23 ديسمبر، 2024 6:48 م

تسهم شركات السفر والسياحة بالتسويق السياحي من خلال البرامج التي تعدها والرحلات التي تنظمها الى مختلف جهات العالم . والكروبات السياحية واحدة من أجمل الفعاليات التي تجمع العوائل العراقية على مختلف مشاربها في باص واحد ،  ومكان واحد ، وفندق واحد ولعدة أيام ، ما يفتح المجال واسعاً في بناء علاقات اجتماعية جديدة.. وتعمد الشركات عادة إلى وضع برامج مختلفة وأسعار تنافسية مع الشركات الأخرى .. ومع أن معظم الكروبات السياحية تتجه نحو شمال العراق لقضاء أوقات ممتعة في أجواء غير متوفرة في الوسط والجنوب ، فان هناك جملة ملاحظات لابد من ذكرها على انها تشكل منغصات للرحلة السياحية . فطبيعة هذه الكروبات انها مجموعة عوائل عراقية بعضها محافظة جدا وتبحث عن سياحة نظيفة وآمنة .. في حين ان هناك اصرار من قبل منظمي الرحلة على رفع مكبرات الصوت داخل الباص ، وهي تصدح بموسيقى صاخبة وأغاني هابطة .. كما أن اختيار الدليل السياحي أمر مهم ، فلا بد للدليل السياحي أن يكون مثقفاً لديه معلومات واسعة عن المعالم السياحية والتأريخية والجغرافية ، وأن يكون مهذباً وعلى خلق .. ولم تسع اي من الشركات العراقية إلى اعتماد دليلين سياحيين رجل وأمرأة من المتزوجين والمتخصصين حيث ، يساعد هؤلاء الأدلاء على إضافة لمسات وأجواء إيجابية على السفرة . إن السفرات الترفيهية هي للراحة والاستجمام ،  وليست للغناء واقامة الحفلات بإستخدام موسيقى صاخبة وأغاني هابطة كما ذكرنا .. حيث إن معظم العوائل وبحكم ضغوط العمل والوضع الأمني أحياناً تبحث عن أجواء هادئة وآمنة وطبيعة وبيئة نظيفة .. وليس حفلات غنائية .. إن راحة البال والابتعاد عن الفوضى والضوضاء هدف مهم تسعى إليه العوائل بحثاً عن الأجواء الرائعة دون منغصات . لذلك فإن الشركات السياحية وادارتها مسؤولة بشكل مباشر عن توفير الأجواء المناسبة لهذه العوائل خلال الرحلة للتمتع بأجواء هادئة ومناسبة طوال  زمن قد يتجاوز الـ(8) ساعات في طريق بري لا يتم التوقف فيه سوى مرة واحدة لتناول وجبة فطور أو غداء .. إن توفير الأجواء الماسبة من قبل إدارة الشركات يعني احترامها وتقييمها للعوائل العراقية ، وبنفس الوقت تساعد هذه الاجواء على الإقبال على الرحلات السياحية التي أصبحت متنفساً للعراقيين بعد تحسن المستوى المعاشي للمواطن . وهذه الملاحظات تنطبق على الرحلات الداخلية والخارجية فيحصل أحياناً أن يشارك في الرحلة مجموعة من الشباب تفسد على العوائل متعتها وتحد من حركتها وتسبب الازعاج لها بسبب بعض تصرفاتها . كما يحصل أن تعزف  الموسيقي الشعبية في الباص ، وهذا من أسوء ما لاحظته في أكثر من كروب سياحي .. حيث يقوم الفريق بين فترة وأخرى بالعزف بآلات شعبية ويطلب التبرع بالمال لأفراد الفريق (شوباش) ، في حين أن معظم العوائل تشمئز أحياناً من مثل هكذا تصرفات ، وتترد في الاشتراك بهكذا رحلات ، وهذا عامل خطير قد يشكل عزوفا عن المشاركة في الرحلات السياحية مستقبلاً وكأن القائمين على الرحلة والمنظمين لها غافلين عن طبيعة العوائل العراقية وتحفظها على كثير من التصرفات غير اللائقة .. إن تنمية السياحة الداخلية والخارجية لا يعني أن نتجاوز الأطر الاعتيادية وأعراف المجتمع العراقي ، بحيث نسحب الجميع إلى رغبات مجموعة صغيرة من الأشخاص أو الأفراد ،  لا يعدون على عدد أصابع اليد الواحدة ، في حين تعزف الأكثرية عن المشاركة .. لابد لشركات السفر والسياحة  الانتباه إلى هذه الظاهرة السلبية وتجاوزها ، ولابد لدائرة التفتيش والمتابعة في وزارة السياحة من وضع ضوابط وتعليمات بهذا الخصوص ، ومتابعة تنفيذها.