23 ديسمبر، 2024 3:47 م

كركوك قنبلة لليوم التالي

كركوك قنبلة لليوم التالي

لاتبعد كركوك الغنية بالنفط عن بغداد كثيرا، وهي متصلة بمدن السليمانية وأربيل الكردية التي تصلها بحدود تركيا وإيران، ولكل بلد من البلدين حكاية مع كركوك. المدينة الغنية بالنفط والغاز التي يقطنها الكرد والتركمان المتنازعون على عائديتها لكل منهما، بينما يعيش العرب على الهامش، ويكادون يدفعون ثمن المواجهة الجديدة، ونوع العلاقة مع الحركات الدينية المتشددة كداعش وقبلها القاعدة، ويلح الكرد على إن كركوك هي عاصمة كردستان المقبلة وهو الأمر الصعب التحقيق بالفعل نتيجة الصراع المحتدم داخل الإقليم الكردي، ورفض بغداد لمثل هذا الإجراء، والتنازع الإيراني التركي، ووجود أقليات مدعومة من تركيا، أو قوى حليفة لأنقرة وهي الأقرب الى حزب الإتحاد الديمقراطي بزعامة البرزاني الذين يقابلهم أكراد السليمانية المدعومين من إيران والذين يقتربون كثيرا من بغداد التي تجد مصاعب جمة في التفاهم مع أربيل.
وإضافة الى المطامع التركية بنفط وغاز المدينة فإن النظر إليها بوصفها مدينة تركمانية الأصل جعل من تركيا تتحرك بطريقة مختلفة وهي تتصل بأكثر من محور يتجاوز العلاقة مع التركمان لتصل الى الأكراد الحاكمين خاصة من عائلة البرزاني، وتحاول المجموعة المدعومة من تركيا السيطرة الكاملة على آبار النفط وتقويض وجود حزب العمال الكردي التركي المناوئ لأوردوغان، ومنع حزب الإتحاد الوطني الكردستاني المتحكم في مدينة السليمانية من مد نفوذه الكامل عليها بدعم من بغداد وطهران.
لاشك في أن الصراع الكردي الداخلي يمكن أن يندلع في أية لحظة حتى وإن بدا أنه يهدأ من حين لآخر لكنه مرشح ليتغير نحو الأسوأ بمجرد بروز خلافات جديدة، أو تغير في موازين القوى، أو أولويات الدول الكبرى والإقليمية، وطالما إن الكرد لايتفقون على كركوك فإنهم يمكن أن يتصارعوا عليه خاصة حين يكون لديهم نوع من التوافق مع المشاريع الإقليمية التي تدفع كل طرف ليكون في محور من المحاور فيحدث الإشتباك الذي يدفع الإقليم ثمنه والعراق بكامله في وقت لاحق.
من الصعب التكهن بمستقبل المدينة في ظل إحتدام الصراع عليها بين الكرد والعرب والتركمان من جهة والمدعومين من بغداد ولو على خجل، وبين تركيا وحلفائها الكرد وإيران وحلفائها من جهة أخرى. ويبدو التنازع القومي بين الأكراد والتركمان والعرب عليها أقل حدة من الصراع الكردي الداخلي الذي يشتعل وهو نتيجة تراكمات سابقة تدفع العلاقات بين الأحزاب الكردية الى التأزم كلما بدرت مشكلة،