23 ديسمبر، 2024 6:55 ص

أوضحت بعض الدراسات الإستراتيجية السياسية صادرة من المواقع البحثية مع تأكيد الواقع السياسي العراقي بذلك أن هناك اتجاهات عديدة ستتجه نحو  مدينة كركوك الثرية وفي هذه الدراسة تظهر مدينة كركوك النفطية كالاختيار البديهي لتكون مركز الصناعات المنتجة لتوفير الطاقة النفطية بكميات هائلة وبنوعية جيدة وهي المدينة التي بقيت محتكرة من قبل الأنظمة السياسية الحاكمة طيلة عصور مضت  لكن انفتحت الأبواب الاقتصادية والسياسية بوجهها  لان هناك تطور وتحسن واضح في المناخات الاقتصادية والسياسية والبنية التحتية وخاصة بعد الربيع العراقي عام 2003 شهدت مدينة كركوك ضخا سياسيا متواصلا من قبل الأطراف السياسية من مختلف الاتجاهات وتحولت إلى مغناطيس جاذب للأطراف السياسية وللمستثمرين أيضا والدليل المؤكد لذلك إن معدلات الاستثمار في كركوك ارتفعت بنسبة أكثر من 50 % منذ تغيير الوضع السياسي في العراق وهناك أطراف خارجية التي باتت تضع مدينة كركوك نصب عينيها وتراقب الوضع السياسي  الداخلي بجدية كبيرة وعن كثب من أهمها بعض الدول الإقليمية بالإضافة إلى أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الأوربية تسعى هذه الأطراف السيطرة على منابع النفط في كركوك من خلال أجنداتها السياسية في العراق . مثلما نعرف ويعرفها الجميع إن وضع كركوك السياسي معقد وشائك رغم التعايش الاجتماعي السائد بين مكوناتها لكن التطورات السياسية والأمنية قد أفرزت مشاريع سياسية تحمل في طياتها أجندات خارجية وإقليمية تفوح منها رائحة التمزيق والتقسيم إلى مصالح ومكاسب سياسية وفيها الكثير من مكامن الجذب الاقتصادي للمستثمرين وفيها تعداد سكاني متعددة المكونات وبطبيعة الحال إن تعدد الثقافات واللغات يضيف للمدينة ميزة تنافسية لافتة لتكون معبرا صناعيا ومركزا تجاريا في زمن الحاضر والقادم وان مدينة كركوك هي الحلم القادم لجميع الأطراف هكذا ينظر إليها السياسيون ولكن  بالمقابل أهل كركوك الاصلاء ينظرون إليها بعين السخط والإهمال بسبب الأوضاع السياسية والأمنية  المتردية الناتجة من ضعف السلطة الحاكمة وتجاوز بعض الأطراف السياسية  على الوضع العام فيها ، لكن  تكالب القوى السياسية المتعددة على مدينة كركوك لا يمكن أن يغير من حالها إن لم تتغير العقول السياسية فيها وتراعي مصالح شعوبها وتدافع عن حقوقها ولا أخفيكم سرا إن  مدينة كركوك تفتقد إلى العدالة والحرية والمساواة والتوازن والتوافق السياسي بين الكتل السياسية والمكونات وتعتبر هذه المدينة بلد المفارقات السياسية وبامتياز ولا يخفى على الجميع إن كركوك وفي المرحلة الحالية وصلت إلى  الغليان السياسي الكبير ومكوناتها أدركت إنها مستهدفة من قبل أطراف خارجية والداخلية لذا يجب أن يدرك الجميع وخاصة العراقيين الوطنيين  الذين يطالبون  بوحدة العراق بأننا أمام تطور فعلي جديد للأحداث السياسية وسحب تدريجي للشارع السياسي في كركوك عنوة إلى قلب الحدث الذي يؤدي إلى تأجيج الوضع السياسي والى دفع الأطراف السياسية إلى الاقتتال الداخلي لا سامح الله مثلما نرى في الوقت الراهن إن موضوعة كركوك المعقدة تعد من الموضوعات التي تهدد وحدة العراق واستقراره ولعل ما وضع كركوك على سطح التفاعلات السياسية هو طبيعة التحالفات بين المكونات والكتل السياسية فيها ما دفعت الرأي العام في كركوك إلى التوجس بان القوى المهيمنة على الشارع السياسي تستخدم الحس القومي العنصري في استجلاب التأييد والرضا السياسي مستخدمة أسلوب الضغط والتهديد والتزييف بغية الوصول إلى أهدافها ألا وهو إخضاع الرأي العام المحلي والهيمنة ومن ثم إلحاق كركوك إلى الإقليم وهو الحلم الكبير لديهم والصراع الدائر بين الإقليم والحكومة الاتحادي خير دليل على ذلك  ونحن التركمان بدورنا يجب أن نختار الطريق الذي يؤدي بنا إلى إخراج هذه البيضة من عنق الزجاجة ونعلن موقفنا وبشكل واضح وصريح ولا نبقى نتفرج على هذا الموقف المتأزم الخطير لان الانتخابات فتحت أبوابها على مصراعيها وان الأطراف المتنافسة تجري استعداداتها على قدم وساق ولابد أن نوحد كلمتنا ونرص صفوفنا ونطرق أبواب المنافسة بكل ما أوتينا من قوة واندفاع وبإرادة شعبنا التركماني ونختار رجالنا وفق القاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن التحزبية والمحسوبية  ليكونون ممثلين حقيقيين للشعب التركماني  وأعضاء قادرين للدفاع عن شعبنا التركماني في مجلس محافظة كركوك.