11 أبريل، 2024 10:28 ص
Search
Close this search box.

كـــلنـا فاســـــــــــــــــــــــــدون !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الشعب العراقي يطلب حلب الثور والإصلاحات الوهمية ويحلم باللبن وجبنة البقرة الضاحكة …
يحكى ان في أحدى القرى العراقية رجل فقير لديه ثور يؤجره لفلاحين القرية ليحرثوا ارضهم او ليستخدموه .. ويعتاش هذا الرجل من مردود ثوره ويقدم للثور مايلزم من طعام ومدارات بكل سخاء واعتزاز وممنونية .

وذات يوم كان جالس جوار الثور وفوجىء برجل طويل القامة عريض المنكبين ولا توحي هيئته بالحمق بل على العكس رجل حسن الطلعه ومرتب المظهر . تقدم منه وقال له الرجل بلهجة حازمة :

– هل بالإمكان بـ ” طاسة” حليب من هذا الثور ؟

– هذا ثور ولايمكن حلبه ولم يدر حليب !!!

ولماذا لا يأخذ منه حليب هل على راسه ريشه ؟

– ولكنه ذكر يارجل !!!

ومر الوقت وتشعب النقاش البيزنطي بين صاحب الثور والرجل واحتدمت المواجهة مما حدى بصاحب الثور ان يستل خنجره وفي حالة غضب عارم جز راس الثور المسكين وخسر مصدر رزقه الوحيد بسبب الخلاص من مازق الرجل الاحمق .

رباط السالفة وقيطان الكلام خروج السيد نوري المالكي علينا رئيس الوزراء السابق (2006-2014م) وصاحب اكثر اقارب وصهور في البرلمان العراقي الحالي وبعد تفكير عميق صرح من على منبر فضائيته “افاق” قائلا :

– ان الأزمة المالية يمكن حلها بسهولة ونوصي الحكومة بالاقتراض من المواطنين والشركات المحلية في داخل العراق و من البنك الدولي .

على مدى 12عام عجاف سرقت او أهدرت او ضاعت 750 مليار دولار بين قبائل البرلمان والعملية السياسية وعبر حكومات المحاصصة الطائفية ، كانت حصة الأسد فيها للسيد “نوري المالكي” لانه حكم ثمانية . وبصفته المسؤول التنفيذي الاول حسب الدستور وبموازنات انفجارية وهو سبب ضياع فوائض خرافية من ايرادات النفط للسنوات المنصرمة وانتعاش الاسعار ، نتيجة فوضى قرارته الارتجالية المخزية والمتناقضة ونتيجة الحلقة الفاسدة لحد النخاع التي تحيط به . ولولا ستر الله وملحة الخيرين لبقي اربعة سنوات اخرى إضافية .

وإن كان البديل ليس اقل سوءا في الادارة والتخبط بسبب القوى السياسية التي جاءت به وهي بنفس عقلية مستشاري سلفه السابق ورئيسه في الحزب “حزب الدعوة” وعدم قدرة رئيس الوزراء الحالي ” حيدر العبادي” على ان يلعب دور المصلح حتى في ابسط القرارات ومؤسسات والدولة ولم يملك قوة “المالكي” في الشارع من خلال شراء ولاءات قضاة ورؤساء بعض العشائر وبعض رؤساء الصحف والفضائيات وضباط من النظام السابق بالمال والامتيازات .

وبعد عام على التظاهرات من اجل صرف اجور ورواتب الموظفين والعمال وتوفير الخدمات والأمن التي تقوم بها معظم شرائح المجتمع العراقي ، يخرج علينا “نوري المالكي” ويصرح بانتشاء وكأنه وجد الحل السحري قائلا بثقة عالية

– اقترضوا من المواطنين .

لو قال من الكتل والاحزاب السياسية وجنبنا تذكر المثل القائل “خذ الشور من راس الثور” . ان “نوري المالكي” يعرف اين

ذهبت مليارات الدولارات ومن استولى عليها من الشركاء والفرقاء ورهن نفط العراق 20 عام للشركات البريطانية والامرية من قبل حسين الشهرستاني .

