منذ سبعين عاما والجامعة العربية التي تشكلت من أجل توحيد الاقطار العربية في 22 مارس 1945 ، تسعى وبكل ثقلها الى فرقة وتمزيق العرب من خلال مقررات قمة تستند الى خلافات شخصية بين القادة أنفسهم ، فتارة تطرد مصر لان رئيسها زار أسرائيل ، بينما تغض الطرف عن الكثير من القادة الذين أقاموا علاقات واسعة جدا مع هذا الكيان المسخ ، وثانية تتوسل بكل دول العالم من أجل محاصرة سوريا لان قائدها استخدم الجيش للقضاء على المتظاهرين من ابناء شعبه ، بينما تسمح للجيش السعودي بالتدخل لضرب الشعب البحريني الثائر على ملكه ، أو تجمع الفرقاء لقصف المحافظات اليمينة لتثبيت شرعية (هادي) التي أطاح بها الحوثيين.
ولا اعرف سبب أجتماع القادة هذه المرة في شرم الشيخ ، واغلب الأقطار العربية منتهكة السيادة مسلوبة الأرادة ، وضعها السياسي والأمني أكثر هشاشة من أي وقت مضى ، جريان الدم العراقي والسوري والليبي واليمني لم يتوقف ، وقضيتنا المركزية (فلسطين) أصبحت في الرفوف العالية لأن أغلب أقطارنا العربية اليوم تحت الأنتداب والوصاية الأجنبية ولله الحمد.
لقد تعودنا أن نستمع من زعاماتنا الى خطابات رنانه كاذبة بعيدة كل البعد عن ما يحلم به الشعب العربي من الاستقلال الناجز والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية التي تقضي على كل مظاهر التخلف في الوطن العربي .
ماذا فعل أصحاب الجلالة والفخامة والسمو لشعبهم العربي ؟
هل قضوا على التخلف والامية والفقر والجوع والبطالة والظلم والفساد ؟
هل حققوا توزيعا عادلا للموارد والثروات الطبيعية التي تزخر بها أرض عدنان وقحطان ؟
هل أستطاعوا ايقاف هجرة العرب الى دول العالم بسبب مضايقات كل الانظمة العربية لآصحاب الرأي والفكر المخالف لأفكارهم ؟
هل نظفوا سجونهم السرية والعلنية من الابرياء ؟
هل طوروا جيوشهم من أجل التصدي لكل التهديدات الخارجية التي تستهدف أرضنا ومياهنا ووجودنا، أم طوروا الجيوش من أجل القضاء على شعوبهم اذا ما ثارت عليهم ؟
هل ناقشوا مشاكل الشباب العربي الضائع في أتون الجنس والمخدرات بعد أن تحول الكثير منهم الى جنس ثالث بسبب البطالة ، وأنخرط الأخرون في التنظيمات الأرهابية التكفيرية التي أنتشرت في كل مدن وطننا العربي ؟
ماذا فعلوا للقومية العربية التي كنا نتغنى بها ، والتي كانت أسرائيل ترتعد من سماع أغنية ( أصبح عندي الان بندقية ) وصرنا اليوم نتغنى بخصر نانسي وصدر هيفاء؟ هل نخيفهم ونرعبهم اليوم بأنشودة ( أريد أبجي على جويسم أبو الغيرة) ؟
هل درس القادة العرب أسباب أنخفاض الشعور والحس الوطني لدى شبابنا الذي بات يكفر بكل ما هو عربي ؟
وما هي اخبار الاسلام الذي لم يبق منه سوى القشور ، بعد أن تسلط وعاظ السلاطين على مقدرات العرب والمسلمين ، وأخذوا يحللون ويحرمون خلافا للقران والسنة النبوية المطهرة.
هؤلاء المجتمعون ، هم أنفسهم الذين صفقوا وهللوا وفتحوا حدودهم مشرعة لغربان الشر القادمة لاذلال وتدمير واحتلال العراق ، ويوم دخلت القوات الغازية بغداد ، رقصوا جميعا على انغام هوسة ( طهرناه وخلصنه منه ) ونسوا الى أن طابور الطهور لا بد أن يصل اليهم يوما ما .
هؤلاء أسوأ بكثير من اقرانهم الذين طيح الشعب حظهم وكراسيهم ، منهم من فر من بلاده ، وأخر مازال الى يومنا هذا يتنقل بين المستشفى والمحكمة على سدية المستشفى ، وثالثهم ذاك الذي حاصره شعبه في كل بيت وشارع و زنكة ، حتى لقي حتفه في أنبوب مجاري حيث كان مختبأ والحبل على الجرار.
واليوم الذي سنشهد فيه تهاوي العقال العربي من على كثير من الرؤوس القابعة بابراجها العاجية ، يحيكون الدسائس والمؤامرات ضد شعبهم وأمتهم العربية ليس ببعيد.