ازمات عدة تضرب البلاد بالطول والعرض داخلية وخارجية تهدد امن وسلامة ومعيشة الشعب العراقي، فاذا تركنا الداخل المضطرب وازماته التي لاتعد ولا تحصى التي اصبح بسببها لا يأمن المواطن العراقي على نفسه في أي مكان يتواجد فيه حتى بيته الذي لم يعد ملاذاً آمناً ففر منه الكثير الى حيث ارض العرب او الغرب علها تحميهم من ظلم وبطش ممن لبسوا ثوب الدفاع عن الوطن والمواطن زوراً وبهتاناً، ووصلنا الى ازمات الخارج التي اذلت العراق وسط سكوت مذل لحكومته التي اصبحت (ملطشة) لكل من هب ودب، حتى اصبح العراق اليوم او العراق الجديد كما يحلو (للمسيسيين) ان يسموه كرة قدم تتقاذفها ارجل ايران وتركيا وحتى الكويت التي لم تكن الا صفراً على الشمال دخلت الملعب وتعلمت فيتهما!!
ايران اغلقت جميع الانهار المشتركة ولم تسمح لقطرة مياه بالدخول الى العراق وعوضتها بالمياه الآسنة التي قتلت المزارع العراقية، وتقصف المناطق الحدودية وقت ما تشاء وتعبث بأمن البلاد كيفهما تشاء ووقت ما تشاء، اما تركيا فاتبعث الاسلوب نفسه فمياه دجلة والفرات اصبحت تصلنا بالقطارة وحصة العراق المائية ضربت عرض الحائط والمصيبة ان كل ذلك يجري والحكومة العراقية خاضعة خانعة بل انها تتوسل في رضا المعتدين فتراها تفتح ذراعيها للزوار الايرانيين وتأخذهم بالاحضان وتوفر لهم كل ما يحتاجوه عن طيب خاطر وشرعت الابواب امام البضائع الايرانية الفاسدة السامة التي اشتكى منها الجميع ولكنها عند الحكومة عسل مصفى!!
فهل يجوز ذلك يا حكومة العراق؟ وهل يليق بشعب العراق هذا الخنوع والاذلال؟ كان على الحكومة ان تتعامل مع الجميع بالمثل فتغلق الحدود فلا استقبال لزوار ولا لبضاعة مهما كانت حاجتنا لها ولا السماح لشركاتهم بالاستثمار والعمل داخل العراق، وقطع كل ما من شأنه ان يعود عليهم بالفائدة، حتى يعودوا الى صوابهم ويحسبوا بأنهم يواجهون العراق صاحب التاريخ والقوة والكرامة. أليس كذلك يا حكومة العراق؟
ويبقى السؤال، متى يهتز ضمير الحكومة، وتنتفض على نفسها وتحكم العراق بعراقية صرفة لا دخل لاحد فيها؟ متى؟.