22 ديسمبر، 2024 7:45 م

بي رغبة للبكاء حد العويل والضحك حتى الهستيريا من سلطة خفية عادلة بطريقة لم يعهدها سكان كوكبنا شغلت الحاكم بنفسه عن كل ما تحت سيطرته ودفعت الغني والتاجر الى الخوف المميت على نفسه بدلا من البكاء على خسائره وضياع ما اضاع من عمره في جمعه وهكذا وصولا الى من لا يملك غير نفسه لينشغل بالخوف عليها رغم انه اقلهم خسائرا فهو لا سلطة ولا مال ولا اعوان لكنه يشاركهم الخوف بنفس المقدار وكلهم لا يريد ان يغادر هذه الحياة التي اخبرهم الرب انها ( فانية ) وبغض النظر عن الاحلام والآمال التي شغلوا عنها بأنفسهم والتفسيرات والتحليلات التي يمارسونها بينهم وبين انفسهم ويشيعونها احيانا وتثبت تلك القوة الخفية خطلها الا انهم جميعا محاصرين بين الخوف القاتل والامل الهش، وجراء هذا الخوف تخلوا عن كثير او اغلب الاشياء التي يحبونها فلا عناق ولا قبل ولا ملامسة ولا تجمعات ولا موائد تحوي مالذ وطاب وعاد تارك الصلاة للمواظبة عليها وهجر الاخر ارتياد الحانات وتوجه الى الله بخوفه وهلعه حتى وان لم يكن ايمانا لا بل وصل ببعضهم الحال هجر الشريك والنوم منفردا والشك باهل بيته خوفا من ان يكون احدهم يخفي في فمه بعضا من جنود هذه القوة السرية التي لا توقفها حدود ولا يردها دعاء ولا تحمي منها (بروج مشيدة ) لا بل ذهب بعضهم ابعد من ذلك وعافت نفسه لذائذ الاطعمة خوفا من ان يكون مختفيا بداخلها (قاتل سري ) وفات الاغلب ان لم يكن الجميع ان الله اخبرهم مبكرا ( ان لله جنودا لم تروها ) واكد عليهم ( فأذا اتاها امرنا ليلا او نهار ) وجعل لهم عبرة بطواغيت سابقين كالنمرود الذي اذله بحشرة وغيره كثيرين . ان فايروس (كورونا ) هو احد جنود الرب التي لم ولن تروها وهي تواجهكم وتنتصر عليكم ولا تحتاج بحربها مع احدكم الا ايام لاتصل الى نصف شهر ولن يجدي خوفكم او حصونكم وقلاعكم ولن يذهب بالأرواح فقط انما يأخذ معه الاموال والاولاد لا بل ويحرمكم حتى من قبر عليه شاهدة ويزار ويترحم عليه وحتى لو وصلكم هؤلاء الجنود الذين لم تروهم هناك فرصة تستطيعون خلالها تصحيح مساركم .. كفوا عن سلب الاخرين حقوقهم وتعاملوا بإنسانية ولا تأخذوا ما ليس لكم عندها سيوقف الله جنوده من الزحف باتجاه مخابئكم المكشوفة بالنسبة له .. فقط ارجعوا لإنسانيتكم .