23 ديسمبر، 2024 2:40 م

كفوا عن صناعة الموت والأزمات

كفوا عن صناعة الموت والأزمات

الإرهاب يصر على إعلان ولائه للشيطان ويتقرب إليه بمزيد من سفك الدماء… والسياسيون يصرون على صناعة الأزمات لإشغال وصرف إنتباه الشعب عن قضاياه ومهامه وحاجاته، فمثلما يختار الإرهاب ضحاياه وفقاً لجداول زمنية وجغرافية معدة سلفاً لخدمة شياطينهم وساداتهم فالسياسيون يبدو أنهم تعلموا إختيار صناعة الأزمات لخدمة أنفسهم و أجنداتهم الخاصة فصار كل مشروع قانون يطرح يخضعونه ليس لمعيار مصلحة الشعب وإنما لمعيار مصالحهم وأهوائهم ولكن العراق بشعبه الصابر باقٍ شامخ كنخيله، موحد كنهريه اللذين يتعانقان عند عاصمة العراق الاقتصادية في البصرة الفيحاء ليشكلا نهراً موحداً أعظم.
شعبنا لم ينحنِ، ولن يستسلم لإرادة الأشرار رغم مكائد ومؤامرات الصهاينة وعملائهم ومجنديهم من إرهابيي العالم الذين تحشدهم لهدر الدم العراقي، نؤكد ذلك كحقيقة ترسخت عبر التأريخ رغم موجات التتر والمغول والوحوش وغيرهم ورغم سياسات البطش والتنكيل ومحاولات العزل والإقصاء لهذا المكون أو ذاك، أما لماذا؟ فلأن تراثنا فيه من جواهر الحكمة ما ترسخ في النفوس والعقول منذ (الحسين) عليه السلام الحجازي الذي بذل دمه الطاهر على أرض كربلاء العراق ليؤكد أن ديار الإسلام متحدة وإن دماء المسلمين متكافئة وأن الظلم والاستبداد لابد أن يواجه بكل الوسائل لئلا يقود الى الخراب الدائم، ولأن في تراثنا حكمة (علي) الإمام الذي عضّ على الجراح ليداوي جراح الأمة ويقودها نحو السداد وهو الذي روّى بدمه الباسل كوفة العراق… وفي تراثنا (القرآن) الذي أكد على حرمة دم الإنسان وقدسية كرامته وضرورة العمل على هدايته وليس العمل على ذبحه أو إذلاله أو العيش على (التجارة) به…
العراقيون يصبرون ولكنهم لا يستسلمون ولا ييأسون، فعلام المراهنة على إثارة (الفتنة الطائفية أو القومية) بينهم؟ انكم أيها الطائفيون الإرهابيون ستخسرون حتماً في رهانكم على الاستمرار في سفك الدم هنا وهناك للدفع بنا للانتقام، لذا ننصحكم بالكف عن قتل الأبرياء فاللعنة تطاردكم والعقاب بانتظاركم و أرواح الشهداء ستظل تشكوكم عند القادر، القاهر، المنتقم، الجبار…
إننا نعرف أن الكلام مع عشاق الدم عبث لأنهم صمُ، بكمُ، عميُ لا يبصرون غير الدولار!!، لذا فنحن نخاطب العقلاء لإدراك أبعاد المشاريع الخطيرة التي تكمن وراء ممارسات القتل الفردي والجماعي ومحاولات الدفع باتجاه تدمير وحدة الشعب واحراق كل بناه وعلائقه ورهن مستقبله ليس من خلال الإرهاب والطائفية فحسب بل من خلال إشاعة قيم الفساد والإفساد المادي والقيمي والإداري والاجتماعي وفي أوساط الشبيبة… وليس من خلال ذلك فحسب بل من خلال صناعة الأزمات وتوالدها لاشغال الجميع عن المهام الرئيسية والأهداف المركزية فيومُ يصنعون أزمة سياسية وقبلها أزمة انتخابية وقبلها وبعدها أزمة ميزانية مالية وغداً وبعد غد ستتصاعد وتتوالد الأزمات بما يذهل ويشغل الكثيرين عن واقعهم فضلاً عن مستقبلهم، فمثلما صنعوا حاضنات للإرهاب تديم استمراره وبوتائر متصاعدة كما في مذبحة (حي العامل) ومذابح أيام عيد الأضحى المبارك وقبلها مذبحة زوار الإمام الجواد (ع) في الأعظمية ومذابح أخرى في الحويجة وكركوك ونينوى وغيرها التي شملت عدداً كبيراً من مناطق الفقراء الأبرياء، كما دفعوا بالنشاطات الإرهابية في الانبار الى مستوى نوعي باحتلالات لمناطق معينة كمدينة (راوة) وغيرها… قلنا: كما صنعوا حواضن للإرهاب فكذلك صنعوا حواضن لإفشاء الفساد والإفساد وحواضن لصناعة الأزمات السياسية لتعطيل القوانين ذات العلاقة بالإنسان العام الذي يتطلع لمنجز بسيط يستشعر معه (الانتماء) للوطن لا غير… صنعوا حواضن لاطلاق جمرات الشيطان ولكن على رؤوس البشر الذين لازالوا يعتصمون بالصبر كعادتهم ولكن دائماً للصبر حدود فكفوا يا ساسة ويا محبي شاشات التلفاز عن صناعة المزيد من الأزمات إستجابة لمشاريع التآمر على النبلاء…. كفوا… واعلموا أن الشرب من ماء البحر لا يروي… واهتموا بتشريع القوانين التي تنفع المواطن وتوقف نزيف الدم ولا توغلوا وتشغلوا الناس وأنفسكم بافتعال أزمة قانون الانتخابات بدلاً من قانون التقاعد العام ومكافحة الإرهاب.