المتابع لاخبار العراق يجد كل طرف يتهم الاخر بخرق الدستور ومخالفته ، هذا الدستور هم انفسهم واضعوه بما فيه من اخطاء و صواب … وان خلق الازمات ماضي في طريقه وللسنة الثالثة وبنجاح ساحق لامثيل له في كافة انحاء المعمورة.
ابتداءاً من ازمة تشكيل الحكومة بعد الانتخابات الاخيرة ومرورا بأزمة الهاشمي وازمة سحب الثقة وازمة قوات دجلة وقوات حمرين وازمة صفقة الاسلحة الروسية وازمة احتمال نشوب حرب بين حكومة المركز والاقليم والازمات القادمة ستستمر اذا بقي الحال كما هو عليه وبنجاح منقطع النظير.
إن سبب الازمة بين المركز والاقليم ليست وليدة اليوم وانما هي نتيجة تراكم المشاكل في وقتها وتأجيلها لوقت اخر لقد كان واضحا نوايا الساسة الكرد من البداية وكانوا يقولونها علنا ان المناطق المختلطة هي جزء من الاقليم الاّ ان المركز لم يحسب لها حسابا (رغم تنويه المكون التركماني بنوايا الساسة الكرد) وانما اجلّها الى حين اخر دون حل وبدأت طلبات الطرفين بالزيادة للحصول على مكاسب اكبر.
لا احد يتمكن ان ينكر ان محور السياسة في العراق تتمركز الان حول كركوك هذه المدينة العريقة والكريمة والسخية في عطائها سواءاً سياسة المركز أو الاقليم يجتمعون ويختلفون ويقررون واهل كركوك مغيبين من جميع هذه الحوارات سواء بقصد او بغير قصد وهذا خطأ جسيم سيولد ازمات اخرى متلاحقة.
تسعة سنين ونيف ويعاني اهل كركوك و الشعب التركماني خاصة من ويلات الاحزاب العنصرية والطائفية في تهميشهم من جميع مراكز القرار و يعاني ويلات الارهابين المجهولي الهوية من تفجيرات واغتيالات والخطف والتهديد والتشريد والسرقة وكل البلاءات ولحد اللحظة لايوجد في قيادة الامن والاستخبارات والمخابرات عدد يستحق الذكر من المكون التركماني ، يعني خلل في اساس هذه القوى الغير المتكافئة ولايمكن ان تؤدي عملها بشكل صحيح. ممثلوا التركمان في البرلمان يصرحون بهذه الاخطاء منذ تسعة سنوات ولكن دون فائدة ، وفجأة نسمع من السيدين المالكي والنجيفي بوجوب اشراك جميع مكونات المناطق المختلطة في قوات مشتركة.
النائب زالة النفطجي حين صرحت قبل حوالى ستة اشهر بأنه لا مانع على اية قوة ومنها قوة دجلة بشرط ان تضم في تشكليها جميع مكونات المناطق المختلطة كانت على حق بنظرها البعيد للاحداث ، لان اشتراك جميع المكونات في صنع القرار سوف لايسبب اي اجحاف او تهميش لاي مكون وبالتالي لانلتقي مع ازمة جديدة اخرى.
لذلك اية قوة تتشكل أو تعاد تشكيلها يجب اشراك جميع مكونات المنطقة فيها وخاصة المكون التركماني لانه ومنذ سقوط الصنم مهمش ولحد اللحظة سواء في القيادة أو القاعدة ، اننا كشعب تركماني لا نرى فائدة من التوتر الحاصل ولانريد اي طرف يتغلب على الاخر والحرب لانريدها اطلاقا ايمانا بقول سيد الكائنات عليه افضل الصلاة والتسليم سيدنا محمد “ مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا ” لاننا كلنا مسلمون.
ولايعرف قدر ” فليس منا ” الاّ المؤمن بالله وبنبيه ولا اعتقد ان هناك احداً يريد الخروج من امة محمد(ص) سواءً كان قائداً او نفرا بسيطا لان الكل في حضور رب العزة سواسية لاانساب ولا القاب ولا قومية ولاعشيرة ولارتبة ولامقام الاّ من اتى الله بقلب سليم خالي من النفاق والغش.
اختم قولي بقول سيدنا محمد(ص):
” لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ”.