الحكم فيها وأعلنت عداوتها لسيدهم وإنتفضت على من يعتبرونه حامي أملاكهم وضامن بقائهم، فلن تكون دولة ولن تقام معها علاقات صداقة بل ستتحول الى عدو أبدي الى أن يتغير النظام ويعود الى حضيرة الخضوع للسيد، كيف وهذا العبد الابق قد أعلن العداوة والمقاومة لهذا السيد، أمر لا يصدق ولا يخطر ببال حكام العرب أيعقل أن هناك من يستطيع أن يقول كلا لأمريكا! يستحيل أن يوجد على وجه هذا الكوكب من يجرأ على عدم الانصياع للسيد إنه الاله المتحكم في كل شيء ومن يقول له كلا فهو كافر بنعمائه جاحد له، وما يجري من مقاومة وحرب بين ايران وأمريكا ليس حقيقي ولا يصدقه العقل العروبي الخانعن فتوصل هذا العقل الى إقناع نفسه إن ما يحصل بين ايران وامريكا والكيان الصهيوني ما هو الا تمثيلية ومسرحة للاحداث وإنهم متفقون على سيناريو بينهم من أجل أن يسحبوا شعوبنا الى مستنقع المقاومة والحرية والاستقلال.

غذن عدو العرب الوحيد هو ايران لأنها عدو لسيدنا (في الظاهر) ولأنها تذكرنا بحقيقة أننا خانعين أذلاء منصاعين للسيد الحاكم الفعلي، كما إنها تذكرنا كعرب بحقيقة نكاد ننساها هي اغتصاب بلد عربي من عصابات اليهود التي تناسيناها وكنا نخدر شعوبنا بإبر التخدير الإعلامية المتواصلة وحبوب التنويم السياسي، وجرعات الإلهاء بقضايا تافهة، فتم تدجين هذه الشعوب وإقناعهم بعدوهم المستبدل الذي يشكل الخطر الحقيقي عليهم ويتحين الفرص لاحتلال بلدانهم وقتل أبنائهم وسبي نساءهم وتدمير أوطانهم، أما الصديق الوفي والحنون فهو إسرائيل حتى وإن كانت تقتل أبناءهم ولا تستحي نسائهم وتستعلي عليهم وتغتصب أرضهم وتقتل أطفالهم بلا رحمة ولا إنسانية ولا شفقة، فكل هذا يمكن التغاضي عنه بشيطنة فصائل المقاومة وتحميلها الذنب والإثم في هذه الجرائم فمن قال لها أن ترفض الاستعباد والاحتلال وتطالب بالحرية والاستقلال تلك شعارات أكل عليها الدهر وشرب. ويأس العرب من روح الله وقتلت روح النصر فيهم.

ونامت أعين الجبناء ملأ جفونها وهي تعمى عن رؤية ما يجري في غزة من مذبحة بشرية يندى لها ضمير الإنسانية، ويرفضها ويحتج عليها كل إنسان، اما من فقد إنسانيته وتحول الى كلب حراسة فلن ينبح على أصدقاء سيده فقد دجن على أن ينبح على أعداء سيده وعلى من يعتبرهم غرباء بينما يسكت على من أصبحوا من أهل الدار حتى وإن أكلوا لحم أخيه مقتولاً.  

أحدث المقالات