22 ديسمبر، 2024 6:55 م

كرهت قريش ان تكون النبوة والخلافة في بني هاشم 

كرهت قريش ان تكون النبوة والخلافة في بني هاشم 

“جاء في تاريخ الطبري”ج٢ ص “٥٧٨”الذي يعتمد عليه السلفية كما يقول ابن تيمية :عن ابن عباس، قال بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعض أصحابه يتذاكرون الشعر، فقال بعضهم: فلان أشعر؛ وقال بعضهم: بل فلان أشعر، قال: فأقبلت، فقال عمر: قد جاءكم أعلم الناس بها، فقال عمر: من شاعرالشعراء يا بن عباس؟ قال: فقلت: زهير بن أبي سلمى، فقال عمر: هلمّ من شعره ما نستدل به على ما ذكرت؛ فقلت: امتدح قوماً من بني عبد الله بن غطفان، فقال:
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم … قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا
قوم أبوهم سنان حين تنسبهم … طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا
إنس إذا أمنوا، جن إذا فزعوا … مرزءون بها ليل إذا حشدوا
محدون على ما كان من نعم … لا ينزع الله منهم ماله حسدوافقال عمر: أحسن؛ وما أعلم أحداً أولى بهذا الشعر من هذا الحيّ من بني هاشم! لفضل رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقرابتهم منه، فقلت: وفقت يا أمير المؤمنين، ولم تزل موفقاُ، فقال: يا بن عباس، أتدري ما منع قومكم منهم بعد محمد؟ فكرهت أن أجيبه، فقلت: إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني، فقال عمر: كرهوا أن يجمعوا لكم النبوّة والخلافة، فتبجحوا على قومكم بجحاً بجحاً، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت.
فقلت: يا أمير المؤمنين، إن تأذن لي في الكلام، وتمط عني الغضب تكلمت.
فقال: تكلم يا بن عباس، فقلت: أمّا قولك يا أمير المؤمنين: اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفّقت، فلو أن قريشاً اختارت لأنفسها حيث اختار الله عزّ وجلّ لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود. وأما قولك: إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوّة والخلافة، فإنّ الله عزّ وجلّ وصف قوماً بالكراهية فقال: ” ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ” فقال عمر: هيهات والله يا بن عباس! قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره أن أفرّك عنها، فتزيل منزلتك مني؛ فقلت: وما هي يا أمير المؤمنين؟ فإن كانت حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك وإن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه فقال عمر بلغني أنك تقول إنما صرفوها عنا حسدا وظلما، فقلت: أما قولك يا أمير المؤمنين ظلما فقد تبين للجاهل والحليم وأما قولك حسدا فإن إبليس حسد آدم فنحن ولده المحسودون، فقال عمر: هيهات أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا ما يحول وضغنا وغشا ما يزول، فقلت: مهلا يا أمير المؤمنين لا تصف قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بالحسد والغش فإن قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم من قلوب بني هاشم، فقال عمر: إليك عني يابن عباس فقلت أفعل فلما ذهبت لأقوم استحيا مني، فقال: يابن عباس مكانك فوالله إني لراع لحقك محب لما سرك، فقلت: يا أمير المؤمنين إن لي عليك حقا وعلى كل مسلم، فمن حفظه فحظه أصاب ومن أضاعه فحظه أخطأ ثم قام فمضى”.
ونحن نعيش ذكرى المولد النبوي، سيدي يارسول الله، هكذا فضلت الامة خيارها على خيار السماء لتدفع الثمن غال منذ ذاك الحين الى يومنا، والامة تتسافل وتتراجع، حتى اصبحت اضحوكة بين الامم، تعادي اصدقائها بل تعادي نقاط القوة والضوء في جسدها، لصالح اعدائها، هذه الامة التي بيتت امر الردة في حياة الرسول الكريم لاجل الحكم والسلطة، بل قتلت ال الرسول من اجل هذا الهدف، ليقول قائلهم”اقتلوهم ولاتبقوا لاهل هذا البيت باقية”، فكان الثمن غال على الامة والانحراف فاق الكفر لطبقتها وحكامها، مشكلة هذا الامة انها ترى نتائج مخالفتها وعدم التزامها بماجاء فيه رسولها، دون ان تتعض، اذا كان الحاكم يصر على النهج الخاطيء المخالف لاجل السلطة، فما بال العامة التي تصفق للباطل وتدعم الاعوجاج!
ان نتائج كره الامة لامر السماء اتى على كل مافي الامة من ثروة واخلاق ومروءة، فهل ستعود لرشدها، وتبايع صاحب الرؤية والمشروع، وتجمع له كل الزعامات مادام انقاذها على يده، هذا الحال وكره مااراد الله ورسوله، يتمدد اليوم ليشمل بعض من يدعون الانتماء لمن بايع واستحاب لارادة السماء وهذا حال العراق يتردى، والسبب رفض القوم ان تجتمع الزعامة الدينية والسلطة لدى اصحابها، ولا اخال ان هذه الامة في كل اجزائها ستعي لتصحح اخطائها حتى يظهر صاحبها الشرعي ليملئها عدلا وقسطا، ويجمع استحقاقه واستحقاق ابائه النبوة والخلافة.