23 ديسمبر، 2024 4:08 ص

كركوك .. ستبقى نقية طاهرة.. من رجس الشياطين…!!!

كركوك .. ستبقى نقية طاهرة.. من رجس الشياطين…!!!

لست نادما على كتاباتي بشان مدينتي كركوك بل ابقى مدافعا عن كل كلمة دونتها هنا على صفحات هذه الجريدة خصوصا تلك التي كنت أتعمد ان اصورها كخط أحمر امام كل محاولة شوفينية وعنصرية لتلبس مرة اخرى ثوبها القديم لتكون (تأميم) بدلا من كركوك ، بل ولن  أبقى متفرجاً حين تشتد هجمات الوحوش الضالة عليها أملا باحتلالها على غرار ما حصل في الموصل ،وما أعتقده بهذا الخصوص ان  الكورد في كركوك لا يجدون سبيلا امام اثبات صدق انتماءهم إلا بالدفاع والاستشهاد من اجل مدينتهم التي بقيت عشرات السنين تبكي ابناءها ، وهم يقدمون ارواحهم الغالية فداءً  لديمومة بقاءها نقية طاهرة من رجس الشياطين والأوباش الذين توافدوا عليها منذ سنين تحت شتى المسميات….
لذلك فان خيارنا الوحيد في كركوك  هو ان يكون مستوى مواجهتنا مع زمر التكفير والتطرف بمستوى دفاعنا عن كرامتنا الوطنية والقومية ، لان داعش الارهابي حين اختار جنوب كركوك وغربها ملاذاً آمناً وجد ايضا مبايعة كاملة من سكان هذه المناطق وبعضاً من شيوخ عشائرها الذين لا يترددون في الطاعة العمياء مطلقا ، بل ويخضعون لنهيهم ومنكرهم وأمرهم ولا يجدون حرجا عند تلبية رغباتهم مهما كانت شكلها ولونها ….
 ما يؤسف ان قدرتنا الامنية والاستخبارية بقيت الى الان محصورة في الاستماع لروايات لبعض من المدفوعين من ابناء هذه المناطق من قبل داعش ، ونحن نبني على تلك الروايات الوهمية تصوراتنا حول قوة داعش ونقاط ضعفه وقوته ..متجاهلين ان الاعتماد على عناصر من خارج دوائر الاستخبارات هي من المصائب الكبرى التي اوقعت جيوش جرارة في شبك الهزائم الكبرى ، بمعنى ان داعش  لم يظهر الا وفق عقلية استخبارية تعرف كيف تراوغ وتباغت خصومها في كل وقت ، وما أعرفه انها تعتمد المشورة والبحث في معلوماتها ، ولا توجه اية ضربة لخصومها الا في الوقت المناسب ، وهذا يعني ان الهجوم البربري لهذا التنظيم كان تحصيل حاصل لمجموعة من المعلومات حصل عليها داعش من ثغراتنا التي بقيت مفتوحة امام عيون وقحة زرعوها ، ربما يعيشون  وياكلون وينامون معنا في مواضعنا الدفاعية ، أو من بعض من عناصرهم   حين البسهم التنظيم ثوبأ من ثياب النازحين ، ووقفوا لساعات طويلة عند مدخل مكتب خالد ، وهيئوه ان يؤدي دورأ مرسوما له بإتقان …..
 بمعنى ان  كركوك لن تكون بمأمن من نوايا هذا التنظيم الذي تقول عنه امريكا ، ان امر انهائه يحتاج سنيناً طويلة ..ولن تكون ايضاً بمأمن من شعارات الدينية والمذهبية التي بدأت تفوح منها روائح كريهة لا تدل الا على مستوى الحقد والكراهية التي تحملها اصحابها على الكورد ، وهذه كلها تدفعنا الى السؤال  ….هل تسطيع الاحزاب السياسية الكوردية  في كركوك حصرا ان تضع خلافاتها جانباً كما فعلت ابناء كوباني حين اجتمعوا صفا واحدا لدحر داعش اولاً دون قيد او شرط ..؟؟  الاجابة على هذا السؤال تحتاج الى جراءة وشجاعة ، وما اعتقده جزماً ان هنالك اكثر من عامل تقف بوجه تحقيق هذا الهدف خصوصا والأحزاب السياسية الكوردية العاملة في محيط مدينة كركوك تنظر الى نفسها بمنظور اكبر من حجمها ، فكل حزب يمنح الحق لنفسه ان يكون هو المرجع السياسي في المدينة ، وهذا المبدأ في التعامل ينزل رويدا رويدا الى قاعدة هذا الحزب او ذاك ليكون المؤازر والنصير هذا الحزب بالضد تماما من الحزب الاخر.. وهذا بحد ذاته مؤشر واضح ان الاعداء لا يجدون صعوبة في الاختراق خصوصا حين تكون الخلافات وفضاءاتها مكشوفة الغطاء ، وهذا يعني ان مكتسباتنا الشخصية والفردية ما بعد سقوط نظام صدام المقبور قد أفقد سياسيينا  صواب التفكير في كيفية مواجهتنا للتحديات التي تعيق من عملية بناء فهمنا السياسي المشترك في هذه المدينة الكوردستانية الوحيدة التي تعاني من ظلم ذوي قرباها..!!
لهذا فكوكبة الشهداء الذين حلقوا بالأمس القريب   في سماء المجد لمدينتنا كركوك ، وأخص بالذكر العميد شيركو فاتح الذي كان يتقدم الصفوف، ووقف مع مقاتليه البيشمركة الابطال كالبنيان المرصوص امام مجاميع من القتلة والمجرمين من عناصر داعش الارهابي ومن لف لفهم من المجردين من قيم الكرامة والشرف ،  قد كتبوا بدمائهم ملحمة كوردية خالدة ، وأجادوا بشرف لغة الشهادة من أجل كركوك ، واثبتوا ان كلمة بيشمركة في كوردستان عموما وكركوك خصوصا  تعني الصوت المدوي وصرخة الحق بوجه ألأعداء ، وان اختلفوا في العناوين والتسميات ، وان وجودهم في كركوك تعني الامان والطمانينة لابناءها ، فلولاهم  لتغيرت كل المعاييرباتجاه ما يخشاه الكركوكيون الاصلاء لوحدهم …