لقد مل العراقيون وسئموا وكرهوا حياتهم يا مالكي وبالاخص اتباعك وكل من جرى خلفك وورائك يبتغي المال والجاه والسلطة، ومل وسئم كل من جرى ليضمن عيشته وليسد رمقه ويعول جياعه، ومل وسئم كل من جري وهما ينظر اعالي الشجر يحلم بعيشة مثل البشر.
فبدل ان تمد يد العفو والسلام وتحقق الامن والامان للناس الذين عاشوا البؤس سنينا من الزمان، مسكت كل شيء بيديك وانفقت المليارات لتبني قوة تحقق بها احلامك واحلام من ورائك ولكن الجميع خدعوا ولم يشعروا انهم استمروا حطبا لنار كانت ولا زالت ملتهبة متقدة. لقد مل الجميع حروبا مستمرة مستعرة، اولاهما، كنتم احد اطرفها، امتدت ثمان سنوات وكانت نتيجتها انهار من الدماء ومآسي وويلات وآهات. كانت بالامس على الحدود وها هي اليوم تكسر السدود وتنتشر بين الاحياء والبيوت تستعر لاكثر من عشرة سنوات وكل يوم منها تزداد المآسي والآهات، الوف من القتلى والارامل والثكالى واليتامى من هنا وهناك، ومساكن تملؤها النكبات والويلات.
بدل ان ترفعوا شعار السلام والوئام تدعو كل يوم لنار مستعرة حطبها العراقيون المساكين، ماذا فعلوا وماذا جنوا ولعنة من حلت عليهم؟ وكل هذا من اجل ماذا ومن؟ لينتصر الفقيه ويتمدد في ولايته ويعلو في عرشه؟ اي فقيه هذا الذي لا يرقب في المسلمين إلا ولا ذمة، اختفى السلام من قاموسه، ولا يفكر إلا في ناموسه، واي فقيه هذا الذي يدعي انه يتبع اهل البيت ولا يخطو ويقتدي بسيد شباب الجنة الحسن وأبو الائمة! واي فقيه هذا الذي يتفق مع الشيطان الاكبر ليحافظ على عرشه ويتمدد في فرشه، واي فقيه هذا الذي لا يفقه لعبة الشياطين في حفظ التوازن بين المتقاتلين ليسحق بعضهم بعضا فيتحقق حلم اليهود والصليبيين في طحن المسلمين. اي فقيه هذا الذي لغاية اليوم وبعد كل هذه السنيين من سفك الدماء لم يدرك ان لعبة الحرب التي يغذونها لعبة قذرة سلاحها بايدهم، سلاح فتاك اعمى لا يفرق بين اخضر ويابس ولا بين طفل وشيخ وامرأة ومقاتل، أطالوها من قبل ثمان وها هي الى اليوم مستعرة سنيين ويتمنون تسعيرها واستمرارها لتسحقنا جميعا ان لم نقرر جميعا اطفائها.
اي فقيه هذا الذي لا يدعو للصلاح ولا يخشى ولايخاف الله جل علاه:
{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ } البقرة 205
لقد مل العراقيون من سفك الدماء وملوا من المآسي والآهات والويلات، ملوا من الحياة وكفروا بك يامالكي وبما تدعوهم اليه وها انت تراهم يخذلوك ولن يترددوا بخذلانك؛ بعضهم ليس جبنا وانما ليرفضوا واقع اصبح على كواهلهم كالجبال، ليرفضوا ما تدعوهم اليه من سفك لدمائهم ليقولو لك بطريقتهم كفاك ياملكي كفاك، وبعضهم ليس عدلا فانت تنعم بالعز والرخاء في الجنة الخضراء وهم يرون الموت كل حين ويكتوون بالجمر وحياتهم اصبحت جحيم وجهنم حمراء. كفاك يامالكي كفاك، وبعضهم حرباء لا يسعى الا للجاه والغنى وسرقة المال واذا اشتد عليه الكرب تركك هاربا ليعيش في نعيم الضياع، كفاك يامالكي كفاك، لماذا لا تخشى الله، يهربون من محرقة حشرتهم ودفعتهم اليها وتهددهم بالموت اعداما! كفاك يامالكي كفاك، اتركنا نعيش بسلام كلاخرين ولا نطلب ما انت فيه من نعيم نريد فقط الكفاف، كفاك يامالكي كفاك.
عجبا لك ألا تدرك ان كل العراقيين بسببك ومن كان مثلك ملوا وسئموا وكرهوا الحياة، كرهوا ما اجبرتهم عليه ليس لاجل شيء الا لتكون بطلا، الا تدري مصير من قبلك الم تكتبه انت بيديك، اطمان ان لم تتب الى المنتقم الجبار، فانت من سيكتب نهايته بيديه وعلى يد هؤلاء الضحايا الابرياء. لن تجد احدا ينقذك فمعظم من جمعتهم حولك انتهازيون منافقون انظر الى كروشهم؛ لا لقتال ولا للادارة ولا لحكم ينفعون وسيغدرون بك كما غدر بالحسين اسلافهم الاولون لان معظمهم للموت كارهون وللحياة محبون عاشقون.
كفاك ياملكي كفاك، تدارك نفسك ولا تفكر في الهرب فإنهم سيلحقوك وتب الى ربك واطلب السماح ممن ظلمتهم واصلح وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة قبل ان يدركك طوفان الانتقام ولا يقراء بعدها عليك السلام.