اليوم ليس هناك خلاص للشعب العراقي بعد ان جرب هؤلاء الساسة الا بالتغيير الحقيقي وأبعاد هؤلاء عن إدارة الدولة والعملية السياسية ومقدرات العراق وتشديد الرقابة الصارمة عليهم وملاحقتهم قضائيا وقانونيا واعادة ما سلبوه بأثر رجعي . فبعد كل هذه السنين لم يجلبوا للعراق الا الفساد والشركات الفاسدة والوهمية من دون رقيب او حسيب والكل اشترك بتقاسم الكعكة ، لا ينكرون ذلك ويصرحون به علانية لأنهم واثقون من عدم الملاحقة والحساب والعقاب ” ومن أمن العقاب اساء الأدب ” فلم يخلص منهم حتى المواطن البسيط والمرجعيات من التهجم والقذف ونعت كل من يخالفهم الراي بأبشع الاوصاف والكلمات وإزاء كذب وقلة أدب هؤلاء الساسة لايوجد خيار سوى العصيان السلمي او الثورة للخلاص منهم واعادة ما يمكن إعادته من مسروقات واراضي وقصور للشعب العراقي والتي تكفي لدوران عجلة الحياة الاقتصادية لمدة أعوام دون الاعتماد على النفط وتجريد اصحاب الرواتب المتعددة والفاحشة وسن قانون “من اين لك هذا؟” . من دون ذلك سيموت الثور وصاحبه وينجو الحمقى بالعودة لعواصم اللجوء التي كدسوا بها ارصدتهم حال اعلان العراق بلد مفلس .

يتوقع الخبراء ان يقضي هؤلاء الساسة على احتياطي البنك المركزي ويصبح الدينار العراقي ورق تواليت وينكشف غطاءه بسبب السياسات المالية والاستثمارية الأكثر من خاطئة مثلما كشفوا أمن الشعب العراقي للارهاب والجريمة المنظمة والعشائرية التي عادت بِنَا لزمن الغزوات الجاهلية الاولى والعصور الوسطى كما هو حاصل في مدينة “البصرة” التي

تتربع على اكبر احتياطي نفطي قي العراق اضافة الى انها الميناء الوحيد وموقع استراتيجي وتاريخي هام جدا .

لكن الامر المحزن ان المتظاهرين بدأوا بصبرهم المفتوح دون سقف إلغاء المنطق والعقل بعد ان استخف رئيس الوزراء “حيدر العبادي” وحكومته بالاصلاحات والتف عليها البرلمان والقضاء بقررات شكلية ومضحكة لا يقتنع بها حتى رجل الشارع البسيط .

اليوم الشعب العراقي بدا شعب ملحاح ويطلب حلب الثور والإصلاحات الوهمية ويحلم باللبن وجبنة البقرة الضاحكة . مضت سنتان والوضع يتراجع بشكل مخيف نتجة التراجع الحاد وتدهور أسعار النفط لأدنى مستوياتها منذ عقود والاخطر ما في الامر ان خطط وبرامج الحكومة تسرب وتعلن على المُلأ وكاننا في سوق شعبي او بازار وليس دولة وسياقات ومسؤولية ازاء تأمين احتياجات الشعب العراقي وضمان حقوقه . هذا من مؤشرات الانحطاط والضياع الأخير والقلق يساور الجميع .

اللهم أبعدنا عن الثور ومشورته ولا ترينا بعد اليوم الحاح طالب الحليب من الثور وحمقه .

وصرخة النائب “مشعان الجبوري”

المثير للجدل والزعل لكل الفرقاء العراقيين ” الاخوة الأعداء ” كانت محقة وصادقة

– كلــــــــــــــــــــــــــــــــــنا فاسدون

والرجل رغم تلونه وتقلبه الا انه دائما يتحدث بصوت عالي وبمنتهى الصراحة لانه لايخاف ولا يستحي . يملك ملفات فساد يشيب لها الطفل الرضيع وهذا ما يجعل لسانه منفلت ولا يتوانى عن كشفها ويستخدمها ضد أعز المقربين اليه فهو يعرف عفن وانحطاط الطبقة الحاكمة في العراق منذ ان كان ان يروج لبطولات تنظيم القاعدة و معمر القذافي وقطر ومن ثم النظام السوري قبل ان يعيده ” نوري المالكي” الى العراق بوساطة من “العراب”

النائب “عزت الشابندر” ولا احد يعرف لحد اللحظة سر هذه الصفقة وغيرها الكثير .. ربما سيدفن او يكشف الزمن كثير من الحقائق والصفقات لكن بعد فوات الاوان وخراب البصرة .. لكن الحقيقة الدامغة التي بات يعلمها الجميع كلهم فاسدون بشهادة الأصدقاء قبل الأعداء وبتقييم كل منظمات المجتمع الدولي وخبراء الاقتصاد والسياسة .

الخوف من اليوم الذي يصبح فيه شعار كلنا فاسدون شعار المرحلة القادمة .. وكل المؤشرات تنبأ بافلاس محتمل اذا تراجعت أسعار النفط بمنحى حاد اكثر فاكثر. بعدها لاينفع الكلام وتختفي حتى الشعارات وخطب الوعظ وتخرس الأصوات التي بحت بالتظاهرات ومن على المنابر وتتقطع أوتار المنطق والعقل والصوت .

ان الفاسد والقابل بالفساد والساكت عنه كلهم فاسدون بكل تاكيد …. …. …. …. …. …. …. …. …. …. ….. …. …. …. …. ….

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب