18 أكتوبر، 2024 7:31 ص
Search
Close this search box.

كفاكم مؤتمرات أستعراضية ” مؤتمر الصحة والبيئة والسلم ألآهلي “

كفاكم مؤتمرات أستعراضية ” مؤتمر الصحة والبيئة والسلم ألآهلي “

المؤتمرات ظاهرة وعي وثقافة ووطنية في الموضوع الذي تتناوله , ألآفي العراق حيث تحولت المؤتمرات الى أستعراض خطب أنشائية غير مدروسة وظهور وجوه تبحث عن الجاه والشهرة بسطحية مملة  بعيدا عن الهم ألآنساني والوطني  مع عدم وجود الخبرة وألآختصاص والمعايشة للذين يستغلون عناوين وظائفهم أو منظماتهم شبه الوهمية والتي أغلبها مرتهنة لمنظمة التنمية ألآمريكية حالها حال منظمة ” أر تي أي ” التي ظلت تهيمن على مجالس المحافظات ودواوين المحافظات من 2003 الى 2012 ولم نسمع أعتراضا من حزب أو كتلة ولا شكوى من سياسي أو مثقف يحب وطنه , مما يعني أن هناك أشكالية معرفية بنيوية نفسية يعاني منها المواطن العراقي سواء كان مسؤولا حزبيا أو مسؤولا حكوميا أو مواطنا عاديا وهذا مما أنعكس على الحراك السياسي الذي لم يكن منتجا لآنه غير مستوفي لمعنى الحقل والبيدر في لغة ألآقتصاد التي لم يعد لها في العراق من تخطيط يواكب حركة ألآنتاج والتوزيع وألآدخار وألآنفاق حتى لم يعد المشهد العراقي ألآجتماعي والسياسي  والسوق العراقي  والدوائر الحكومية العراقية , والجيش العراقي والمؤسسة ألآمنية العراقية والصحة العراقية والتربية والتعليم العراقي والبيئة العراقية كلها لم تعد تنتسب لمرجعية من المرجعيات التي صنعت تاريخ العراق وفي مقدمتها مرجعية السماء التي لازالت تحرك الزيارات الدينية رغم كثرة الشوائب التي تخالطها ورغم الملاحظات التي تسجل عليها بأستثناء ملاحظات داعش والعصابات التكفيرية التي بلغ فيها الحمق والتعنت أأن تقول عن مشروع الصلاة المليارية التي أعلنتها وزارة ألآوقاف وهيئة علماء الشام في سورية بمناسبة ذكرى ولادة النبي محمد “ص” حيث أعتبر التكفيريون ذلك بدعة كعادتهم في تسويق البدع لعدم معرفتهم بلغة القرأن وخصوص أحكامه , فقوله تعالى ” أن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” وكلمة ” يصلون ” المنسوبة لذات الجلالة والملائكة هي فعل مضارع , وفعل المضارع يفيد ألآستمرارية عند أهل اللغة والبيان , وبما أن زمان ألآستمرارية غير منقطع وهو سيال في فهم النظرية النسبية لآنشتاين ومن قبل أنشتاين هو سيال سيول المادة كما في نظرية ” الحركة الجوهرية ” لفلاسفة ألآشراق وفي مقدمتهم صدر الدين الشيرازي ” 1050 ” هجرية صاحب ألآسفار ألآربعة في الحكمة المتعالية .

ومن فهم سيولة الزمان وكثرة عدد الملائكة التي لايحصيها ألآ الله والذين وكلوا بالصلاة على النبي وأله يصبح مفهوم الصلاة المليارية مفهوما .

