22 نوفمبر، 2024 10:38 م
Search
Close this search box.

كركوك الأزمة واستغلالها

كركوك الأزمة واستغلالها

مدينة كركوك العراقية برميل البارود المهدد بالانفجار بسبب نيران الأزمات التي يحملها القادة السياسيين حولها ويهددون بتفجيرها في كل وقت وكلما احتاجوا لصناعة أزمة في المحيط العراقي ، هذه المدينة التي كانت وستبقى مصدر الصراع والتوتر الدائم بين الإقليم والمركز مهما تغيرت الحكومات وعدلت القرارات هي اليوم تدخل السباق الانتخابي بصورة أزمة جديدة من خلال التصريحات والتحشيدات العسكرية في المناطق المتنازعة فيها.
فالطرفان يحاولان ان يعكسا للرأي العام والمتابعين ان الأزمة الأخيرة هي أزمة دستورية بحته وتفسير المادة 140 بينهم هو سبب الخلاف لكن حقيقة الأمر الذي نقرأه بين سطور البيانات والتصريحات هو غير ذلك فلو كان الأمر دستوري لرفع للمحكمة الدستورية وتم البت به ، لكن المسألة هي اكبر من ذلك ولي شواهد حولها .
فصراع الانتخابات القريب أعطى زخم للازمة وجعل المالكي يستغل هذه الأزمة لصالحة ويخرج من تصاعدها بكسب شعبي كبير ليس لجمهوره بل من جمهور القوائم الأخرى وبالتحديد القائمة العراقية التي كان لها مواقف متذبذبة في هذه الازمة افقدها الكثير من ناخبيها وجعل ميولهم تتجه للمالكي أضافة الى الأخوة التركمان الذين يمثلون الحلقة الاضعف في هذا الصراع ويحاولون ان يتمسكوا بمن يقف ضد توسع الاقليم .
فالتحالفات الانتخابية في المناطق المتنازعة تشير الى ان بعض القوى السياسية التي كانت ضمن القائمة العراقية وممثلي التركمان تتحاور اليوم للدخول في قائمة موحدة مع دولة القانون مستغلة الزخم القوي الذي اكتسبه المالكي في الفترة الماضية وتحقيق اغلبية مريحة ، ومن جهة أخرى تحاول دولة القانون تعويض بعض الإخفاقات في المحافظات الوسطى والجنوبية بسبب سوء الخدمات وعدم الايفاء بالوعد التي قدمت في الانتخابات الماضية .
أما الجانب الكردي فهو الاخر يحتاج الى تصعيد الأزمة واستمرارها من اجل تغطية الكثير من الأمور ولعل أولها مسألة تصدير النفط دون علم المركز ودخول الأموال للإقليم دون رقابة ، إضافة الى إشغال القوى السياسية والمعارضة بهذه الأزمات لإبعاد الضغط عنها.
ولا يمكن لنا ان نغفل العامل الاقليمي وما تعيشه المنطقة من توتر وتغيرات جذرية في الحكومات العربية فالقضية السورية وتناقض المواقف بين الاقليم والمركز حولها جعل البعض يدخل على الخط ويصرح وقد يكون داعم لطرف على حساب اخر ، كتركيا التي تلعب دوراً رئيسياً وتصعيداً خطيراً في المنطقة وتحاول دعم الاقليم في الازمة على حساب المركز رغم ان موقفها من كركوك ومناطقها المتنازعة هو موقف معارض وغير مرحب بتوسعة الاقليم نحوها وحماية للتركمان فيها وهو ما يؤكد ان الازمة هي ازمة مفتعلة لإغراض وستحل عند اكتفاء الحاجة لها.

أحدث المقالات