7 أبريل، 2024 3:23 م
Search
Close this search box.

كرنفال الحب والدم

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس هناك مايدل على اني قادم من الشرق الاوسط..حتى حينما أتحدث لغتهم, لكنتي بخارستيه بحته ..صحيح لم تكن عيناني زرقاوان لكني وسيم بلوني القمحي الذي لم يميزني عن اي اولتيني ومن يدقق في شكلي اكثر يقول هذا سيكاني (غجري)….فتح ذراعيه قاطعاَ الطريق امامي مبتسماَ..مرحبا أخي..وقفت متسمراَ أنظر الى الجموع الواقفه امام بوابة المسرح تارةَ.. واليه تارةَ اخرى..قال لي ستتصالح مع نفسك أن تقربت من المسيح..كيف وأنا الهارب من صراع الاديان والمعتقدات..أنك لن تخسر شيئ ,أنه عرض مجاني..لاأدري لماذا وجدت نفسي واقفاَ مع الجموع..ربما بدافع الفضول..أبدا… فأنا قرأت الانجيل مرات ومرات في وقت مبكر…ليس هناك ما سيضيفه لي هؤلاء الناس..في هذا عمري ..لقد أدركت منذ زمن بعيد كل شيئ قيل وسيقال عن ألآله و التسامح والمحبه والعطاء والقيم ولست بحاجه لاحد ان يذكرني بها الأن .. .ما الذي يبغيه هؤلاء..هل هم بحاجه للعوده الى القرون الوسطى بعد أن حرقت الكنيسه الاف المفكرين والعلماء وملايين الأبرياء…دعني مع بقايا الساذجين مستمتع بخيال الأدفنتيشت المذهب المسيحي الذي لا أعرف رقمه في المعادله الدينيه…كاد المسرح ان يكون ممتليئ.لكنني في النهايه.حصلت على مقعد في الصفوف الأخيره ..لا أدري لمه شعرت بألأرتياح وانا ارمي بجسدي المتعب على المقعد,هل لأني سأكون قريبا من المسيح أم من باب الخروج…دقائق وبدأت الانوار تخفت..و فتحت الستاره على قرع ألدفوف وذكر القديسين..بدأت الرؤوس تترنح على يميني ويساري.. ترنحت معهم كي لا ابدو نشازاً…اصلاً نحن نترنح دائماً فليس غريباً علينا أن نترنح في مناسبات الاخرين لاسيما وأن هذا الترنح لايختلف أطلاقاً عن ترنحنا..تخيلت نفسي في (تكية أبو خمره)..والناس من حولي جميعهم من محلة الفضل والحواري المجاوره
وحين سخن الجميع بترنح الابدان أيضا.. اعتلى مسرحهم قسُ يحمل بيده صولجاناَ والأخرى مبخره وهو يرنم, يتبعه فتيه يحملون سيوف وخناجر ,ويأتي واحدا تلو الأخر..يقبل يد القس ويستل سيفه ويغمده في جانبه الايسر مع ذكر المسيح والقديسين وصراخ وتوسل المحتفلين..أخيرأَ عرفت سر أرتياحي..لأني قريباَ من الباب….خرجت من المسرح واذا بأثنان أمامي يخرجان ايضاَ من المسرح يضحكان بصوت جريئ وأحدهم يقول للاخر هاي الطقوس كلها (كليجه )تصنعه بالشعله او بلندن طعمها ونكهتها تبقى (كليجه)…تفاجؤ ا حينما قلت لهم …شلون الشباب..ضحكوا مجدداَ..وقالو شجابك هنا..انت مسيحي..قلت لهم ,,,,(كليجه.)..ضحكنا معاَ..اسمي عماد من الحله..رعد من الاعظميه وعبد الحسين من الثوره…صرنا أصدقاء…لم تجمعنا الصدفه …بل الوطن..رعد.. هل عرفت مصدر الدرباشه؟ ..نعم ..ههههه نفس مصدر الزناجيل والتطبير..لم أكن متفاجئاَ برده وكان سؤالي خبيثاَ نوعاَ ما.. كيف يا صديقي ؟ لم اصل الى هذه النتيجه كباحث عنها , بل كهارب من جحيم الطائفيه يبحث عن وطن ..وجدت نفسي في الفلبين..وفي أحدى لياليها القمريه كنت جالساَ في الشرفه المطله على البحر…بدأت أسمع أصوات أبواق وطبول بعيده وكأنني سمعتها من قبل ..كأني جالس على ضفاف دجله مقابل مدينة الكاظميه…بدأت الاصوات تقترب ومصدرها مشاعل أضاءة ساحل البحرمن بعيد..لاأدري ماذا يدور هناك..بقيت منتظراَ أكثر من ساعه حتى صاروا امامي..كان المنظر مقززاَ نساء ورجال يضربون بألسلاسل على ظهرهم والدماء تسيل منها واخرين يحملون سيوفاَ وخناجر ويدمون رؤسهم…. ماذا تريد أن تقول ..عفواَ صديقي كنت أستمتع بها كثيرا انها كرنفالي الوحيد الذي أنتظره كل عام أنها متنفسي الوحيد ومتعتي الوحيده التي ليس لها علاقه بالمعتقد بل لها علاقه بمن احب..أرجوك أن لا تروج سلبيا لهذه الطقوس فنحن لانمتلك كرنفالات غيرها تلتقي بها الاحبه ولا يهمني ما يفكر به الساذجون…المهم أنها مساحه من الحريه يوفرها المعتقد للمحبين دون أن يشعربها..أنها كليجه ياصديقي تصنعها جميع الشعوب… ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب