18 أبريل، 2024 12:39 ص
Search
Close this search box.

كفاءة علمية من جنوب الموصل

Facebook
Twitter
LinkedIn

من جد وجد ومن زرع حصد مقولة سمعناها منذ الطفوله وكنا نتمنى ان نكون من هؤلاء الحاصدين ..
اليوم سوف اتكلم لكم عن كفاءه علميه.. وهبها الله العلم رغم الظروف الصعبه التي مر بها انه ابن أخي وصديق العمر الدكتور منيف المحجوب الاستاذ في كليه هندسه النفط جامعه الموصل الحاصل على شهاده الدكتوراه من المملكه المتحده بريطانيا. كان الاستاذ منيف من المتفوقين في الاعداديه وكان الطموح ان يدخل كليه الطب ولكنه في ذلك الوقت كانت الدوله تمنح اكثر من عشره درجات لفئات معينه وهذا ما جعل التنافس صعب جدا على المجموعه الطبيه والمجموعة الهندسية وعند ظهور القبول المركزي حصل على مقعد في كليه العلوم في حينه كانت نوع من الاحباط له باعتبارها ليس الكليه التي يطمح لها و تعتبر أدنى من استحقاقه بالنسبه للمستوى العلمي ومع هذا كنت اول من يشجعه على مواصله الكليه وكنت ارسم له مستقبل علمي زاهر و كما توقعت تحقق هذا المستقبل والحمد لله . لقد ظهرت نتيجته وكان من الاوائل في كليه العلوم وتم قبوله كمعيد في نفس الكليه ورغم الظروف الصعبه التي كان يمر بها الا انه بعد عامين من الوظيفه تقدم للحصول على شهاده الماجستير من جامعه الموصل وكانت النتيجه من المتفوقين في هذه الشهاده بعدها كانت توجهه الى شهاده الدكتوراه وكانت لديه معلومات علميه تشجعه على مواصله المسيره العلميه وبالفعل بعد الاختبارات والتواصل مع جامعات عالميه تم قبوله في اعلى جامعه بريطانيه في المملكه المتحده لنيل شهاده الدكتوراه سافر هناك هو وعائلته وبقي خمس سنوات ليأتي إلينا ومعه شهاده دكتوراه هندسه نفط والتي تعتبر الوحيده لحد الان في جامعه الموصل كونه حصل عليها من جامعه عالميه رصينه وعلى اثرها قررت وزاره التعليم العالي وبطلب من جامعة الموصل ومساعده قسم ممن يحملون نفس شهادته ان تفتح كليه هندسه النفط داخل جامعه الموصل ليصبح الاستاذ منيف احد التدريسيين فيها هذه من الناحيه العلميه اما من الناحيه الماديه فان الاستاذ منيف من الاشخاص الذين يحملون قمه الاخلاق ومن الناس الذين يغلبهم الحياء احيانا شخصيه معتدله مر في ظروف صعبه ايام الحصار الجائر على العراق و كان يقدر تلك المسؤوليه وفي احد الايام اتاني احد اصدقائه عندما قال لي ياتي انه شاهد الأستاذ منيف يأتي سيرا على الاقدام من حي المشراق الذي يسكنون فيه والذي يبعد أكثر من خمسة كيلومترات عن جامعه الموصل نتيجة الظروف الماديه الصعبه ولم تثني عزيمته كل الظروف القاهره فلقد توفي والده وهو مازال في نهاية الاعدادية وكان والده شخصية اجتماعية مثقفة يميل إلى قراءة الكتب العلمية والدينية ومن حفظة أغلب أجزاء القرآن الكريم وكونه يعمل في الشركة العامة لكبريت المشراق وبعد أن أكمل عشرين سنة من الخدمة أحيل للتقاعد وبعدها بعام واحد توفي نتيجة غازات الكبريت المتشبعة في أجسام هؤلاء المنتسبين في هذه الشركة كونها خالية من الضوابط الصحية والإجراءات الوقائية وهذا ما حصل عليه أهالي تلك المنطقة في جنوب الموصل فأغلب الهواء يحمل غازات سامة نتيجة انبعاثات وتفاعل الكبريت ونتيجة لذلك وبسبب أي احتكاك وعند اشتعاله دوما تحصل كوارث بيئية تؤثر على الحرث والنسل..
وعودة إلى كفاءتنا العلمية فقد أجرى بحوث عديدة عن ثروات العراق النفطية في أطراف محافظة نينوى وطلبت العديد من الشركات الخليجية التعاقد معهم كمستشار اوخبير نفطي وبامتيازات مغرية ولكنه فضل البقاء في وطنه ومقولته الثابته انني حصلت على شهادة الدكتوراه من اموال العراق ولابد من رد الجميل لذلك …
ورغم أن شركاتنا النفطية وللاسف تإتي بمثل هؤلاء الخبراء من الخارج وتعطيهم رواتب وهبات وحماية خاصة الا اننا نأمل أن تنظر وزارة النفط وللمصلحة العامة أن تستفاد من هكذا كفاءات علمية عراقية …
تزوج الأستاذ منيف من كريمة المهندس سعدي السلمان رحمه الله وهم عائلة علمية معروفه في جنوب الموصل واحد أشقاء زوجته المهندس عزام سعدي طالب دكتوراه هندسة في أمريكا والمهندسين مهند وليث ومحمود حفظهم الله ووفقهم في مسيرتهم العلمية …
اليوم ومثل كل مرة فلقد زارني هو وعائلته الكريمةإلى بيتي للاطمأنان على صحتي عدنا ذكريات الطفولة وذكريات الظروف الصعبة وحمدنا الله على كرمه و عطاياه على ما وصل إليه ابنائي والأستاذ منيف من شهادات علميه يتفاخر به الصديق والأقارب والمحبين…
فلك الحمد ولك الشكر يارب العالمين وانت خير من قائل …يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
صدق الله العظيم..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب