23 ديسمبر، 2024 4:22 ص

كشف المستور في فتوى الخميني

كشف المستور في فتوى الخميني

بقتل سلمان رشدي 1/3

((شكرا سيدي الإمام الجليل آية الله الخميني فقد أوصلتني إلى مكانة وشهرة لم أكن احلم بهما في يوم من الأيام، لك الفضل الأول والأخير بهما، وأنا مدين لك طوال عمري)).
المحب لك دائما وأبدا
سلمان رشدي
سبق أن لقي هذا المبحث الكثير من الأصداء من قبل العديد من الكتاب والمحللين فتناولوه بصورة مفصلة، و كانت الأصداء إيجابية، ولم نجد صدى معارضا البتة، ربما لأن المبحث توخى الحقيقة المجردة، ولم يكن الغرض الطعن بالخميني، بل كشف الحقيقة أما القراء الذين فاتتهم فرصة الإطلاع على كتاب (آيات شيطانية) الذي حجب عن الجمهور العربي، بسبب الفتوى التي أحلت دم المؤلف والناشر، فصدرت طبعات محدودة دون الإشارى الى المترجم ودار النشر، وكانت مختصرة جدا، وفيها الكثير من الأخطاء. لذا ارتأينا التوسع في المبحث وترجمة أهم ما ورد في (آيات شيطانية) بشأن الخميني، مع ان الكاتب تناول مواضيع إسلامية أخرى، مثلا في الفصل الثاني تحدث المؤلف عن ماهاوند (النبي محمد) وحديث الغرانيق وموقف حمزة وصراعه مع الاسود متهما هند زوجة أبو سفيان بالعهر وزوجها (ابو سنبل) بالدياثة، وغيرها من المواضيع التي تعثر فيها الرواة المسلمون، فسهلت للكاتب الإصطياد بالمياء العكرة.
المقدمة
هناك فرق كبير بين الشهرة والتشهير، بالرغم من كون التشهير يؤدي الى الشهرة سواء كان ذلك سلبا أو ايجابا شأنه شأن أية فضيحة محلية أو دولية قديما أو حديثا. كلمة شهرة مشتقة من الفعل شَهَرَ، يشهر، شهرا. وشهر السيف بمعنى سٌله من غمده. وأشهر فلانا بمعنى إستخف به او فضحه بين الناس. وأشهرالأمر أظهره وصيره شهيرا بعد أن كان سرا أو غير معروفا. الشهير يعني المعروف بين الناس، والشهرة هي الفضيحة.
هذه المقدمة اللغوية الغرض منها التمهيد لبحث العلاقة الشائكة بين آية الله الخميني والكاتب البريطاني سلمان رشدي صاحب رواية (آيات شيطانية) التي اعتبرت من أشهر الكتب في الثمانينيات من القرن الماضي من نواحي المبيعات والتراجم وإثارة الجدل والمناقشات في العالم ما بين مؤيد ما جاء في القصة إنطلاقا من مفهوم حرية الرأي والتعبير، أو معارضا بسبب إستخفاف الكاتب بالإسلام ورموزه وعدم إحترام مشاعر أكثر من مليار مسلم. رغم الملل والسأم الذي لازم كل من قرأها بنسختها الانكليزية أو العربية. فقد أثارت الرواية العالم الإسلامي قبل الإطلاع عليها من قبل معظم المسلمين فهاجموها كما يهاجم أحدهم شبحا لا يعرف أين هو فيتخبط في ضرباته! سيما إنها لم تترجم للعربية إلابعد فترة طويل من صدورها، وكان هذا من أهم الأسباب التي جعلت الهجومات على الكاتب غير موضوعية، مجرد سبٌ ولعن وشتائم لا تغني المرء سيما الأجانب والذي يؤمنون بالردود العلمية والواقعية أو على الأقل التي تتوائم مع النهج العلمي والتحليل المنطقي.
