كرم الشعب العراقي يعتبر سمة أساسية من سمات الثقافة العراقية التي تعكس قيما عميقة للتضامن والكرم والضيافة. يعتبر الكرم جزءاً لا يتجزأ من الهوية العراقية، وهو جزء مهم من التقاليد المحلية والقيم الاجتماعية التي تميز الشعب العراقي.
علاوة على ذلك، يمتاز العراقيون بمفهوم الضيافة العربية التقليدية القائمة على استقبال الضيوف وتكريمهم. يُعتبر تكريم الضيوف وضيافتهم جزءاً من الكرم العراقي، حيث يُعد الضيف مقدساً ويجب على المضيف تقديم أفضل الضيافة والرعاية له.
فقد قال أمير المؤمنين عن أهل العراق (يا أهل الكوفة إنكم من أكرم المسلمين وأقصدهم وأعدلهم سنة وأفضلهم سهماً في الإسلام وأجودهم في العرب مركباً ونصاباً أنتم أشد العرب وداً للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، وإنما جئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من أنفسكم…). ففقد ضرب العراقيين مثال كبير في الكرم والجود وصل لحد المبالغة في الكرم وهذه الصفة تفتقدها كثير من الشعوب فهي تعكس أصالة العراقي فلدينا مناسبات دينية كزيارة الأربعين يمتد فيها الكرم العراقي لشهر كامل وفي بعض المحافظات كذي قار تمتد سفرة طولها اكثر من ثلاثين كم في يوم ذكرى استشهاد الإمام الحسن وغيرها من المناسبات التي يظهر فيها الكرم العراقي المبالغ بصورة كبيرة ولدينا أمثلة عن كرم ائمتنا عليهم السلام فقد كان ابا محمد الحسن المجتبى علية السلام يضع قطع من الدراهم والدنانير تحت الاكل لكي يجدها المحتاج وياخذها لسد حاجته دون أن يتعرض لذل السؤال.
على مر العصور، تجلى كرم الشعب العراقي في مواقفهم المشرفة خلال الصراعات والأزمات، حيث برزت قصص الشجاعة والتضحية والتضامن. يعكس تاريخ الشعب العراقي تلاحمهم في وجه التحديات وقدرتهم على التكاتف وتقديم المساعدة لبعضهم البعض في الظروف الصعبة.