23 ديسمبر، 2024 3:45 م

كفى ,ترجّلوا عن منابر الدولة, عودوا لمنابر مساجدكم

كفى ,ترجّلوا عن منابر الدولة, عودوا لمنابر مساجدكم

لا أحد يطيقكم بعد اليوم ولو كنتم تُطاقون لوصلتم للحكم دون استعانتكم بأحد لأنّ الملائكة لا تستعين إلاّ بالله الواحد الأحد الفرد الصمد وتستعين بالشعب لو أنّ الشعب كان فعلًا راضٍ عنكم ويتوقّ شوقًا لوصولكم,  وإن كان هناك من وجدتموه صدّقكم فذلك لأسباب ثلاث باعتقادي البشري ,يا إمّا صدّق بالحصان يسبق “اللاندكروز” أو النسر ينافس الطائرة أو الطنطل يستطيع الوصول إلى القمر.. ويا إمّا من صدّقكم صدّق أنّ حكمكم حكم ملائكي تثورون على من سرق الشعب ولو بيضة ,ولا تنامون أو يغمض لكم جفن ليلة واحدة أو تهجعون حتّى تتأكّدون أنّكم قد وضّفتم آخر عاطل عن العمل في البلاد ,توقدون “شمعة الدولة” للتحقيق في سرقة بيضة الدجاجة “بما فيهم الديك”!, تلبسون “الخيش” على جلودكم “لتحسّوا بآلام الفقراء” لتقتلوا الفقر ولا تستوردون للشعب ملابس “شيش بيش” بدت شوارعنا بهم كمراهقي ألوان مستجدّون على حياة المدينة ,ولا توقدون “شمعة الدولة” في شأن إلاّ يخصّها لا تستغلّوا ضوئها بشأن شخصي تستعرضون عضلات ألسنتكم الفقهيّة تحت ضوئها وشمعتكم في جيوبكم تحرصون ألّا تخسروا قليلًا من وقودها! فأين عمر عنك وعن أمثالك في وقاحة الادّعاء؟ وأين هي “درّته” عن رأسك؟ وأين هي تبعيّتكم لآل البيت والّتي صدّعتم بها رؤوسنا وصدّعتم بها مايكروفونات حسينيّاتنا ومساجدنا بادّعاء اتّباعكم لهم الذراع بالذراع والباع بالباع؟ وهل الفشل تلو الفشل حصيلته فشل ذريع هي من نتائج من يتّبع نهج آل البيت أم نتائجه من أناس يتّبعون الشياطين.. لا سامح الله؟ ..
ليس ذلك فقط ,فقد خلّفت تجربتكم في الحكم من اثني عشر سنة ,عشرات الألوف من القتلى وأنضبتم نضحًا رصيد الدولة عن آخره بما تحمّلت من صبر وأنتم تتلفون عناصرها ومكوّناتها تباعًا وتحوّلوها لدقيق تنثروه بين أشواك منها “صناعتنا الوطنيّة” وقرينتها الزراعيّة فكيف في أيّامنا العواصف هذه أوصلتم البلد إليها ثمّ تدّعون استطاعتكم تلملموا ما نثرتموه! ..لم نر طيلة سنواتكم “المنبريّة” سوى عواصف تتلوها زوابع تلحقها زلازل, لم نر لا آل بيت يمشون بين آهات الناس يجفّفون دمائهم ولا عمر يجوب شوارعنا حاملًا درّته يهبط بها على رؤوس السرّاق والمدّعون ..ولم نر أو نلمح ملائكة يطيرون بأجنحتهم فوق رؤوسنا يطبّبون جروح ملايين النازحين أو يغيثون جنودنا أو يعينوهم على المواجهات اليوميّة أمام الشياطين الدواعش أو حتّى ولو يوقفون زحفهم ,بل على العكس لم ير العراقيّون طيلة حكمكم سوى قذائف الهاونات تطير فوق الرؤوس منها تجعلها “سوس بلا روس” وإن اختطف مخطوف لن تنقذه أو تعثر عليه هذه الملائكة ولا حتّى قارئة الفنجان ولا حتّى الجنّ الأزرق نفسه ..بل ولم نر سارقًا واحدً أو ألقيتم القبض عليه طيلة حكمكم يقف أمام آلاف الاتّهامات الموجّهة ضدّه منها تُهم دمويّة ومنها ما باستطاعته ملأ خزائن الأرض من “البيض” مدفوعة الأثمان مقدّمًا ومن دم المواطن المقهور ,لكنّها لا زالت تطوف الفضاء تعيش بين السراب وبين أحلام المواطنين يناديها الجياع: “هيّا انزل ..اهبط ..عد أيّها البيض ,ترحّمي علينا ولو ببيضة واحدة أيّتها الدِيَكّة” ولم نر هذا الملاك الطاهر ابن تربية الطاهرين يقف بقفص الاتّهام كما وقف أبا الحسن ع أمام القضاء بتهمة “درع” ليهودي مبغض أعلن إسلامه لمّا رأى رئيس حكومة المسلمين يسجّل دعوى ضدّ القاضي نفسه لمناداته بهذا اللقب دونًا عن “أبا الحسن” أسوةً باسم اليهودي..
هنا خطرت لي خاطرة كان وجوبًا لجمها ..يهودي أسلم لما رأى وشاهد ولمس من أخلاق لا ينافسها فيها حتّى الملائكة.. جواب “الخاطرة” من سؤال: هل الأعداد اليوم من الّتي نسمع عنها عن أفواج يعلنون إسلامهم يوميًّا تصلنا عبر وسائل الاعلام, ما حكايتها؟ وهل هي حقيقة فعلًا أم من ضمن “طقوس” وجوب تعميمها لترسخ في أذهان “المسلمين” على أنّ: “الإسلام لا زال فعّالًا كما هو بوجود هؤلاء ـ العلماء ـ الّذين يتوارثون النبوّة”؟ ,بحسب ادّعائهم قول الرسول ذلك ,لذا ,فما داموا هم هؤلاء يُشرفون على عقولنا منذ “أبا الحسن” ولغاية اليوم ,فإنّ أبا الحسن لم يمت بوجودهم ,والإسلام بخير وتمام التمام وعال العال.. كي يبقى الناس مصدّقين بأنّ الملائكة لا زالت تعيش بيننا لم يطردها طارد! والّذي حصل في البلاد من كوارث لدرجة كاد سيُمنع العيش فيه بحسب منظّمة الصحّة العالميّة كانت مجرّد إشاعات من الشيطان ليطردنا من نعيم خلقه الله لنا تحكمنا فيه الملائكة شرط أن لا نقرب كرسيّ الحكم وإلّا فستبدو لنا سوءاتنا.. وهل يستطيع أحدنا رفض حكم ملائكي أو يمسّه بسوء؟..