في أحد الأيام جرنا الحديث مع أحد رجال الدين الى متاب آيات شيطانية، فقال رجل الدين بأن الكتاب من تأليف شيطان أخذ يوسوس للكاتب ويملي عليه ما يكتب، فأجبته يعني الحالة المعاكسة للوحي عندما يملي على الأنبياء والرسل، أجاب: نعم، وأخذ يسب ويلعن الكاتب بصورة بذيئة ولا تتناسب
مع الذوق العام، سألته: اليس من الأجدى بنا أن نرد على الكاتب بطريقة علمية ونفند آرائه المغلوطة ونفضحه بين القراء. أن السب والشتم لا يتفهمه الغرب وإنما يعتبره ضعف وشلل في أقلامنا لعدم قدرتها على مقارعة قلم الكاتب، رغم أن قلمه هش ويمكن بسهوله كسره، سيما أن الكتاب ألف باللغة الإنكليزية وليست العربية. أجاب: ان الكاتب اللعين لا يستحق أكثر من اللعن. في نهاية المطاف سألته: هل قرأت الكتاب؟ أجاب : كلا! بل قرأت عنه!
من المؤسف أن غالية رجال الدين من أهل السنة رغم علو مركزهم بين الناس وتحصيلهم الجيد في العلوم الدينية، لكنهم لا يلتزموا بأدب النقاش والحوار، ويمكن مشاهدة الكثير من الحوارات بين رجال الدين إنتهت بتقاذف الأحذية أمام المشاهدين، وهذه حالة غير مقبوله من الناس العاديين فما بالك برجال الدين! في بعض البرامج التلفازية التي تستضيف رجال الدين وتفتح الحوار مع المشاهدين، يتصل أحد المواطنين ويسأل سؤالا إستفزازيا أو يتهجم على المحاور، فيخرج المحاور عن أدبه ويبادله السب، او يطلب بقطع الإتصال، وهذا ضعف بغض النظر عن طبيعة السؤال أو التهجم من قبل المواطن على المحاور. كل إناء ينضح بما فيه، وكل منا له لائحة تسطر فيها محاسنه ومساوئه فإن كان المحاور لا يستطع أن يضبط لسانه أو يقنع المتصل، فعليه أن يبتعد عن الأضواء ويترك المجال لغيره لمن هو أثقف منه واكثر صبرا وتحملا على الحوار. الخط المفتوح بين المحاور والمشاهد هو ترمومتر للمواطنين يقيسوا به مستوى معرفة وثقافة وأدب المتحاورين.
آيات شيطانية كان كتاب العقد أو القرن بغض النظر عن موقفنا من الكاتب والكتاب، والكتاب حقق مبيعات لا يقاس بها أي كتاب آخر، وأثار من اللغظ والجدل مثل فعل كتاب الأمير لميكافللي وكفاحي لهتلر، مع أن كثرة التراجم والمبيعات لا يعنيان أن الكتاب جيدا ومفيدا، بل هما مشهوران، لذا قلنا ان الشهرة مصدرها قد يكون إيجابيا أو سلبيا. وهذا ما دفعنا الى مناقشة الكتاب من زاوية واحدة وهي موقف آية الله الخميني من الكاتب وإستباحة دمه بفتوى ما تزال سارية المفعول لحد الآن، ومعرفة ما يقف وراء الفتوى المبطن وليس المعلن، ولماذا إقتصرت الفتوى على الخميني دون بقية المذاهب الإسلامية، ولا احد يجهل بأن المذهب الإمامي يطعن بالقرآن الكريم والنبي (ص) والصحابة بل حتى الذات الإلهية المقدسة. هل الخميني كان الأكثر حرصا على الإسلام من غيره؟ الواقع يقول غير ذلك؟ هل الخميني كان الأعرف بإحكام الإسلام من غيره؟ الواقع يقول خلاف ذلك. إذن ما سبب إمتعاض الخميني وإصدار فتوى القتل. وهل كانت ردود الفعل العالمية تجاه الفتوى إيجابية أم سلبية؟ هل نفع الخميمي الكاتب أم أضر به؟
الكثير من الناس لا يعرفون فيما إذا إنطلق الإمام الخميني في فتواه من منطلق الدفاع عن الإسلام أو الدفاع عن الذات؟ وهل هناك حقا اختلاف فكري بين الإمام والكاتب حول مفهوم الإسلام؟ ما هي حقيقة الفتوى ومدى جديتها وقيمتها وتأثيرها على الكاتب؟ هل خدمت الفتوى الإسلام أم الخميني أو رشدي؟ هل إطلع ملايين المتظاهرون والمحتجون الإيرانيون على القصة أم قيدوا كالغنم خلف فتوى الخميني؟ بمعنى هل العقل أم القلب كان أساس الإنفعال الشعبي المغالى فيه؟ ماهي طبيعة الرواية؟ وهل إن رشدي كان صادقا في إعتذاره للعالم الإسلامي بقلة معلوماته عن الإسلام؟ كيف نفسر تحول العاصفة الفكرية إلى أعاصير وزوابع متتالية ومتصاعدة ضد الإسلام؟ اليست الشعوبية تعني الدخول في الإسلام ونخره من الداخل وهذا ما جرى؟ لماذا أثارت القصة حمية الخميني اكثر من حمية الأزهر الشريف وعلمائه وبقية علماء العالم الإسلامي؟ هل التهجم على الذات المقدسة والأنبياء والقرآن الكريم غارة جديدة على الإسلام؟ وكيف كان موقف الخلفاء وعلماء الأمة منهم؟
هذه الأسئلة وغيرها سنناقشها لبيان الحقيقة، وكشف المستور لمن لا يعرفها او أساء فهمها او تعمد تحويرها لغرض ما.
