القيم لها رجالاتها، وكل قيمة لها موازينها، فقسم يطلقون ألسنتهم مدعين أنهم من أصحاب الحق، وأذ تفحص المرء أعمالهم يجدهم سبقوا الشيطان بخطوات! وهؤلاء بدأوا يتزايدون في مجتمعنا، فرجل الدين أذ حاده عن الحق فهو ليس برجل دين، يعمل من اجل دنياه ويبيع آخرته بالسحت الحرام، (والمربي الفاضل) من دكتوراه وغيرهم أذ تنصل عن مبدئة فأن كلامه حشواً في حشو وهو بحد ذاته لغو مثله كمثل الكلب أن تحمل عليه يلهث وأن تتركه يلهث، ونحن متفقين بأن الفساد هو أكثر ضراوة وفتكا من الارهاب بل هما عملتين لوجه واحد ويا أسفا بل الأسف لا يكفي لان هناك جرائم من ينفذها يحسبون شخوصهم على أنهم مثلا وقدوة للآخرين، واذا نطق أحد المخلصين بهمس أو أشاره أو سطعت حنجرته مدوية تطلب صوت الحق فهذا يرحمه الله رحمة واسعة!
والاغرب من الخيال أن بعض الكلاب التي تنبح تمجيدا لذلك المسؤول تجند كل قوتها الرذيلة لتجعل ذلك الصوت الحر في غياب الجب كما فعلوا أخوت يوسف بأخيهم ، وانت الآن عزيزي القارئ تشترك معنا؛ لكوننا في مفترق طرق أو ربما سلكنا طريق الا عوده وقالها أمير المؤمنين علي(ع) “لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه”
من أين تطلب الحماية ولأي شخص تلتجئ، أذا التجأت تشكو من مديرك الى المدير الاعلى، فالمدير الاعلى يرحب بك ويقول لك نحن بلد الحق وبلد الديمقراطية، ونشكرك على هذا الموقف الذي تريد من خلاله معالجة بعض قضايا الفساد؛ ولكن في الحقيقة هو ينقلب عليك مجرد أن تغادر غرفته، ويجند ما لديه من قوه من أجل أن ينقذ ذلك المدير الفاسد وكذلك تبدأ الذئاب تعوي؛ لأنها وكما يقولون فال للفكَر، وكلاب ذلك المدير هي الأخرى تنبح طالبة القصاص، وتوزيع دم هذا الشريف بين القبائل كما يقولون، وأن صرحت باسم الفاسد وكنيته فأنك مجرم قانونا حسب مادة القذف والتشهير، واذا طلبت النجدة من المسؤول الأعلى فأن مجلس تحقيقي ينتظرك تجاوزت سلسلة المراجع! فبربكم أين يذهب من يريد الإصلاح هل يسكت عن الحق، ويكون شيطان أخرس؟ أم يحمل كفنه ودمه حاله في ذلك كحال الكثير من الابطال الشهداء.
وخلاصة قصتنا أن شخصا مسؤولا أكتشف عمليات تزوير، وقد قدم مطالعة للمدير الاعلى، ولكن ذلك المدير أبلغه بأن هذه الادعاءات هي فارغة؛ لكون المنسوب اليه هذه المخالفات رجل زكي وملامح التقوى على وجهه؛ ولكن تناسى أن الشيطان في مكره وخداعة هو كان من العابدين، وهذا الموظف البسيط أراد حماية لنفسه من مسؤوله المباشر ولم يحصل عليها، وقد سبق مكرهم “ودبر بليل” فقد قاموا بتهيئة كل الظروف وتحريف وتزوير الاوراق حتى يعد العدة ليجعل صاحبنا عبرة لمن أعتبر فقد هدد بشكل واضح أذ أستمر في هذه القضية سوف تكون نهايته السجن؛ لان المزور هو من جماعة (الحجي) وعندما وصل الامر الى التهديد مع صاحبنا ذهب الى المسؤول الأعلى ونفس السيناريو أنعاد، وجد ترحيب وسنفعل ونقوم، ولكن عندما سارت الاحداث جاءت مخيبة للآمال، فهل هذا يعقل!؟
في الماضي القريب كنا قد سئمنا من تصرفات الحزب الواحد، ولكن اليوم ما خفي كان أعظم، وأعتذر من القارئ الكريم لأننا أذا تطرقنا بالموضوع أكثر من ذلك سنقع امام المسائلة القانونية والادارية ويطلقون علينا المقولة والتي مفادها “أكرام الميت دفنه” فأنجدونا خيرا من ان تفقدونا، اين اهل النخوة من غيرة المعتصم؟