23 ديسمبر، 2024 8:09 ص

كفانا الله شررهم وشرورهم

كفانا الله شررهم وشرورهم

نبتوا في ارضنا بغفلة من الزمن ، فانتشروا في كل الزوايا ، هم ظاهرون بلباس غير مرئي .. تتعقبك عيونهم اينما سرت او اتجهت … تجدهم في الدوائر الحكومية ، يعملون في وظائف وسطى ، وفي احايين في عناوين فضائية ، لا يهم ان غابوا او حضروا .. يتملقون المسؤول الاعلى بحلو الكلام والنميمة مرة ، وبإيحاء الحرص والدعم من جهات يدعون الانتماء اليها مرة اخرى … يلعبون على حبال واقع الحال بطرق مكشوفة ، ومخفية .. لا يهمهم غير مصلحتهم وما يكسبون … انهم طفيليون حد النخاع ، وبات وجودهم معول هدم .. فهم مصدر خوف للمسؤول ومصدر خوف للمواطن البسيط ..
الطفيليون ، شر مستطير يتضرر منه القاصي والداني. وهم يحرصون على التسرب إلى أسرار الناس عن وجه غير مشروع وبدون رضاهم…
والتطفل في معناه الأصلي فتنة خطيرة تصيب المجتمع فتضرّه ضرراً خطيراً، كذلك التطفل المعنويّ آفة من أدهى الآفات تصيبه فتُشَكِّل له مصيبة ملازمة. وله أنواع وأشكال، ومن أبرزها السعي الى معرفة أسرار الناس والاطّلاع على أمور لا تعني المتطفل ولا تتصل به وإنما تخصّ غيره ، وهذا سلوك سَيِّء في كل المعايير .
ان اتساع رقعة التطفل ، نتج عن انتشار القيم الفردية التي تقوم على الممارسات غير الشرعية المتفشّية في أيّامنا، وهو ما يندرج تحت باب الادعاء بالانتماء الى “هذه الجهة او تلك “، أو المراوغة في سبيل تحقيق هدف غير شرعيّ، وبوسائل مضلّلة.
طفيليو سالف الزمان كانوا يقتاتون ليومهم الذي يعشون فيه و أما طفيليو هذا الزمان ، فيقتاتون لسنوات قادمة ، و يدخرون لأبنائهم و أحفادهم من الست الحرام الشيء الكثير .. فهم لا يشبعون ابدا ، ودائما يقلبون الحقائق رأساً على عقب، ويطمسونها بشغف تام، وموهبة خبيثة، ولهم خدع ودسائس، وممارسات عابثة .. المال والجاه واسقاط الاخرين همهم الوحيد .. ومع الاسف ، وجدوا ارضا خصبة في خارطة هذا الزمان .
ان طفيليي الزمن المنصرم ، كانوا يمتعون محيطهم بحلو الكلام ، وكلمات الفكاهة ، أما طفيليو هذه الايام ، فيدخلون على القلوب الهم و الحزن فهم من أجل مصالحهم لا يبالون بغيرهم ابدا ، بل يسعون الى الاذية بكل صنوفها .
والطفيليون اعتادوا على المكاسب السّريعة، لأنهم يعانون عدم الاستقرار النفسيّ، ولا يمكنهم الاعتماد على أنفسهم ، ويرون في مثل هذا السلوك، أسهل الطّرق للوصول إلى مبتغاهم…هم متَّكلون على الآخرين، فصار هذا السّلوك منهج حياتهم، وربما مهنة تتقمّصها شخصيّاتهم، للوصول إلى غاياتهم الماديّة…
ابحثوا عنهم في زوايا الدوائر ومداخلها ، وعند ابواب المسؤولين ، ستجدونهم متجمعين مرة ، وفرادا مرات اخرى .. يتناقلون اخبار الموظفين والموظفات ، مثلما يتناقلون اخبار الدولة ، وكأنهم من صناعها ، بإيحاء بأنهم على مقربة من مصادر القرار ..، والغريب ان المسؤولين عنهم يصدقون تلك الادعاءات ، من خلال فتح آذانهم لسماع حكايات من سراب المخيلة !!
كل الالوان ، تصبح عند الطفيليين واحدة ، ويحاولون ابتلاع ا الزمان والمكان بأكمله ، هم يتبجحون بكلام اصفر، ممتلأ عفونة، وأشكالهم، قمية يمارسون سلوكهم على حساب الحقيقة والصدق والواقع، يتنافسون بقوة لكي يكسبوا السبق والصدارة … يحاولون امتلاك المشهد والحضور، يستميتون في محاولة الظهور والبروز، يحاولون أن يكونوا شيئاً، رغم شخصيتهم الركيكة في الفعل والعطاء والإنتاج.
سادتي الكرام …ان الطفيليين يمارسون ادوارهم اليوم باسم المصلحة العامة .. فحذروهم !
[email protected]