وألآجتماع العراقي الملتبس بمخططات ألآحتلال , أصبح البعض منه مختطفا بثقافات وافدة غير أصيلة نجد لها في شبكة ألآعلام العراقي حضورا , ونجد لها في بعض الفضائيات تجسيدا مشوها , ونجد فيما يكتبه البعض لاتهضمه المعدة العراقية ولاتميل اليه شهية وذائقة الطعام , ونفس هذه الحالات نجدها محشورة فيما يسمى بالمؤتمرات والتي أطلقنا عليها تسمية ” ألآستعراضية ” وألآستعراض هو تمثيل غير حقيقي لذلك يختلط فيه النفاق والدجل والتسويق المسرف بعنوان ” المتعة ” و ” اللذة ” التي طالما يلجأ اليها من يمارس عرض ألآزياء و الغناء والتمثيل المسرحي والسينمائي والتلفزيوني وكلها تسرق حقيقة المتلقي والتلقي لآبعادها عن مفهوم ” اللهو واللعب بالمشاعر ” وهو مفهوم أختص بمسؤوليته خطاب السماء حرصا منه على حماية البشرية في مسيرتها نحو التنمية والتكامل .

أن بقاء البشرية ناقصة التنمية وفاقدة التكامل ومنقوصة الحرية ومنتهكة الحقوق يعود لما تمارسه الحكومات والدول وألآحزاب من مؤتمرات أستعراضية الزبد فيها كثير , وماينفع الناس فيها قليل أو معدوم , ومؤتمرات دول المانحين لمساعدة الاجئين من أمثلتها

أما في العراق فأن المؤتمرات ألآستعراضية أصبحت أحترافا لتغطية العجز وأبقاء الفساد ينخر في الدولة والمجتمع , وفي هذا ألآسبوع عقدت ثلاث مؤتمرات , أولها مؤتمر أصلاح الصحة في العراق وهو عنوان كبير لم يستحضر أدوات الجدية والحسم ولم يمتلك الشجاعة في وضع النقاط على الحروف وتسمية ألآشياء بمسمياتها فوزيرة الصحة مرشحة من حزب عليه ملاحظات كثيرة  ويحضره وزير صحة سابق كان وراء ماسمي بألاجنحة الخاصة وهي خضوع لجشع الفاسدين الذين حولوا تسعيرة ألآجنحة الخاصة الى مايقرب من تسعيرة المستشفيات الخاصة المعروفة بالجشع , وفي العراق وصحة العراقيين وطب العراق , نحن لانحتاج الى مؤتمرات لاسيما ونحن في تقشف , بل نحتاج الى عمل جاد وهادئ لتغيير منظومة العمل الصحي المترهلة التي أصبح الصيدلي يستأجربناية ليعطيها للاطباء حتى يوصون المرضى بأخذ الدواء  حصرا من صيدليته   , وتغيير هيكلية المؤسسات الصحية التي أصبحت لاتناسب تطورات البحث الطبي وطريقة عمل وتواصل صالات العمليات مع المختبرات وألآشعة والسونار وغرف ألانعاش والطوارئ , وطريقة أستقبال المرضى , وطريقة تقديم العلاج والطعام والمصاحبة , وكيفية نقل المريض من ردهة الى أخرى , ومن أختصاص الى أختصاص , وفي بريطانيا كانت تجرى ألآختبارات لبعض ألآطباء أحينا ليس من خلال ألآمتحانات الخطية والشفوية في علم الطب , وأنما يطلب من الطبيب بيان ألآجراءات التي يتبعها لنقل المريض من ردهة ألآطفال أو الباطنية أو النسائية الى الردهة الجراحية مما يكشف عن مدى خبرة الطبيب وأستفادته من علم الطب السريري ومن خبرته العملية , وهذا المستوى العالي من الفهم مختفي ألآن في المستشفيات العراقية لانعدام ثقافة التعليم الطبي في العراق لآن المهنة تحولت الى تجارة بأرواح المرضى والناس وبالتالي أصبح المستشفى الحكومي وألآهلي والمستوصف مكانا لممارسة التجارة بأرواح المرضى , وحالة متردية الى هذا المستوى لاتحتاج الى مؤتمرات أستعراضية كما تفعل وزارة الصحة ألآن , وكادرها ينطبق عليه قول من قال ” فاقد الشيئ لايعطيه ” فجهاز الوزارة من وكلاء ومستشارين ومدراء عامين , وجهاز مديريات صحة المحافظات من مدراء عامين ومدراء مستشفيات ورؤساء أقسام كلهم أو أغلبهم هم جزء من المشكلة وليس حلا لها , لآنهم وصلوا الى مناصبهم من خلال محاصصة ألآحزاب والاحزاب ثبت فشلها , فالجهاز يحتاج الى تغيير كلي وليس جزئيا , وهيكلية مؤسسات الوزارة بحاجة الى أعادة تنظيم كلي فلم تعد الصحة الوقائية كما كانت في السابق ولم تعد الصحة العلاجية والدوائية نفس سياقات ماكانت عليه , حتى أن مفهوم ألآمراض ألآنتقالية والعدوى الوبائية شهدت تطورا لم تصل الى تطبيقات الصحة في العراق , وما يؤلم ويثير الشجن أننا فقدنا مصداقية الطبيب ألآنساني المجند لخدمة المرضى بتجرد أخلاقي عالي , وهذا الفقدان بدأ من طريقة قبول وتدريس وتدريب طلاب الطب , وبأختصار أن ظاهرة الغش في أمتحانات طلاب كليات الطب هي المؤشر لفساد الطبيب وعدم جدارته بهذه المهنة ألآنسانية وألآستثناء موجود ولكنه نادر ومحروم من الفرص , فمن يريد أصلاح الطب في العراق فعليه أن يبدأ بداية صحيحة , ومايقال عن وزارة الصحة يقال عن وزارة البيئة ففساد موظفيها ومفتشيها ومدرائها هو الذي جعل تعبئة قناني الماء غير صالحة وبعضها ملوث معروف بالعين المجردة دون الحاجة الى المختبرات , ومايقال عن نقل وتفريغ المياه الثقيلة وعن تلوث مياه ألآنهار التي أصبحت كلها غير صالحة للشرب , وتظل نفايات المعامل ومحلات الجزارة لها حديث طويل وأنعدام ثقافة البيئة حديثها أطول , وأنا أرى أمكانية دمج وزارة البيئة بوزارة الصحة من باب التقشف ومن باب رفع التضخم في ألآدارات غير الضرورية ومن باب التنظيم ومنع أزدواجية العمل .