1. الكاتب والكتاب
سلمان رشدي مؤلف الكتاب من مواليد 1947 بومباي وذو رعوية ثلاثية فهو هندي المولد، باكستاني الأصل، بريطاني الجنسية، وهذه الرعوية المتباينة جعلت أفكاره مشوشة نتيجة إنتمائه الى بيئات مختلفة ومتنازعة في كل الأوجه الدينية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية. فبريطانيا كانت تستعمر بلده الهند وهي كما معروف (درة التاج البريطاني) وتحولت الهند بدورها الى دولتين متصارعتين ( الهند والباكستان) مما ترك أثرا قويا في ذهنية الكاتب وجعله لامنتمي.
تخرج رشدي من الجامعة الملكية في كمبردج عام 1981 قسم التأريخ. كان مضطربا في حياته الإجتماعية فتزوج أربع مرات. زوجته الثانية كانت الكاتبة الامريكية (ماريان ويجينز). كانت اول أعماله الروائية (غريموس/1975) وآخرها(عرافة فلورنسا/2008) ولم تلق رواياته إقبالا سوى روايتي (أطفال منتصف الليل/1980 ). ورواية(العار/1983) حيث نال عن الأولى جائزة الكتاب البريطانيين عام 1981. ونشر روايته ( آيات شيطانية)عام 1988 مستندا فيها على ما يسمى (حديث الغرانيق) حيث جاء فيه عن إبن عباس عن النبي(ص) ” سجٌد بالنجم وسجٌد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس”.
الذي لايعرفه البعض ان وزارة الثقافة في إيران ترجمت روايتي رشدي (العار وأطفال منتصف الليل) الى الفارسية، وأصبح رشدي من أبرز الكتاب الأجانب على الساحة الإيرانية. كما منحت رشدي جائزة الدولة للأعمال المترجمة للفارسية) عن روايته (العار/ تترجم أحيانا العيب). ويذكر الكاتب جلال العظم بأن” روايتي رشدي المترجمتين للفارسية والتي نالت أحداهما جائزة الدولة تتضمنان الكثير مما ورد في رواية آيات شيطانية”!
إذن لماذا لم يعترض الخميني على الروايتين ويسحبهما من التداول طالما هما تسيئان للإسلام؟ هذا ما سنوضحه لاحقا.
لم يقتصر شجب رواية رشدي على العالم الإسلامي فحسب بل تجاوزه للعالمين المسيحي واليهودي فالرئيس الامريكي بوش وجيمس بيكر وجيمي كارتر ومرغريت تاتشر وبابوية الفاتيكان وأسقف نيويورك (الكاردينال لوكونرو) والكثير غيرهم هاجموا سلمان رشدي. بل أن (نورمان تبييت) زعيم حزب المحافظين في بريطانيا السابق وصف رشدي بـ ” الضيف الوقح الذي يعوي عواء الجراء ليلفت إنتباه الناس اليه”. ونظن هذا أفضل وصف للكاتب.
كذلك الأمر بالنسبة لليهود فقد أدان الحاخام الأكبر لليهود ( إفرام شابيرا) الكاتب وحظر نشر الرواية في الكيان الصهيوني. في حين قام الرئيس الامريكي كلينتون- بطل فضيحة مونيكا- بإستضافة رشدي في البيت الأبيض من منطلق كيدي ولايوجد تفسير آخر! كما منحته الملكة الشمطاء اليزابيث عام 2007 لقب (الفارس) منطلقة من إعجابها بنظيره الفارس المقدام دون كيخوته. وحاول بعض الزعماء المسلمين ثنيها عن قرارها السخيف فلم تستجب- للشيخوخة ظروفها وللزهايمر ثمنه – مما حدا بمجلس العلماء في الباكستان لمنح الشيخ أسامة بن لادن لقب (سيف الله) ، كيدا بالعجوز الخرفة! فالعين بالعين والباديء أظلم كما يقال!
