وجدت الاسلحة للقتال، او لصد هجوم اوالدفاع عن النفس، هذه الميادين المتعارف عليها لاستخدامات السلاح، لكن هذه القوانين استثنى العراق نفسه منها، ففي بلدي الأمر مختلف، ﻷننا شعب مختلف بالفطرة، مشاعرنا لا نجيد التعبير عنها الا بقوة السلاح، حتى نؤكد كم هي عميقة!
ففي مأتمنا نطلق العيارات النارية، وفي حفلات الزفاف نطلق العيارات النارية، وعندما يفوز منتخب كرة القدم نطلق العيارات النارية، وعندما نخسر كذلك لا ضير من بضع اطلاقات، عندما ينجح فاشلا ما نطلق العيارات النارية، وهكذا نعامل السلاح كانه منبه صوتي ليس اﻷ.
متناسين ان لهذا المنبه حشوة، تنطلق في الهواء، وتتهاوى مرة اخرى لتستقر احيانا في جسد احدهم، ربما يكون قد نسى ان يقرأ دعاء الحفظ في ذلك اليوم، ان المسافة التي تستغرقها الرصاصة، عندما تنطلق حتى تسقط، لتقطع شريط حياه احدهم، هي مسافة محسوبة بعذاب ام ربت، واب قد انحنى ظهره لرعاية اولاده، وجهود سنين ماضية، واحلام تنتظر التحقيق.
نصيحة عندما تختلف مع اخ لك في الدين، او حتى نظير لك في الخلق، فلا تدخر اي سلاح متوفر لتثبت وجودك، وياحبذا لو وجد سلاح ثقيل، سيمجد اسمك، ويعالى صيتك بين القبائل، اي جاهلية نعيش؟!
الى اين نمضي؟ بتلك الممارسات الﻷنسانية، وخصوصا ونحن نخوض حرب مفتوحة، مع عدو شرس لا يتوانى بأبتكار الاساليب الوحشية في حربنا ضده، أليس اﻷحرى ادخار كل طلقة لمقاتلته؟
ان المحير ان يقدس بعضهم كلمات، ويتعامى عن كلمات اخرى، فعندما اصدر سماحة السيد السيستاني، فتوى الجهاد الكفائي، انطلقت موجة عارمة من البشر لتلبية ذلك النداء المقدس والمشرف، وعندما افتى سماحتة بحرمة اطلاق العيارات النارية العشوائية ” الغير مبررة” لانجد هناك استجابة لتلك الفتوى، ” أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض”
ما يحزننا ان تتناقل وسائل الاعلام صورة لطبيب سقط اثر تلك العيارات، فبدل ان يداوي ذلك الطبيب مرضاه، اصبح هو بأمس الحاجة للمساعدة الطبية، و راح ضحية ممارسات غير حضارية بالمرة،
نقول لكل من يطلق عيارات نارية في الهواء، انت قاتل مع سبق الاصرار والترصد، ان كان ضميرك مرتاح بالاحتفال، وهنالك مأتم نصب بسببك، فهنيئا لك بضميرك العفن، كفانا استهتار بارواح بعضنا البعض!