25 نوفمبر، 2024 2:11 م
Search
Close this search box.

كفاني منك “يكفوني”

كفاني منك “يكفوني”

إن ما يعطيه أهل الدراية من موعظة تبقى دلائل مشهود لها مثل الحادثة المعروفة للإمام أبي حنيفة حين قال ” ضيفوه فأخذ، فقيل له زد، فقال يكفوني فقال أبو حنيفة: كفاني منك يكفوني، آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه”. أن ما يشهده العالم بأسره من الإطلاع على حقائق كانت خفية على المجتمعات نظرا لشح الأخبار الناتجة عن قلة الاتصالات جعلت الأمم و الدول تتدبر برنامج بغير النمط الذي كان قبل الأزمة الروسية – الأوكرانية.
إن ما يجري في الساحة يفرض على الكل غنيا كان او فقيرا في المعمورة من الدول و الأمم و الشعوب عبارة “دبر أمرك و لا تبالي”. ها هو على سبيل المثال مجلس التعاون الخليجي يشيد بمخرجات الاجتماع الوزاري المشترك مع روسيا حيث قال محمد البديوي، خلال تصريحه إن الاجتماع “ناقش العديد من الموضوعات ذات الاهتمام لمشترك بروح إيجابية و شفافة، وتم تبادل وجهات النظر حيال العديد من الملفات الإقليمية و العالمية، وإقرار خطة العمل المشتركة الخليجية الروسية 2023 – 2028، التي تهدف إلى تقوية العلاقات وتبادل الخبرات في العديد من الجوانب “. حسب ما نقلته وسائل الإعلام عندما أكد الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي يوم 10.07.2023. و من دول عدم الانحياز و منظمة البريكس و غيرها من المبادرات و اللجوء الى الحكماء للنظر في النزاعات الحالية.
إن ما يلفت الانتباه من هذه العبارة في اعتقادي كمواطن من فئة المدبر لهم أنها يوحي بصحوة مبطلة للسحر من طرف عليم حكيم أعطى لكل شيء مقداره و زمانه و طريقة استعماله. في بيئتنا في جزائر سمعت حكمة من العامة تقول أنه كان هناك شيخ كبير له أولاد وفي الغالب لا يتكلم و عندما قرب أجله طلب منه أولاده أن يوصيهم أو أن يقول كلمة على الأقل قبل الرحيل فطلب منهم أن يحضروا عصا هم و طلب من أضعفهم أن يكسر واحدة فكسرها وطلب من أقواهم أن يجمع عددا من العصي في حزمة و يكسرها جملة واحدة، فالأول أستطاع و الثاني لم يستطع. فالتكتل و الإتحاد سيمت القوة و المكانة و الإحترام.
إن ما كان من تعاملات و تجارة و مبادلات و إرشادات و توجهات و نصائح هي في حقيقة الأمر محمولة من رؤية المتاجر الشرس الذي أصبح متجرد من كل ما هو إنساني في معاملته الممزوجة بالفساد و الربا و الفحشاء و المنكر و التفتح الانساني حتى وصل للتفكير في التحكم في سير الكون فتحدى الطبيعة. و على هذا الأساس يستخلص أن نقنع أن وحدة الشعوب هي أساس الحضارة و أن كل ما نبادر به مفيد لأنه نابع من ايمان بواقعنا و كل ما جاء من الغير فهو مزيف و مسروق في زمن غفلتنا و ضعفنا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات