لقد شاع الكذب على الألسن حتى أصبح ظاهرة بارزة يلمسها الجميع بوضوح …
الصغار يكذبون ..!!
والرجال يكذبون ..!!
والنساء يتعاطين الكذب ..!!
إنّ الكذب اذن من الأمراض المزمنة ..!!
وليس الكذب جديداً على الناس ، بل هو موجود منذ أقدم العصور
والسؤال الآن :
ما الذي يدفع الناس الى اصطناع الأكاذيب ؟
أهو ضعف الشخصية ؟
أم هو الركض وراء المصالح ؟
أم هو الضحك على الذقون ؟
أم هو محاولة ايقاع الآخرين في الفخ ؟
أم هو دفعٌ للتهمة عن النفس ؟
أم هو كل ذلك ؟
ان الذي يعتمد الكذب وسيلةً له في تعامله مع الآخرين ، انما يُسقطُ شخصيتَه ، ويهدرُ اعتباره من حيث لايشعر .
ان الكذاّب لايستطيع ان يحظى بثقة الناس ، وبالتالي فهو عندهم متهم تحيط به الشكوك ، وتنزل به الى السفوح …
قد (ينجح) في تمرير كذبه مرة ومرتين ومرّات ، ولكنه(يسقط) في النهاية لامحالة ، بعد أنْ يُكتشف على حقيقته وجوهره .
ان الكذب له مبرراتُه ابّان الحرب مع الاعداء ، فالحرب خدعة، وربما استسيغ اذا كان لإصلاح ذات البيْن .
أما ان يكون البضاعة الرائجة في الأسواق كلها فهذا ما لايُطاق ، لأنه تضليل وتجهيل، وحرق كامل لأوراق الحقيقة .
وفي موسم الانتخابات يكثر الحديث عن كذب السياسيين المحترفين ، وما يطلقونه من وعود معسولة ، ومشاريع خدمية ، يجتذبون بها الأصوات ، حتى اذا ما اجتازوا الامتحان عبر الاقتراع، تبخرّت الوعود ، وخابت آمال من عوّل عليهم ، وانطلت عليه أحاديثهم ، وكانوا في وادٍ ومن صَدّقَهُم في واد آخر …
انهم يستطيعون ان يمارسوا هذه اللعبة مع السذج البسطاء من المواطنين ، ولكن هل يستطيعون ان يمارسوها في كل عملية انتخابية، ومع العراقيين كلهم –؟ وقد دلت الاحصاءات على أنهم في طليعة الأذكياء العرب ؟
ان المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين .
ومن هنا نقول لتجاّر السياسية واخوانهم من الرضاعة :
كفوا عن الاكاذيب ..!!
ان شياطين الكذب، يحسبون أنهم نجحوا في شراء ذمم البسطاء والسذج الذين يقبلون بعطاياهم السخية ، وهداياهم السنيّة ، ويقسمون لهم بأغلظ الايمان ان اصواتهم لن تكون لغيرهم، لايُدركون ان هذه الوعود من هؤلاء السذج هي أيضاً من الأكاذيب …
ان هؤلاء يقبضون من كل جهة تدفع ، ولكنهم في الساعة الأخيرة يقررون لمن يصوتون ..!!
انها كذبة بكذبة ،والبادي أظلم، وويل للكذابين .
ومن المفيد ان نذكر في الختام ما رواه ابو داود والبيهقي عن عبد الله بن عامر ، قال :
جاء رسول الله (ص) الى بيتنا ، وأنا صبي صغير ، فذهبتُ لألعب ، فقالت أمي :
يا عبد الله تعال حتى اعطيك
فقال (ص) :
{ وما أردتِ ان تعطيه ؟
قالت :
تمراً
فقال :
اما انك لو لم تفعلي ، لكتُبتْ عليك كذبة }