وكأنَّ الحلّ والربط بيد حكومة الأقليم او السيد مسعود البرزاني عبر انضمامه الى احدى الكتل السياسية لتغدو الكتلة الأكبر , ومنها يترشح رئيس الوزراء , ومنها ومن خلالها يضحى رئيس الجمهورية ممّن محسوبين على الحزب الديمقراطي الكردستاني , او حتى في ابعد الأحوال والمنال من الأتحاد الوطني الكردستاني , رغم أنّ منصب رئيس الجمهورية يكاد لا يحلّ ولا يربط , ووجوده او عدمه لا يقدم ولا يؤخّر .! , لكنه هذا هو الواقع المرّ لأحزاب الأسلام السياسي التي تتدافع وتتسابق لنيل رضا حكومة الأقليم التي عوقبت سياساً ومالياً وجرى اغلاق مطاراتها وبمباركة من هذه الأحزاب .
وإذ رئيس الوزراء السيد العبادي اعلنها صراحةً يوم امس بأن لا مساومة مع القادة الكرد حول كركوك , وإذ ايضاً أنّ جميع الكتل والأحزاب التي تسعى وتجاهد لتحظى بأنضمام حكومة الأقليم الى صفّها لتشكيل الكتلة الكبيرة , فجميعهم لم يعلنوا تأييدهم ولا حتى رفضهم لتصريح رئيس الوزراء هذا , وإذ بجانب ذلك صرّح السيد برواري أحد قياديي الحزب الديمقراطي الكردستاني منتقداً تصريح رئيس الوزراء ” حول كركوك وعدم المساومة عليها ” , وحيث ايضاً لا ندري ولا نُنجّم حول اية تنازلاتٍ او مساوماتٍ نسبية او غير نسبية للكتل والأحزاب التي تتدفّق الى فنادق اربيل ” ذات الخمس نجوم ” , وذلك من بوابة او نافذة الأفتراض للتساهل والمرونة السياسية المشبوهة , وبالرغم من الأدراك المسبق لموضوعية القادة الأكراد في توجهاتهم السياسية , فنقولها ونعلنها صراحةً وبدقّة متناهية < وهي نصيحةٌ لوجه الله الى القيادة الكردية > فأنّ ايّ كتلةٍ او حزبٍ او تيّار يتعهّد ويُوقّع ويضع بصمته ” بالأصابع العشرة او العشرين ” بتقديم وعرض اية تنازلاتٍ حول كركوك والمناطق التي جرى تسميتها ” بعد الأحتلال الأمريكي ” بالمتنازع عليها .! , فأنّ ايّاً منهم وجميعهم سوف يتخلّون عن تواقيعهم وبصامتهم بعد امتطائهم لسلطة الكتلة الأكبر , لا لأصالة عراقيتهم , ولا خوفاً من التأريخ الذي يُعرّي من ورقة التوت وما خلفها , ولكن خشيةً وتحسّباً من ثورةٍ جماهيريةٍ شعواء قد تؤدي الى سحل جثثهم في الشوارع , كما جرى للذين صانوا وحافظوا على شرفهم السياسي والشخصي والوطني من العائلة المالكة في عام 1958 , ولا بدّ أنْ يضعوا هؤلاء نصبَ اعينهم لمصائر اولئك , وإلاّ فالخطورةُ اخطر .!