8 أبريل، 2024 2:06 ص
Search
Close this search box.

كفاح محمود … لا تكشف عورتك ؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ينبغي في البدء التمييز بين التصريح والتلميح ، وبين الموقف الرسمي والشعبي لأي جهة كانت ، لهذا فالشعب الكردي لا يتحمل ما قيل أو يقال ، لان شعبنا الكردي شعباً متأصل ومتجذر في الجغرافية ، ولا يمكن له ان ينسى مواقف الآخرين معه ، كما في نفس الوقت لا يمكن لأي جهة مهما كانت متسلطة على حياة الاكراد ان تسرق كلمته أو رايه وقراره ، كما لا يمكن اخذ تصريح فلان او علان على انه يمثل العمق الكردي ، لان عموم المجتمع الكردي منقسم بين توجهات سياسية وقبلية متنوعة ، فهناك احزاب قوية حكمت الاقليم وكانت لها سطوتها ، الى جانب الاحزاب التي تحكم اليوم في اقليم كردستان الحبيبة ، وما التصريحات الاخيرة للمستشار الاعلامي لرئاسة اقليم كردستان السيد كفاح محمود ، والتي جاءت رداً على تصريحات رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم والتي دعا فيه الأخير الى نقل شكر الاقليم وحكومته الى اسرائيل ، في اشارة تمثل الرعونة السياسية التي يتمتع بها البعض من سياسي الاقليم ، والا فالجميع يعلم ، ولا نحتاج الى بحث او استقراء ، عن الوجود الاسرائيلي في الاقليم ، والمصالح اليهودية هناك .
هنا لابد من وقفة جدية عند تصريحات السيد كفاح ، والتي تعبر عن وجهة نظر رئاسة الاقليم او قريبة منه ، إ1 ان الأخير يعلم جيداً ومنذ تأسيس الدولة العراقية ، وولادة الحوزة العلمية في النجف الاشرف ، عن مواقف مراجعها وعلمائها عن مجمل الاحداث العربية والاسلامية في المنطقة ، والتي حددت العلاقة العراقية مع اسرائيل ، ورفض اي تطبيع مع الكيان الغاصب والدفاع عن المقدسات وأهمها القدس الشريف ، وان أي علاقة معه فهي خيانة للدين والعقيدة والشرف ، كما ان رموز الشيعة انفسهم كانت لهم مواقف مماثلة من القضية الكردية ، ودور مرجعية الامام الحكيم ووقوفه الجدي امام قتال الاخوة الاكراد ، وحماية حقوقهم ، ويبدو ان السيد كفاح تغابى عن موقف المرجعية الدينية في النجف الاشرف وما زال في الدفاع عن حقوق الشعب الكردي ، كونه يمثل امتداد للشعب العراقي ، وجزء منه ، والتي ما زال يعيش كفاح وامثاله بركات هذه المرجعية ، والا لكان اليوم هؤلاء في خبر كان .
نعود لنتحدث عن الاستفتاء المزمع اجراءه في الاقليم ، والذي يدعو الى الانفصال ، وهنا بودي ان أسال قادة وسياسي اقليم كردستان ، ما هي مقومات دولتكم ، وماذا تمتلكون من ابجديات الاستقلال ، والذي لا بلا شك ولد ميتاً ، لان الانفصال عن الوطن يخلف صراعات لا تنتهي ، فلا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون الاكراد احراراً في العراق بعد هذا الاستقلال ، والذي سيتطلب اخراجهم من جميع مدن العراق وتهجيرهم الى بلدهم الجديد ” كردستان ” وهذا بحد ذاته يمثل ثقلا بشرياً واقتصادياً لا يمكن للحكومة تحمله ، الى جانب خروج اصغر موظف في الدولة العراقية وترحيله فوراً نحو حكومته الجديدة في اربيل ، وهذا بحد ذاته إحراج للدولة الجديدة والحكومة العتيدة ، إذ الاكراد يتمتعون بمناصب حكومية رفيعة ، واولها مغادرة السيد رئيس جمهوريتنا المحترم السيد فؤاد معصوم الى اقليم كردستان ، والتي ربما سيجد منصبه الجديد وامتيازاته الانفجارية والتي اثقلت كاهل العراق وشعبه المحروم ، تحت وطأة الحكومات الشيعية المتعاقبة .
يبدو ان السيد كفاح تغابى عن هذا الموقف والأجراء ، الى جانب الموقف الاقليمي الرافض لهكذا استفتاء بائس لا يمتلك اي مقومات النجاح ، سوى الهروب من المشاكل الاقتصادية والسياسية الخطيرة التي يعاني منها الاقليم اليوم في ظل تعنت وتسلط رئيس الاقليم وعقليته المقفلة والذي يحاول الهروب من هذه المشاكل الى نظرية الانفصال ، كما ينبغي على السيد كفاح ان يعي تماما من الاجدر بهكذا حديث ، ومن ينبغي ان يشار اليه باصابع الاتهام ، كما ينبغي للسيد كفاح ان يعالج ازمات الاقليم الخانقة بدل اطلاق اتهامات لشخصيات وقفت موقفاً وطنياً من قضايا الشعب الكردي خصوصاً والعراقي عموماً.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب