23 نوفمبر، 2024 12:52 ص
Search
Close this search box.

كفاح محمود … لا تكشف عورتك ؟!!

كفاح محمود … لا تكشف عورتك ؟!!

ينبغي في البدء التمييز بين التصريح والتلميح ، وبين الموقف الرسمي والشعبي لأي جهة كانت ، لهذا فالشعب الكردي لا يتحمل ما قيل أو يقال ، لان شعبنا الكردي شعباً متأصل ومتجذر في الجغرافية ، ولا يمكن له ان ينسى مواقف الآخرين معه ، كما في نفس الوقت لا يمكن لأي جهة مهما كانت متسلطة على حياة الاكراد ان تسرق كلمته أو رايه وقراره ، كما لا يمكن اخذ تصريح فلان او علان على انه يمثل العمق الكردي ، لان عموم المجتمع الكردي منقسم بين توجهات سياسية وقبلية متنوعة ، فهناك احزاب قوية حكمت الاقليم وكانت لها سطوتها ، الى جانب الاحزاب التي تحكم اليوم في اقليم كردستان الحبيبة ، وما التصريحات الاخيرة للمستشار الاعلامي لرئاسة اقليم كردستان السيد كفاح محمود ، والتي جاءت رداً على تصريحات رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم والتي دعا فيه الأخير الى نقل شكر الاقليم وحكومته الى اسرائيل ، في اشارة تمثل الرعونة السياسية التي يتمتع بها البعض من سياسي الاقليم ، والا فالجميع يعلم ، ولا نحتاج الى بحث او استقراء ، عن الوجود الاسرائيلي في الاقليم ، والمصالح اليهودية هناك .
هنا لابد من وقفة جدية عند تصريحات السيد كفاح ، والتي تعبر عن وجهة نظر رئاسة الاقليم او قريبة منه ، إ1 ان الأخير يعلم جيداً ومنذ تأسيس الدولة العراقية ، وولادة الحوزة العلمية في النجف الاشرف ، عن مواقف مراجعها وعلمائها عن مجمل الاحداث العربية والاسلامية في المنطقة ، والتي حددت العلاقة العراقية مع اسرائيل ، ورفض اي تطبيع مع الكيان الغاصب والدفاع عن المقدسات وأهمها القدس الشريف ، وان أي علاقة معه فهي خيانة للدين والعقيدة والشرف ، كما ان رموز الشيعة انفسهم كانت لهم مواقف مماثلة من القضية الكردية ، ودور مرجعية الامام الحكيم ووقوفه الجدي امام قتال الاخوة الاكراد ، وحماية حقوقهم ، ويبدو ان السيد كفاح تغابى عن موقف المرجعية الدينية في النجف الاشرف وما زال في الدفاع عن حقوق الشعب الكردي ، كونه يمثل امتداد للشعب العراقي ، وجزء منه ، والتي ما زال يعيش كفاح وامثاله بركات هذه المرجعية ، والا لكان اليوم هؤلاء في خبر كان .
نعود لنتحدث عن الاستفتاء المزمع اجراءه في الاقليم ، والذي يدعو الى الانفصال ، وهنا بودي ان أسال قادة وسياسي اقليم كردستان ، ما هي مقومات دولتكم ، وماذا تمتلكون من ابجديات الاستقلال ، والذي لا بلا شك ولد ميتاً ، لان الانفصال عن الوطن يخلف صراعات لا تنتهي ، فلا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون الاكراد احراراً في العراق بعد هذا الاستقلال ، والذي سيتطلب اخراجهم من جميع مدن العراق وتهجيرهم الى بلدهم الجديد ” كردستان ” وهذا بحد ذاته يمثل ثقلا بشرياً واقتصادياً لا يمكن للحكومة تحمله ، الى جانب خروج اصغر موظف في الدولة العراقية وترحيله فوراً نحو حكومته الجديدة في اربيل ، وهذا بحد ذاته إحراج للدولة الجديدة والحكومة العتيدة ، إذ الاكراد يتمتعون بمناصب حكومية رفيعة ، واولها مغادرة السيد رئيس جمهوريتنا المحترم السيد فؤاد معصوم الى اقليم كردستان ، والتي ربما سيجد منصبه الجديد وامتيازاته الانفجارية والتي اثقلت كاهل العراق وشعبه المحروم ، تحت وطأة الحكومات الشيعية المتعاقبة .
يبدو ان السيد كفاح تغابى عن هذا الموقف والأجراء ، الى جانب الموقف الاقليمي الرافض لهكذا استفتاء بائس لا يمتلك اي مقومات النجاح ، سوى الهروب من المشاكل الاقتصادية والسياسية الخطيرة التي يعاني منها الاقليم اليوم في ظل تعنت وتسلط رئيس الاقليم وعقليته المقفلة والذي يحاول الهروب من هذه المشاكل الى نظرية الانفصال ، كما ينبغي على السيد كفاح ان يعي تماما من الاجدر بهكذا حديث ، ومن ينبغي ان يشار اليه باصابع الاتهام ، كما ينبغي للسيد كفاح ان يعالج ازمات الاقليم الخانقة بدل اطلاق اتهامات لشخصيات وقفت موقفاً وطنياً من قضايا الشعب الكردي خصوصاً والعراقي عموماً.

أحدث المقالات

أحدث المقالات