أما مؤتمر السلم ألآهلي الذي يقال أنه يعقد للمرة الثانية دون أن يقدم القائمون عليه خطتهم وأنتاجهم في المؤتمر ألآول وما هي خطتهم لهذا المؤتمر , وكالعادة سمعنا وشاهدنا وجوها غير معروفة , والسلم ألآهلي يحتاج وجوها معروفة , وشاهدنا من يقف أمام الميكرفونات ومن يمسك المايك وهو مرتبك متلثم لاتكاد جمل الكلام تطاوعه مما يعني أنه طارئ على المشهد , وأغلبهم تحدثوا بأسم منظمات غير معروفة ألآ لدى من يتحدثون بأسمها وليتهم لم يتحدثوا , ثم حشر المشهد العشائري في المؤتمر وهو توجه يعبر عن التخبط وخلط ألآوراق وتقديم ألآدعاءات المصابة بعدم المصداقية , فمؤتمر للسلم ألآهلي يحتاج الى خبراء أجتماع وسياسة , ويحتاج الى مفكرين من ذوي الخبرة والتجربة بحل ألآزمات ولهم مؤلفات تشهد على ذلك , وهذه النخب هي التي تضع خطة العمل وتوفر مادته الفكرية وألآعلامية , بعد ذلك يأتي دور الحواضن ألاجتماعية من مرجعيات دينية وعشائرية , ويمكن تمثيل ألآحزاب ذات الثقل الجماهيري بصفة مراقب كذلك مجلس النواب  , ويمكن للحكومة أن تشارك بصفة مؤازر ومنسق للتنفيذ الذي لايستغني عن دور الحكومة  , بهذه الطريقة يمكن لمؤتمر للسلم ألآهلي أن يؤسس لنواة التصالح ولثقافة السل

أحدث المقالات