23 ديسمبر، 2024 5:11 م

كـيف ولـدت ديمقراطيتنـــا ديكتاتــورا ..؟!

كـيف ولـدت ديمقراطيتنـــا ديكتاتــورا ..؟!

لقد اخذ الديكتاتور صفعة .. ستكون درسا لمن أتى وسيأتي.. ويبقى الشيء الأهم أن نحدد مفهوم (الديمقراطية).. التي نحلم بها.. واذا كانت الديمقراطية تنتج لنا (ديكتاتوريين) .. مثل السابق نوري ..او من سياتي بعده.. فما هي فائدة الديمقراطية؟
يمكن القول: لقد انكسرت عصا الديكتاتورية .. ودار دولاب الديمقراطية..كيف؟ ولماذا؟ وعن اي ديمقراطية نتحدث؟ وما هي؟
واشير الى قول مفكر اوربي.. قال: ان ديمقراطيتنا (في اوربا) نقلت سلطة القرار من السوق الى الشعب..!! وقول هذا الأوربي، رائع، ويعبر عن واقعية العقل الجمعي الاوربي، الذي تصرف بذكاء، لينقذ المجتمع من سلطة المال والسوق، التي انتفخت بعد الثورة الصناعية، ويرتب الوضع الاوربي، بشكل يخدم المجتمع عموما..لماذا..؟  لان نقل السلطة من السوق الى الشعب، بواسطة الانتخابات، يعني خضوع اية حكومة اوربية منتخبة، يكون للشعب، صاحب السلطة، وليس لاصحاب المال والسوق..!
ويمكن القول بشكل اوضح.. كانت اوربا خاضعة للسلطة الملكية، وللاقطاع، غالبا، حتى قيام الثورة الصناعية، وظهور البرجوازية، ثم سلطة الراسمال.. وبدات السلطة تتحول تدريجيا من الاقطاع الى اصحاب راس المال، بعد حصول الهجرة من الريف الى المدينة، بسبب انتعاش سوق العمل فيها.. الا ان الجموع الكادحة والعاملة، وهم الاغلبية، لم يخضعوا لهذا الواقع، وبدات المطالبات بالحقوق، والعدالة.. وهذه مقدمات اوصلتهم الى (الديمقراطية) التي استندت الى صندوق (الانتخابات).. والذي سحب البساط من (الراسمال) ومن (السوق).. ونقلت الانتخابات السلطة الى الشعب، الذي يمنح صوته، للحاكم الذي يوفر له الخدمات والضمان الاجتماعي.. وهكذا نجح العقل الجمعي الاوربي (الواقعي) بفرض حقوقه على الحكومة..
وهو بالضبط، عكس طبيعة العقل الجمعي العراقي، حاليا، والذي منح جزءا كبيرا من اصواته الى حكومة لم تقدم له الخدمات .. ولا الضمان .. ولا الأمان.. لماذا..؟! ..هذا ما نحاول فهمه (هنا) ومحاولة الوصول الى تفسير او حل..
وبشكل اولي واجمالي ..اشير الى عدد من الملاحظات حول ماهية الديمقراطية عموما او تلك التي تخدم العراق.. والملاحظات هي:
اولا: ان فلسفة الديمقراطية الاوربية، علتها وجود سلطة المال والسوق.. ونحن ليس لدينا هكذا سلطة.. فما هي السلطة التي تضاد الشعب..؟!
ثانيا: يمكن القول اجمالا، ان السلطة ، ومنذ 1920، كانت بيد الحكم العسكري، او الحزبي..اجمالا..الى يومنا هذا..!!
ثالثا: يفترض بديمقراطيتنا ان تنقل السلطة الى الشعب.. كيف؟ ..وهل سيحسن شعبنا الاختيار..؟ ام يحتاج الى جهة شعبية رصينة تساعده…
ساحاول ان اطرح ما يسمى بالديمقراطية (الناطقة).. وهي لم تطرح سابقا.. والمصطلح لم اجده في الشبكة العنكبوتية (الانترنيت) حتى كتابة هذه الاسطر..
للحديث بقية..