يضم كتاب آيات شيطانية أربع قصص مختلفة الزمان والمكان. واحدة منها تتعلق بعصر النبي محمد (ص) والثلاث المبقية تتعلق بالعصر الحديث، إثنان منهما تدور فيهما الاحداث على المسرح البريطاني والأخرى في الهند. وقصة النبي محمد(ص) تضمنها فصلان هما”ماهوند” وهو رمز للنبي محمد (ص). والفصل الآاخر بعنوان”عودة الى الجاهلية”.
الحقيقة التي لا يعرفها البعض إن حمية الامام الخميني وصلت إلى درجة الغليان ليس غيرة على الإسلام ومحبة لنبيه كما توهم البعض. فالخميني نفسه وصم النبي بالتقاعس وكتم ما أمره الله به بل حمله مسؤولية الخلافات والمعارك بين المسلمين لحد هذه اللحظة!
فقد ذكر في كتابه (كشف الاسرار) بأن” من الواضح إن النبي لو بلغ أمر الإمامة طبقا لما أمر الله به وبذل المساعي بهذا الصدد، لما نشبت في البلدان الاسلامية كل تلك الإختلافات والمشاحنات
والمعارك”. ويتجاوز على الذات الإلهية المقدسة بقوله في نفس الكاتب” إننا لانعبد إلها يقيم بناءا شامخا للعبادة والعدالة والتدين ثم يقوم بهدمه بنفسه”. وتصل به الصلافة والكفر لأعلى الحدود بقوله” ولا يقوم –أي الله- بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه”.
لاحظ إن الخميني وكعادة من قبله ومن بعده من المراجع الفرس لا يستخدمون أسماء الجلالة عنذ ذكر الله جلً جلاله أو يضع (ص) عند الإشارة الى النبي محمد وبقية الرسل. في حين لا تفوته كلمات التقديس مع الأئمة ومراجع الشيعة! والسبب يكمن في إن الخميني يعتبر نفسه قرين للذات المقدسة وبمنزلة رسول وليس نبي فحسب!
فهو يساوي بين ذاته الفانية والذات الإلهية الخالدة بقوله في كتابه مصباح الهداية ” لنا مع الله حالات هو نحن، ونحن هو”. ويجعل الإمامة أعلى وأسمى من النبوة في كتابه الحكومة الإسلامية” إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لايبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل”. ويساوي أيضا بين نفسه والنبيين موسى وعيسى (ع) في نفس الكتاب بقوله”إعلم بأن الفقيه الرافضي بمنزلة موسى وعيسى”. ركز على كلمة الرافضي! بمعنى من يرفض خلافة أبا بكر وعمر، ويعلن البراءة منهما.
2. المؤتلف والمختلف بين الخميني ورشدي
أ. كلاهما إستخفا بالنبي محمد(ص). فإذا كان رشدي قد إستخف بالنبي(ص) وأمهات المؤمنين والاسلام، وهذا شأنه مع ربه. فإن الخميني قد استخف بالنبي ورًبه وملائكته وكتابه ورسله.
وإن كنا نلوم كاتب على قصة مملة وتافهة، فالأجدر بنا أن نوجه اللوم الى مؤلفات دينية وليس قصص مبتذلة! فمن يكتب في الدين ليس كمن يكتب القصص والروايات، والمرجع الديني الشيعي يقلده الكثير من الناس واحيانا الملايين كما في حال الخميني وهم يسيرون ورائه مثلما تسير الخراف خلف الحمير و الكاتب له هواة ومعجبين لا أكثر.
وإذا كان يشفع لرشدي جهله بالإسلام كما اعترف بذاته وربها هي محاولة للتبرير والله أعلم. فالخميني على معرفة وعلم بالإسلام واركانه وحدوده.
وإن كان يشفع لرشدي كونه مجرد كاتب لايقدم لا يؤخر ولم يستوعب جوهر الإسلام وروحه، ويتحمل وزر فعله. فإن الخميني يحمل درجة آية الله العظمى، ويتحمل مسؤولية نفسه ومن يقلده.
