في منتصف ثمانينات القرن الماضي عينت آمرا لكتيبة مدرعات على اطراف كركوك ، وكانت مدرعاتها (اكسباير) وجنودها يمثلون كل (اطياف) شعب العراق ككركوك التي تقع على اطرافها ، ولعلي وضعت اطياف بين قوسين لكونه مصطلح سياسي جديد اطل علينا في عصر المحاصصة والمتحاصصين بعد تجرير العراق من وحدته وتماسكه الذي يزعج الكثيرين اليوم
كانت نسبة الغياب والهروب في الكتيبة مدهشة …جمعت الضباط والمراتب وبدأت حديثي قائلا لهم انهم بالتأكيد يجمعون المعلومات عني وهل اني شديد او متسامح وغيرها من المعلومات ، اخرجت جنسيتي من جيبي وشرحت لهم معناها ومدى قدسيتها قائلا ((قومياتنا تفرقنا ولا تبني وطن بل تجعل منا اقواما في وطن ، وأدياننا تفرقنا وتجعل لكل منا نبي ولكل منا كتا ب ولكل منا ولي ومذهب ، وكل ذلك لا علاقة له بالوظن فلا عروبتنا ولا كرديتنا او تركمانيتنا تهتم بالوطن ولا اسلامنا او مسيحيتنا تعيش داخل الوطن ، ولا كل تلك الانتماءات يمكنها ان تمنحنا وثيقة مشتركة كالجنسية التي احملها في يدي ، وتلك كلها تجعلنا ننبش باحثين عن مشتركات بيننا هنا وقواسم توحدنا هناك..فمرة نقول الشيعة والسنة متصاهرين وعشائرهم واحدة ، ومرة نغني (هربجي كرد عرب رمز النظال).. تاركين هذه الوثيقة المقدسة التي تجعل منا مواطنين فقط نقدس شيء اسمه الوطن الذي هو العرين الواحد والعش الواحد وهو بالتالي القاسم المشترك الاعظم الذي يسمونه المواطنة ، وفي رأيي ان الخلل الوحيد في جنسيتنا يكمن في ذكر القومية والدين فيها بينما الافضل ان لا تعرف الدولة انتماءاتنا القومية والدينية كي تتعامل معنا كمواطنين فقط ،وهكذا سأتعامل معكم ، فكلكم عراقيون مثلي ولن اتنازل عن ذلك الا اذا تنازلت عن شرفي
بأشهر قلائل ومع اجراءات اخرى اصبحت نسبة الغياب والهروب مدهشة كما كانت ولكن ايجابا وليس سلبا
كركوك العزيزة كردت في الخمسينات بدعم من السيد سعيد قزاز مؤسس حي الشورجة الكردي وغيره من خلال تشجيع اهلنا الكرد للأنتقال الى كركوك ، وعربت في السبعينات فهاجر منها 13000 كردي حتى العام 2003 من الذين لا يحملون بطاقة سكن كركوكلية وخلال الاحتلال دخلها فوج من الامريكان ومعه الاف من البيشمركة ولذلك لم يحصل يها الفرهود والدمار ولكن مع ذلك تم احراق دائرتين فقط وهما بالطبع دائرة الاحوال المدنية ودائرة اتسجيل العقاري الشاهدتنان الوجيدتان على هوية كركوك وفي العامين الاولين للاحتلال عاد ال13000 كردي ومعهم اكثر من 600 الف كردي آخر يحملون الوثائق الاربعة …والجانب الآخر من التغيير الديموغرافي كان بالاستيلاء على ابنية ومنشآت الفيلق الاول (اقدم فيلق في الجيش العراقي) ومنشآته هائلة وبنيت فيها مئات الآلاف من الدور للأكراد حصرا بعد دعمهم من ميزانية الشعب العراقي وتم تعويض العرب المرحلين من كركوك من ميزانية الشعب العراقي ايضا
لست مع تكريد الخمسينات ولا تعريب السبعينات ولا تكريد الالفية الثالثة ، ولست سعيدا بمشروع دستور اقليم كردستان الذي تنص ديباجته على ((ان كوردستان لم تكن ضمن العراق العربي يوما))و((ان حدود العراق لا تمتد شمالا ايعد من منطقة جبل حمرين)) وكذلك لست مع المادة الثانية من مسودة الدستور التي تنص على((تتكون كردستان العراق من دهوك بجدودها الحالية وكركوك والسليمانية وأربيل واقضية عقرة والشيخان وسنجار وتلعفر وتلكيف وقرقوش ونواحي زمار وبعشيقة واسكي كلك من محاغظة نينوى ، وقضائي خانقين ومندلي من مجافظة ديالى ، وقضاء برزة وناحية جصان من مجافظة واسظ بجدودها الادارية قبل عام 1968 ))
وكوني عراقي ايضا لا يهمني كيف عربت وكيف كردت بقدر ما يهمني ان تبقى عراقية وأن تكون المدينة التي يخسرها الكرد اذا قررو الانقصال عن اهلهم العراقيين ، وبنفس الوقت علينا ان نعترف ان كركوك كانت قبل التكريد والتعريب بأغلبية تركمانية لا عربية ولا كردية ، وهذا ما لا يمكن ائباته بعد احتراق تلك الدائرتين (بقدرة فاعل) بل يمكن اثياته من خلال المقابر فمن يطالب بكركوك كردية فأن عليه ان يحصي لنا عدد القبور في كركوك في النصف الاول من القرن الماضي ليجد التركمان متفوقين ويجد ان لغة التعليم في المدارس كانت هكذا ايضا وغير ذلك الكثير
عليه ..على ماذا يستند المسؤولون الكرد عندما يقولون انه ((لا تقاش حول كردستانية كركوك))
وعلى ماذا نجد ان الاستقواء فاق التصور من خلال وجود مدير عام واحد عربي والاخر تركماني في كركوك ؟؟ ولكون رئيس مجلس المجافظة تركماني فأن منصبه شاغر منذ سنتين ، وعلى ماذا استندو في رفعهم لعلم الاقليم على كركوك ؟؟ وعلى ماذا استندو في تجريف دور العرب في كركوك؟؟ اسئلة بلا ترك نريد جوابا لها