قرار محافظ كركوك بالوكالة ركان سعيد الجبوري حول إنزال صورة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني من غرفة ديوان محافظة كركوك نستطيع أن نضعها في خانة القرارات الصائبة وكان الأجدر وقتها برئيس الوزراء السابق عبادي تقديم شهادة تقدير للجبوري بدلاً من جعل مُتحدثه الرسمي سعد الحديثي يطل علينا بالقول بأنه لا يوجد تعميم من مجلس الوزراء يتعلق بالصور الخاصة بالزعامات والرموز الرسمية سواء كان رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء ولم يُصدر أي شيء بهذا الخصوص في الاجتماعات الخاصة بالهيئة التنسيقية بين المحافظات سواءً برفع الصور أو تثبيتها في هذه المحافظة أو تلك المحافظة يعني نفييه وجود أي تعميم من رئاسة الوزراء يتعلق بالصور الخاصة بالزعامات والرموز الرسمية. أقولها ومع الأسف الشديد الحديثي وبتصريحه قد صب الزيت على النار لأنه فتح الباب أمام تأويلات ومشكلات جمة لا يُحمد عقباه لا في وقتنا الحاضر ولا في المستقبل المنظور. وكان الأجدر به وضع النقاط على الحروف من خلال الاستفادة من تجربة السيد مقتدى الصدر الذي أصدر قبل سنوات تعليمات صارمة إلى لجنة محاربة دواعش الفساد في التيار الصدري حول استدعاء ومحاسبة كل من يقدم على تعليق صور الرموز الصدريين داخل دوائر الدولة مُشدداً أن ذلك ممنوع منعاً باتاً لأنه يؤدي بالتالي إلى استغلال تلك الصور لمآرب دنيوية كما هو الحال بالنسبة لساسة الاتحاد الوطني الكردستاني (يكيتي) اليوم الذين يحاولون استغلال صورة الرئيس الراحل جلال طالباني ونضاله الطويل ليس لمآرب دنيوية فحسب بل لمآرب سياسية أيضاً مما حذا بمحافظ كركوك إنزال الصورة ليس كما يدعي مدير مكتب المادة 140 في كركوك بابكر صديق الانفراد بالقرارات والإيحاء للعرب الساكنين في المدينة بأنه رجل قوي وما إلى ذلك. بل لسبب بسيط جداً يجهله السيد صديق أوغيرهم من مسؤولي حزب الأتحاد الوطني الكردستاني (يكيتي) وهو كون الرئيس الراحل طالباني ليس بمؤسس الدولة العراقية الحديثة لكي يُعلق صوره في دوائر الدولة ومؤسساتها إلى جانب صورة الرئيس الجديد برهام صالح – الذي أخطاء بنظرنا السيد الجبوري بعدم تعليق صورته في غرفة ديوان المحافظة لأنه الرئيس الشرعي للعراق – على غرار أمريكا أو غيرها من الدول الأخرى. ولكن أصرار حزب الأتحاد الوطني الكردستاني (يكيتي) على تعليق صورة الرئيس الراحل طالباني وليس الرئيس الحالي برهام صالح في غرفة ديوان المحافظة هي لغاية في نفس يعقوب وهي بمثابة إيصال رسالة للداخل وللخارج معاً وعلى وجه الخصوص للضيوف العراقيين أو الدوليين الذين يزورون محافظة كركوك بين الحين والآخر بأن مدينة كركوك مازالت تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني فقط لا غير!.