23 ديسمبر، 2024 5:22 ص

كركوك والسيّد البرزاني .!

كركوك والسيّد البرزاني .!

ننوّه أنّ كركوك كانت تسمى بمحافظة التأميم , منذ تأميم النفط في العراق عام 1972 , حيث كانت الشركات الأجنبية تستحوذ على ثلاثة ارباع الثروة النفطية في تلك الحقول , وقد حذفت حكومات ما بعد الإحتلال مفردة التأميم , وبدأت الأمتيازات وجولات ” التراخيص ” المتكررة تعطى للشركات والدول الأجنبية .

    في الأول من امس صرّح السيد مسرور البرزاني – رئيس حكومة كردستان وهو نجل السيد مسعود البرزاني قائد كردرستان , بأنّ الأقليم متمسك يمحافظة كركوك , < وانها قلب كردستان > وجزء لا يتجزّأ منها , وكذلك بلدة سنجار التي تقع في محافظة الموصل – نينوى وتخضع لسيطرة مسلحي حزب العمال التركي – الكردستاني.

  

( ولسنا هنا بصدد القول أنّ كردستان بلا قلب الآن ! كتعقيبٍ على كلمات السيد مسرور , طالما انّ كركوك تابعة للسلطة المركزية وبعيدة كميا ونوعيا عن الأقليم ) وسنتجاوز ذلك هنا .

     يدرك السادة – القادة ” مسعود البرزاني  نيجيرفان البرزاني , ومسرور البرزاني ” ومعهم او بمعيـتهم كافة القياديين الكرد الآخرين , بل حتى عموم الشعب الكردستاني , بأنّ كافة شرائح الشعب العراقي تتضامن وتتعاضد مع كل الحكومات والأحزاب والقوى السياسية ” مهما تقاطعت معها ” في عدم التنازل عن عن كركوك لصالح الأقليم حتى لو اندلعت المعارك واشتعلت الحرب من جديد , وبالنسبة لكل العراقيين فهذه مسألة غير قابلة للمناقشة ولا للأشارة العابرة او التطرّق عنها .. واذ طالما يشكّل ذلك من البديهيات والمسلّمات المحسوبة والمدركة ضمنياً وواقعيّاً , فعلامَ وإلامَ حديث السيد مسرور بهذا الشأن ” الكركوكي ” في هذا الوقت او التوقيت تحديداً .؟!

فإذا لم يُجاب عن ذلك ” او بعض ذلك ” بأنه نوع من دغدغة مشاعر الشعب الكردستاني ” والتي لا تقدّم ولا تؤخر , وحتى لا مكان لها لتبقى في مكانها” ! , فإنّه من الناحية او الزاوية البراغماتية – العملية والفعلية , وليس على الصعيد الرسمي والدولي ! فإنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يسيطر على الثروات والجانب المالي والنفوذ السياسي المدعوم , لم يعد يمثّل كيان اقليم كردستان من خلال الإنشقاق والتضاد والتقاطعات مع ” الأتحاد الوطني الكردستاني ” الذي يسيطر على المنطقة الشرقية لكردستان ومعقله في محافظة السليمانية , والذي افادت اخبار سابقة غير مؤكدة بأنه يسعى لتأسيس اقليمٍ جديدٍ في وقتٍ لاحق .! , ويلاحظ كذلك أنّ اصوات نحو او قرابة اربعين حزباً كردياً آخراً فإنها شبه مغيّبة عمداً عن عموم الإعلام الكردستاني , ناهيك عن الصوت شبه المكمم للجمهور الكردي المعارض للسياسة القائمة للأقليم والذي غالباً لاتُدفع رواتب موظفيه لعدة شهور .!

ضمن الحقيقة المطلقة فإنّ هيمنة حكومة الأقليم على عموم كردستان  والتي هي تحديداً من قبل قيادة العائلة البرزانية المحترمة , فالأمر لايعدو عن مشيئة وارادة الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية في اغراق هذه الحكومة بالأسلحة التي لا تستوعبها اصلاً , وصولاً الى تجزئة كاملة للعراق والى تأسيس دولة كردية جديدة في المنطقة بما لم يحن الأوان لذلك .

الوضع شديد التعقيد في شمال العراق , وهنالك اخبارٌ ما تؤكّد عن دعمٍ ماليٍ ” على الأقل ” لبعض القوى السياسية العراقية لحزب العمال التركي الكردي , وما يجّر ذلك على إبقاء الأوضاع الآنية على حالها , وهو ايضا ما يسوّغ بقاء قوات تركية في شمال العراق , وهو ماله ايضاً بعلاقةٍ ما بتصدير وعدم تصدير نفط كردستان عبر ميناء جيهان التركي , ووصوله الى اسرائيل ايضاً .!