وإن كان الغرض من الروايات عموما متعة القراءة فقط. فإن الغرض من كتب الدين الوعظ والإرشاد وتهذيب النفس وزرع المحبة والسلام بين العباد.
وإن كان لقب المؤلف (فارس) فإن لقب الخميني (روح الله) وشتان بينهما.
2- كلاهما ينظر بعنجهية وغطرسة للعرب! فصورة العرب عند الفرس قوم رعاع وكذلك جاء وصفهم عند رشدي في كتابه ” المسلمين هم قطاع طرق ولصوص”. وهذا الوصف في حقيقة الأمر إستمده رشدي من رأي الفرس بالعرب عموما قديما وحاضرا. حث وصفهم الفردوسي بهذا الوصف في الشاهنامه. وحاضرا صرح مسؤولان في الخارجية الايرانية هما (محمد رضائي) و(مهدي صفري) لصحيفة دنماركية (ويك أند) بأن” العرب هم بدو وهمج الصحراء، وحضارتهم طارئة”.
3- كلاهما أفرطا في الحديث عن الجنس وربطه بالإسلام. فقد جاء في كتاب سلمان رشدي” إن الاسلام جاء لتنظيم ممارسة الجنس”. ومن يطلع على فتاوى الخميني سيجد الكثير العديد من أحاديث الجنس! منها على سبيل المثال قوله في تحرير الوسيلة” المشهور الأقوى جواز وطء الزوجة دبراً على كراهية شديدة”. ومنها ” صلاة الجنازة تصح من الجنب” وكذلك “لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين، وأما سائر الإستمتاعات كاللمس بشهوة و الضًم و التفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة”. وفي المتعة ذكر ” يجوز التمتع في الزانية و يجوز أن يشترط عليها وعليه الإتيان ليلا أو نهارا و أن يشترط المرة والمرات مع تعيين المدة بالزمان” وهناك المئات من تلك الاحادث.
4- كلاهما شهرا بأم المؤمنين عائشة، في رواية سلمان رشدي تمثل عائشة الامبراطورة التي يحاربها الامام ويظهر جبريل شخصا عاديا وليس ملاكا ويخاطب الامام” هذا الزمن ليس زمن
الملائكة فقد إنتهى زمنهم”. لكنه المؤلف يناقض نفسه حيث يحمل جبريل الإمام على كتفه ويحلق به في السماء! مما تجدر الإشارة اليه إن رسم رشدي لشخصية أم المؤمنين يتوافق تماما مع الرؤية الصفوية في عدم تبرئة ساحتها، والسخرية من الوحي الذي نزل بآية لتبرئتها في حادثة الإفك. برأها الله ولم يبرأها من يسمًون أنفسهم أتباع آهل البيت! كما ان الإمام في الرواية يلعن عائشة ويصفها” المتعطشة لدماء المسلمين”. بل ويتهمها بالرذيلة وإقامة ” علاقات جنسية مع السحالي”.
في كتب الأمامية كتفسير القمي ورد بأن عائشة “عندما خرجت إلى البصرة لقتال أمير المؤمنين في حرب الجمل، أغواها طلحة وقال لها:”لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم”! فزوّجت نفسها منه. ولذا فقد ورد أن إمامنا المهدي المفدّى عندما يظهر فإنه سيُخرج عائشة من قبرها ويحييها ليقيم عليها الحد لأنها تزوّجت طلحة مع تحريم الرجال عليها، كونها كانت زوجة سابقة لرسول الله”.
وجاء في (لسان الميزان4/136) ” الظاهر عندي أن عائشة لعنها الله كانت تعيش عقدة نفسية جنسية بسبب عدم اهتمام رسول الله بها وانشغاله بالعبادة حتى في يومها وليلتها. وهذا هو ما يفسّر إختلاقها عشرات الأحاديث المكذوبة على رسول الله (ص) التي زعمت فيها أنه – حاشاه – كان مولعا بها ويمارس معها (كذا وكذا) من التفاصيل الزوجية التي يعفّ لسان كل ذي أخلاق عن ذكرها، فكأنها كانت بذلك تريد ملء النقص الذي كانت تشعر به في هذا الجانب، خاصة وأنها كانت قبيحة المنظر ومنفّرة لسوادها ولوجود أثر الجدري والبثور الكثيرة في وجهها، فلا يرغب بها أحد من الرجال”. ناهيك عن كون الإمام الخميني وسلمان رشدي من عرق واحد فهما هنديان الأصل.