حين لا ينام الانسان فذاك مرض ٌ ونقص ٌ فيه لا مُحال بينما النوم لله نقص لا كـمال ولهذا نزه الله نفسه بقوله : {لا تأخذه سِنة ٌ ولا نوم } ولمفردة النوم كنايات كثيرة في اللهجة العراقية ،منها الغفلة، و جماع الرجل مع زوجته ، و الترف والغنى وغيرها : مثل :
١_ نـام رغـد : بمعنى اطمئن على الذي اوصيت به فأنّها في أتم وجه وأفضل حـال.أو تأتي بعبارة أرگد وآمن ، الرقود بمعنى النوم .
٢_ نايم ورجليه بالشمس : قد يظن البعض أنّ لفظة “نايم ” عامية لكنّها فصيحة وهي قلب الهمزة ياء ً مصائد مصايد مصائب مصايب وهكذا نائم نايم ..هذا المثل يُضرب لمن لا يدري بحاله فهو مغفل و تم استغلاله بوضح النهار وهو لا يدري بذلك !؟ فيقال نايم ورجليه بالشمس ! أو دلالة على الترف والغنى !
٣_ أكـل ونـوم : تقال هذه العبارة لمن هو عاطل لا نفع فيه ..يأكل وينام دون عمل او مسؤولية …
٤_ لو نايم لو هايم : أما ان يكون نائما ً لا نفع ولا دفع أو هائما ً خارجا ً من بيته بلا مسؤولية أو هدف !
٥_ نوم العوافي : دعاء بنوم هانئ هادئ .يقال الدعاء من محب . أو يأتي بعبارة نوم الهنا
٦_ نوم الظالم عبادة : نوم الظالم خير من صحوته ، لأنّه اذا صحا فهو يظلم الضعيف ويأكل حق المسكين فنومه خير ٌ وصحوته ظلم ٌ وشــر
٧_ النوم سلطان ٌ : بمعنى لا يرد له طلب اذا جاء وقته أغمضت العين للنوم فهو سلطان وماضٍ فينا حكمه .
٨_ نومة أهل الگبور : دعاء بعدم الاستيقاظ من النوم ، لأنّ النوم أنفع وأجدر من صحوة البعض وأحيانا يأتي بمعنى النوم الثقيل الطويل، نومة أهل الگبور .!
٩_ نامت عليگ طوفة : الطوفة الحائط ..دعاء لمن ينام في وقت غير مناسب !
١٠_ الحلو لو گعد من نومه : وهذه العبارة لا تخلو من ذكاء لصحوة النائم وترك النوم ، فحلاوة جلوسه افضل من نومه …
١١_ مثل الذيب نايم ومفتح عيونه : الحذر من البعض الذين يظهرون خلاف ما يضمرون ، مثل الذئب لا أمـان له ولو كان نائما ً ….
١٢_ تجيك التهايم وانت نايم : وما أكثرها في هذا الـزمن بسبب غلبة سـوء الـظـن تكون لك سيرة سيئة وأنت غاغل لا تدري وقد تكون التُهمة هـلاكاً وموتاً ! وهنا لا رأي للمتعلم والمثقف وقد ينجرف العقلاء في تصديق التُهم !.
وقد تأتي المطالبة بالنوم للذم وليس للمدح ومن جميل ما قاله الشاعر معروف الصافي يصف حالة الشعب النائم :
يا قوم لا تتكّلموا
إن الكلام محرَّم
ناموا ولا تستيقظوا
ما فاز إلاّ النُوَّم
وتأخّروا عن كل ما
يَقضي بأن تتقدّموا
ودَعُوا التفهُّم جانباً
فالخير أن لا تَفهموا
وتَثّبتُّوا في جهلكم
فالشرّ أن تتعلَموا