18 ديسمبر، 2024 10:03 م

كركوك ليست عراقية ؟!!

كركوك ليست عراقية ؟!!

في تصريح لافت لمحافظ كركوك نجم الدين كريم والذي زعم فيه ان مدينة كركوك ليست عراقية ، ولا تتبع للحدود الادارية للدولة العراقية ، وان علم كردستان لن يتم انزاله في اشارة واضحة الى قرار مجلس النواب بعدم قانونية رفع علم كردستان فوق الابنية الرسمية لمحافظة كركوك ، الامر الذي آثار شجب واستنكار القوى السياسية بمخالف توجهاتها ، والتي رات ان الخطوة التي قام بها المحافظ تمثل تحدي واضح للدولة العراقية ، وخروج عن الاعراق والقوانيين والدستور العراقي ، ومدينة كركوك التي يسكنها خليط من الكرد والتركمان والعرب والمسيحيين تعد واحدة من ابرز المدن المتنازع عليها بين الاقليم والمركز ، إذ ووفقاً للمادة ١٤٠ من الدستور العراقي الذي اقر عام ٢٠٠٥ يفترض البت في مستقبل كركوك على ثلاثة مراحل تبدأ بعملية التطبيع في المدينة ومن ثم اجراء الاحصاء السكاني لها ، ومن ثم اجراء استفتاء يحدد على اساسه عائديتها من عدمه ، ولكن ذلك لم ينفذ بسبب الخلافات السياسية التي لم تنجح في ايجاد رؤية موحدة وحل لمحافظة عراقية اسمها كركوك ؟!!
الاكراد من جهتهم وكعادتهم ومنذ سقوط النظام عام ٢٠٠٣ يسعون الى كسب الوقت والفرصة ، وايجاد المغانم في اي خلافاً او اختلاف مع بغداد ، وهم بذلك يؤكدون على ضرورة إشراك مدينة كركوك في استفتاء اقليم كردستان المزمع اجراءه في ايلول الحالي ، كما ان الخطوة التي قام بها المحافظ تبدوا منسقة معالخطوات العملية التي يقوم بها البارزاني في اجراء الاستفتاء ، وهي في ذات الوقت تدخل في خانة تاجيج الوضع السياسي الداخلي ، وتعقيداً للعلاقة بين الاقليم والمركز ،مستغلين العمليات الجارية في تحرير ماتبقى من مدينة الموصل ، متناسين في ذات الوقت ان القانون العراقي والدستور النافذ لا يسمح بان يكون هناك عراق مقسم ،بل ينص على ان العراق فيدرالي موحد ، وان اي خطوة ضد هذا النص تمثل خيانة للعراق وضرباً للعملية السياسية برمتها .
ما يجري اليوم من عملية تكريد لمدينة متنوعة العروق والقوميات والمذاهب ، يمثل انتهاكاً صارخاً واستهدافاً لهذه التنوعات ، كما انه يمثل سرقة لمدينة عاش ويعيش فيها هذا التنوع ، ليعمل على ازالة اثار هذا التنوع ، لهذا ينبغي على الحكومة والبرلمان السعي الجاد من اجل ايقاف هذا الاستهداف الواضح لمدينة كركوك ، والوقوف بوجه المخططات الرامية لقطع اوصال هذه المدينة عن الوطن الام ، وايجاد الحزم فيما تقوم به قوات البشمركة الموالية للبارزاني في استخدامها للغة التهديد والقتل والتشريد للمكونات الاخرى ، وهم بذلك يستغلون انشغال الحكومة العراقية في حربها المفروضة ضد داعش ، كما ينبغي على القادة الكرد ان يعلموا ان العراقيين لا يمكنهم التفريط بشبر من ارضهم ، وخير شاهد اليوم وهم يقدمون ارواحهم فداءً لوطنهم.